- مؤلف قصص الحيوان أهدى زوجته حمارا فى عيد ميلادها
- قرأ القرآن لهدهد يحتضر وتحولت مؤلفاته إلى أفلام ومسلسلات
فى الذكرى السابعة لوفاة الكاتب والأديب الصوفى الساخر أحمد بهجت، الذى رحل عن عالمنا فى 11 ديسمبر عام 2011 بعد حياة حافلة بالإبداع الأدبى والصحفى امتدت لعقود طويلة ولازالت تمتع أجيالا جديدة بكتاباته ومؤلفاته وأعماله التى تحول الكثير منها إلى مسلسلات وأفلام، بل وجذبت شرائح عمرية كثيرة عندما تحولت بعض كتبه ومؤلفاته إلى مسلسل كارتون يحكى قصص الأنبياء وقصص الإنسان والحيوان فى القرآن، وتم عرضها على مدار سنوات فى شهر رمضان المبارك.
فالكاتب الساخر الصوفى ارتبطت به أجيال عديدة من خلال عموده اليومى "صندوق الدنيا" الذى نشر بالأهرام لمدة تزيد عن 40 عاما، وحققت مؤلفاته التى تنوعت بين الاجتماعى والصوفى والدينى والساخر وأدب الرحلات أرقاما قياسيا فى التوزيع وعدد الطبعات ومنها "أنبياء الله"، الذى تجاوز عدد طبعاته 40 طبعة، «بحار الحب عند الصوفية»، «الله فى العقيدة الإسلامية»، «الوقوع فى هوى الكعبة"، كما ألف للسينما 3 أفلام وهى «أيام السادات» و«امرأة من القاهرة»، و«البؤساء"، وكتب للإذاعة برامج كثيرة منها:" زورق الخواطر بصوته، وكلمتين وبس"، إضافة إلى عدد كبير من المسلسلات الإذاعية، والتلفزيونية ومنها "مذكرات زوج، صائمون والله اعلم، مسلسل ألف ليلة وليلة لحسين فهمى ونجلاء فتحى".
ومن أشهر مؤلفات الكاتب الصحفى أحمد بهجت كتاب «قصص الحيوان فى القرآن»، الذى تم ترجمته إلى عدة لغات وتحول إلى أشهر مسلسل كرتون دينى فى رمضان.
وعن الكتاب والمسلسل يتحدث الشاعر محمد أحمد بهجت ابن الكاتب والأديب الساخر مشيرا إلى عطف والده الشديد على الحيوانات: "كان أبى محبا وعطوفًا جدًا على كل أنواع الحيوانات بشكل لافت للنظر ويتعامل برفق شديد معها، حتى أنه فى إحدى المرات أحضر معه حمار من الشارع اشتراه من صاحبه الذى يعذبه لينقذه ودخل به علينا، وتصادف أنه يوم الاحتفال بعيد ميلاد والدتى، وعندما أصابتها الدهشة قال لها أنه أحضره كهدية لها وربطه فى البلكونة، حتى أقنعته والدتى أن الأصلح للحمار أن يعيش فى مزرعة، فودعه وتركه فى مزرعة أحد أصدقائه وكان يزوره بين حين وآخر".
ويتذكر الشاعر محمد بهجت فى حديثه لـ"عين"، موقفا آخر لوالده الأديب الصوفى قائلا: "لا أنسى أنه فى إحدى المرات ونحن فى الإسكندرية وجد خنفسة مقلوبة على ظهرها، وفوجئت به يمسكها بكل حرص، وينفض عنها الرمال ويعدلها كى تمشى، فقلت له «أنت مش قرفان»، فقال نحن بين يدى المشيئة الإلهية أقل من هذه الحشرة ونتقلب فى الذنوب والأخطاء، ثم تأتى المشيئة الإلهية لتعيدنا للطريق الصحيح وتعفو عنا وتمنحنا فرصة أخرى فكيف لا يكون لدينا نفس المشاعر نحو الكائنات الأضعف".
وأضاف: "جلس أبى يبكى يوما إلى جوار هدهد كان يحتفظ به وهو يحتضر، بينما يقرأ له سورة النمل، وكان على يقين من أن سماع الهدهد لهذه الآيات عن جده الأكبر هدهد سيدنا سليمان، سيخفف عنه سكرات الموت".
وأوضح: "كان أبى يحب كتاب قصص الحيوان فى القرآن، ويعتبره أهم كتبه رغم أن له كتب أكثر شهرة وتوزيعًا مثل «أنبياء الله»، لكن كتاب قصص الحيوان يجمع بين الدين والخيال والإبداع والعلم".
وأضاف: "قرأ والدى أبى عشرات الكتب والمراجع حتى يكتبه، فكى يكتب قصة حوت يونس قرأ 20 كتابًا فى علوم البحار، ودرس حياة الحيتان وتفاصيلها العلمية ليصف مشاعر الحوت وإحساسه، والمدهش أن أحمد بهجت قرأ سنوات عديدة لإعداد هذا الكتاب وكتبه فى أيام قلائل وكأنه يملى عليه، وكذلك كتاب «أنبياء الله»، و«بحار الحب عند الصوفية»، «الله فى العقيدة الإسلامية»، «الوقوع فى هوى الكعبة»، ومعظم الكتب والمؤلفات العظيمة كتبها فى أيام قليلة ولكنه قرأ قبلها لسنوات فى القرآن والسير والتفاسير وكتب الأديان، وجمع فى مؤلفاته بين الأدب الساخر والتصوف والدين والقصص الإنسانية وأدب الرحلات".
وعن تحويل كتاب قصص الحيوان فى القرآن إلى مسلسل كارتون دينى قال الشاعر محمد بهجت: "تحمس أشرف الملاخ أحد منتجى العمل لتحويل الكتاب إلى مسلسل رسوم متحركة، وكان المفترض أن يكتب أحمد بهجت السيناريو والحوار، ولكنه أولانى هذا الشرف لأنه يعلم أننى أعشق الرسوم المتحركة منذ صغرى، وبعد وفاته استكملت 6 أجزاء من العمل، وعرضنا العمل على إدارة الدراما بالأزهر الشريف وأجازته، فكان الجزء الأول والثانى من المسلسل مستوحى من كتاب قصص الحيوان، ثم قصص الإنسان المستوحى من كتاب أنبياء الله".
وتابع بهجت الابن: "بعد هذين الجزأين اقترحت تقديم قصص النساء فى النساء، ثم عملنا «جزء رابع» عن عجائب القصص ثم قصص الآيات، وفكرنا نعمل كتاب أحمد بهجت الشهير أنبياء الله وعملنا الجزء الأول، لكن الظروف الإنتاجية اختلفت ولم يعد معنا عنصر مهم من عناصر نجاح العمل وهو الدكتور يحيى الفخرانى لانشغاله بأعمال أخرى".
فيما تحدث الابن عن البرنامج الإذاعى الشهير "كلمتين وبس" الذى ارتبطت به أجيال عديدة واستمر كأحد أشهر وأنجح البرامج الإذاعية لما يزيد عن 40 عاما متواصلة، وكان يقدمه الفنان الراحل الكبير فؤاد، قائلا: "استطاع والدى أن يحقق المعادلة الصعبة بتلخيص كل مشكلات المجتمع خلال برنامج إذاعى ساخر لا تزيد مدته عن دقائق معدودة".
وعن بداية هذا البرنامج قال ابن الكاتب والأديب أحمد بهجت: طلبت الإذاعة من والدى كتابة برنامج ساخر يومى خفيف الظل لا تتجاوز مدته 5 دقائق، فتردد والدى ولكن أقنعه المخرج الإذاعى يوسف حجازى بكتابة صفحة واحدة يوميا، لذلك فضل أبى كتابته بالعامية ليصبح من أقرب وأحب البرامج إلى المستمعين".
وعن أشهر حلقات برنامج "كلمتين وبس"، قال الشاعر محمد بهجت: "كانت الحلقة التى تحدثت عن وفاة أم كلثوم، من أشهر حلقات البرنامج وفيها تنبأ أبى بموت كوكب الشرق قبل وفاتها".
وفسر هذه الواقعة قائلا: "كانت أم كلثوم بين الحياة والموت وعرف أبى بحكم عمله الصحفى من الأطباء أن حالتها متأخرة،ففكر أنه فى حالة وفاة كوكب الشرق لن يكون مناسبا إذاعة أى حلقة تتحدث عن موضوع أخر، فجهز حلقة عن وفاة أم كلثوم قبل إعلان وفاتها، وسجل مع فؤاد المهندس هذه الحلقة ولم يخبرا أحد".
وأضاف: "أذيعت الحلقة فور إعلان وفاة أم كلثوم وكان سبق صحفى لأحمد بهجت".
ومن أشهر ما كتبه الأديب أحمد بهجت وارتبطت به أجيال عديدة عموده اليومى "صندوق الدنيا"، الذى نشر بجريدة الأهرام على مدار أكثر من 40 عاما وتناول العديد من القضايا السياسية والاجتماعية.
وولد أحمد بهجت فى 15 نوفمبر وكان الده مدرس لغة إنجليزية وناظر مدرسة شديد، أما والدته فكانت من عائلة رشدى الارستقراطية، وشقيقها الدكتور رشاد رشدى الكاتب المسرحى الكبير، وكان ابنا وحيدا بين ثلاث شقيقات، وتزوج الكاتبة الصحفية والناقدة المسرحية سناء فتح الله عام 58، وكانت وقتها تعمل فى الأخبار، لذلك كتب قصة زواج روميو الأهرام من جوليت الأخبار، وأنجب ابنيه الشاعر محمد بهجت والمخرج السينمائى خالد بهجت.