- أعتز بتاريخى ولم أندم على أى دور وأفتخر بتقديم سيرة الخلف والسلف.. و«إمام الدعاة» مسلسل القرن الحالى.. وعدم دعوتى لمهرجان القاهرة السينمائى جهل ولو قرروا تكريمى فسأعتذر
- ساعدت عادل إمام فى بداية مشواره ورشحته للدور الثانى فى أفلامى ولكن الأيام بعدتنا ونسى
يواصل الفنان الكبير حسن يوسف، كشف المزيد من الأسرار والتفاصيل حول مسيرته الفنية والشخصية، فى الجزء الثانى، من حواره مع «عين»، حيث يتحدث عن علاقته بالزعيم عادل إمام، ويفسر عدم تكريمه ودعوته إلى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رغم تاريخه الفنى الطويل كممثل ومنتج ومخرج سينمائى، كما يختص «اليوم السابع» بالحديث لأول مرة عن قصة حبه وزواجه من الفنانة المعتزلة شمس البارودى، وكيف تحولت العلاقة بينهما من العداوة إلى المحبة الدائمة، كما يكشف أسرار قرار زوجته باعتزال الأضواء ورد فعله على هذا القرار المفاجئ، وتفاصيل علاقته بالشيخ الشعراوى والحوارات التى دارت بينهما حول العمل بالتمثيل ورد فعل إمام الدعاة عندما عرض عليه الولد الشقى تجسيد سيرة حياته فى مسلسل درامى، وإلى نص الحوار:
حسن وشمس
حدثنا عن تفاصيل علاقتك بالفنان عادل إمام الذى اشترك معك فى بعض الأعمال؟
- فى بداية مشواره الفنى، كنت أرشحه للأدوار الثانية فى الأفلام التى أقوم ببطولتها، وكنت قبله أرشح محمد عوض دائمًا فى دور صديق البطل لفترة طويلة، ولكن عندما كنا نستعد لتصوير فيلم «أفراح» فى لبنان وهو أول بطولة مطلقة لنجلاء فتحى، قال لى المخرج «أنت دايما بترشح محمد عوض عاوزين نغير»، فقلت له فى ولد كويس اسمه عادل إمام هاته جربه، وبعدها رشحته لفيلم «الزواج السعيد»، وأخذته فى أفلام من إنتاجى ومنها «الشياطين والكورة» وكان وقتها يعمل فى مسرحية مدرسة المشاغبين وأعطيته «عربون» 80 جنيها، ولكن الأيام بعدتنا ونسى كل هذا، رغم أننى لم أنس النجوم الذين عملت معهم فى بداية مشوارى الفنى فى أدوار ثانية.
وبماذا تفسر عدم تكريمك خلال مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد هذا المشوار الفنى الطويل؟
- لم أكن أعلم بانعقاد المهرجان ولم يتم توجيه دعوة لى لحضوره، أنا اتكرمت فى سوريا فى آخر مهرجان، واتكرمت فى مهرجان الإسكندرية أيام كمال الملاخ، وحصلت على أحسن تكريم وهو وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وتسلمته من الرئيس عدلى منصور، عام 2013 وهو الوسام الذى حصل عليه عمالقة مثل أحمد زويل ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ونجيب محفوظ وفاتن حمامة وماجدة الصباحى، وأرى أن مهرجان الجونة أهم مهرجان سينمائى فى مصر، لأنه يستضيف نجوم كبار وأفلام مهمة، وأعتبر عدم دعوتى لمهرجان القاهرة السينمائى جهلا، ولو قرروا تكريمى بعد هذا التجاهل لسنوات سأعتذر، فالمهرجان كان يكرم نجوم الفن فى دوراته السابقة بحسب الأجيال، وعندما فكروا فى تكريم جيلى اقترحوا أن يكون التكريم مشتركًا بينى وبين أحمد رمزى وعندما تحدثت مع رمزى قال إنه لن يحضر، فتوقعت أن يتم التكريم وأن أتسلمه نيابة عنه، لكننى فوجئت بتكريم أحمد رمزى وتجاهل اسمى وقرروا أن يتسلم التكريم عمر الشريف نيابة عن رمزى، وكانوا وقتها طلعوا إشاعات إنى حرمت الفن ولم يصححوا خطأهم، وعمومًا مايفرقش معايا هذا التكريم، ويكفى أن الدولة كرمتنى بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
حسن وشمس
ننتقل إلى الجانب العاطفى فى حياتك وقصة التعارف بينك وبين الفنانة المعتزلة شمس البارودى؟
- ينطبق على علاقتى بشمس المثل الشعبى القائل «ما محبة إلا بعد عداوة» فقد بدأت علاقتى بها بخناقة فى أول عمل يجمعنا معًا، حيث كنت البطل وتأخرت هى عن التصوير فقلت اطلبوها وتحدثت معها تليفونيًا، وسألتها: «إيه ياشمس ماجيتيش ليه»، فقالت «مين حضرتك، وأنت مالك أجى ولا ماجيش اللى يكلمنى المنتج أو المخرج»، وزيادة فى العناد لم تأت التصوير بعد هذه المكالمة وكانت صورت مشهدين فقط ولم تكمل الفيلم أو تأخذ أجر، وبعد هذه الواقعة التقينا فى فيلم «حكاية 3 بنات» وكانت هى البطلة مع سعاد حسنى وسامية شكر، وكان معظم شغلى معاها واتخانقنا تانى لكن كملنا الفيلم، ومكانش فى استلطاف بيننا، وكان شقيقى زميلها فى معهد الفنون المسرحية، وكنت أمر عليه بعربية اسبور، كانت حديث مصر وقتها، فكانت تقول لأخى «هو أخوك جاى يتمنظر علينا».
زواج حسن وشمس
وكيف تحولت هذه العلاقة المتوترة إلى قصة حب وزواج؟
- خلال تصويرنا فيلم «رحلة حب» فى بلدها سوريا، وكانت هى البطلة أمامى مكانش عاجبها الأوتيل وكان معها شقيقها، وكنت أنا فى فندق آخر، فقالت للمخرج مش هاكمل شغل وهامشى، فاتصل بى المنتج منزعجا: «الحق شمس وكلمها علشان زعلانة وهتسيب الفيلم»، فقلت له: إحنا دايما بنتخانق ومش هاينفع أكلمها بس خليها تيجى تشوف الأوتيل اللى أنا فيه ولو عجبها تيجى مكانى وأنا أروح أى حتة، وبدأ إعجابى بها وكنت أراقبها فوجدتها مختلفة عن غيرها شكلا وموضوعا، وكانت تنتهى من التصوير وتذهب مع أبناء عمها المقيمين فى سوريا، فتعرفت عليهم وعزمونى على العشاء فى أحد المطاعم، وطلبت أن أرقص معها فوافقت على مضض، وأثناء الرقص تحدثنا عن التمثيل وقالت لى: أنا باشتغل بس بحب البيت أكتر، فقلت لها وأنا بحبك أكتر، وبدأت تنظر لى نظرة أخرى، وطلبت الزواج منها وتحدثت مع أبناء عمها وعندما نزلنا مصر ذهبت إلى فيلا والدها وطلبت يدها منه واتفقنا أن نسافر إلى سوريا لأتعرف على عائلتها وتزوجنا فى 8 فبراير 1972، وأصبحت شمس حب العمر وخير زوجة، وبعد الزواج اتفقنا ألا تمثل أمام أى بطل غيرى واشتغلنا معا عدد كبير من الأفلام، وأنجبنا أبناءنا الأربعة ناريمان وعمر ومحمود وعبدالله.
زواج حسن وشمس
حدثنا عن تفاصيل قرار الفنانة شمس البارودى اعتزال الفن وكيف استقبلت هذا القرار؟
- كنت أنا وشمس نستعد لتصوير فيلم جديد من إنتاجى دفعت فيه دم قلبى، واشتريت رواية «غرام صاحبة السمو» من الأديب موسى صبرى، وهى الرواية الخامسة التى اشتريتها منه لأننى كنت أفضل إنتاج أفلام من الروايات، ومنها «الجمال والحب، كفانى ياقلب، دموع بلا خطايا»، وسافرنا لشراء الملابس من أرقى بيوت الأزياء فى فرنسا حتى تتناسب مع شخصية الأميرة التى ستجسدها شمس فى الفيلم، ودفعت فى الملابس وقتها أكثر من 40 ألف دولار، وبعدها سافرت شمس لأداء العمرة مع والدها وكنت أديت العمرة قبلها بعام مع والدها أيضًا، وأثناء العمرة قررت شمس اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وبعد عودتها من العمرة قالت لن أمثل ومش هاعمل الدور ومش عاوزة اشتغل، فاعتقدت أن هذا من تأثير العمرة وسترجع فى قرارها، وتحدث معها المخرج حلمى رفلة الذى كان بمثابة الأب الروحى لها وكان يرى أننى وشمس نشبه دويتو محمد فوزى ومديحة يسرى، وكانت شمس تلجأ إليه إذا حدث أى خلاف بينى وبينها، وتعتبره والدها وكان دائما يقول لى «ربنا بعتلك طبق مارون جلاسيه لازم تاخد بالك منها»، ولم تتراجع شمس عن قرارها، كما تحدثت مع موسى صبرى وقلت له: شمس مش عاوزة تشتغل، فأكد أنه مفصل الدور عليها، وقال أنا هاكلمها، وتحدث معها وتأكد أن قرارها بلا رجعة، واقترح أن أستعين ببطلة غيرها، فقلت مش شايف غيرها لأننى اشتريت الرواية علشانها، وبعد فشل محاولات إقناعها اشترى سمير صبرى الرواية وأنتجها، وبعد التزام شمس احترمت قرارها وكنت أضحك مع والدها وأقول له مش دى اللى أنا اتجوزتها.
حسن وشمس
ولكن هل تأثرت بقرار شمس البارودى اعتزال الفن وتوقفت لفترة عن التمثيل؟
- أنا فى الأساس أنتمى إلى أسرة متدينة من السيدة زينب، وكنت رياضيا وألعب كرة قدم فى نادى الزمالك، وطوال فترة شبابى كانت الرياضة تحمينى من أى انحراف، وعندما ذهبت للعمرة قبل اعتزال شمس شعرت أننى أرتدى الكفن والتقيت بأبناء الحاج سلام صاحب شركة أوليمبيك فى الفندق وكانوا يقيمون ندوات ودروسًا دينية فى مصر بحضور الشيخ الشعراوى، وبعد عودتى من العمرة عزمونى لأفطر معهم فى رمضان، وعرفت أن إمام الدعاة سيكون موجودًا، ولم أكن أفطر خارج منزلى نهائيًا، وفى هذا اليوم اكتفيت بتناول الشوربة مع أسرتى وأسرعت حتى ألتقى بالشيخ الشعراوى، ودخلت فوجدته يتوسط الحضور، واقتربت منه وسلمت عليه وقبلت يده، فقال لى: اقعد ياسى حسن، وجلست إلى جواره أستمع ولا أتحدث، وسألنى أنت فطرت؟، وناداهم قائلا: هاتوا طبق لحسن، وكان قليل الكلام ولا يتباهى بعلمه أو يفرضه على الناس ولا يجيب إلا عندما يسئل، وقعدت ساكت وصلينا التراويح معا، وأثناء خروجه قلت له ممكن تليفونك يامولانا، واسمح لى أكلمك من وقت لآخر، فقال لابنه عبدالرحيم الذى كان معه وقتها: «إديله التليفون»، فقلت له «عاوز التليفون اللى بترد عليه»، فرد قائلا: «ياابنى أنا أرد على الكل مش زيكم باقول الأستاذ فى الحمام»، وبعد يومين كلمته فقال لى: أنت فين ياسى حسن؟، وبدأت أزوره وأجلس إلى جواره لأستمع وأسجل كل ما يقوله، وكانت تأتيه أفواج من الناس، إما يسألون فى أمور الدين أو يطلبون مساعدة، وكنت أحضر معه المناسبات الدينية فى نصف شعبان والمولد النبوى وغيرها.
مع ابنته ناريمان
وهل توقفت خلال هذه الفترة عن التمثيل؟
- أنا لم أتوقف عن التمثيل ولكن خلال هذه الفترة كنت أراجع حساباتى، وتحدثت مع الشيخ الشعراوى، فقال لى: «يعنى أنت لازم تعمل أدوار الشقاوة وتركب العربية الاسبور وتعاكس البنات، زى ما علمتهم الشقاوة اعمل حاجات تعلم الناس أصول دينهم وصحيح الإسلام، ومش لازم أدوار دينية بحتة»، فالشيخ الشعراوى لم يقل لأى فنان «بطل تمثيل»، وخلال تعاملنا معه تعلمنا من تصرفاته وكرمه ورحمته على الفقراء، حيث كان يطبق أخلاق الرسول.
وهل تحدثت معه عن تقديم سيرته فى عمل درامى وهو ما فعلته فى مسلسل إمام الدعاة؟
- فى حياته سألت الشيخ الشعراوى، وقلت له: يامولانا عاوز أعمل قصة حياتك فى مسلسل، فلم يلتفت وأشار لى بيده قائلا: «لما أموت اعملوا اللى انتوا عاوزينه»، وظلت الفكرة فى رأسى حتى توفاه الله، وبعد وفاته لم أجد أحدًا قدم سيرته، وقررت أن أقدمها فى مسلسل، وجمعنا العديد من المعلومات عن الشيخ من أسرته وأهل قريته وكتب اللواء بهاء الدين إبراهيم السيناريو، بعدما جلس مع أسرة الشيخ الشعراوى حوالى 30 جلسة.
ولكن غضبت أسرة الشيخ الشعراوى من بعض الأحداث الواردة فى المسلسل؟
- كان الخلاف مع أسرة الشيخ خلافًا ماديًا بحتًا وليس له علاقة بالأحداث، وحقق المسلسل نجاحًا غير متوقع، ومن رابع يوم رمضان كانت المقاهى والشوارع تخلو من المارة، وأطلق على المسلسل «مسلسل القرن»، كما قدمت مسلسل الشيخ عبدالحليم محمود، وهو أستاذ الشيخ الشعراوى، وكان إمام الدعاة يجلس عند قدميه، وعندما يطلب منه عبدالحليم محمود الجلوس إلى جواره يقول له الشعراوى: «يامولانا هل تتساوى الرؤوس»، ورغم ذلك تم عرض مسلسل «العارف بالله الشيخ عبدالحليم محمود» مرة واحدة واتحط فى المخزن، كما قدمت مسلسل الشيخ المراغى، وقدمت رمضان قبل الماضى مسلسل «قضاة عظماء» وقمت ببطولة 15 حلقة منه عن قاضى قيروان، وهو أهم قاضٍ فى تاريخ تونس.
وهل ندمت على أى عمل قدمته خلال مشوارك الفنى؟
- لم أندم على أى عمل قدمته، فأنا لم أعمل أى دور وأنا فى غير وعى، قد تكون النتيجة غير مرضية أحيانًا لحسابات خارجة عن إرادتى، ولكننى أعتز بتاريخى، ويكفى أننى صاحب المكتبة الإسلامية التليفزيونية الشاملة، حيث جمعت فى المسلسلات التى قدمتها بين سيرة الخلف والسلف، فقدمت مسلسلات عن ابن ماجة والإمام النسائى، كما قدمت سيرة حياة الشيوخ الشعراوى والمراغى وعبدالحليم محمود.
كان قرار اعتزال شمس البارودى واتجاهك الدينى سببًا فى هجوم البعض عليكم فكيف قابلت هذا الهجوم والتشكيك؟
- تحملنا معا ولم نرد على الهجوم الذى استهدفنا ولا زال يستهدفنا، بالتشكيك فى نوايانا، وهذا ما تعلمناه من الشيخ الشعراوى الذى كان يقول دائمًا عندما نسأله لماذا لا ترد على الذين يهاجمونك، فيقول «إن الله يدافع عن الذين آمنوا».
شمس وحسن مع العائلة