«الجودو» واحدة من الألعاب الرياضية التي يتردد اسمها كثيرا، وكلما تردد اسمها يأتي لذهنك العديد من الأسئلة حول هذه اللعبة وبدايتها وكيف نالت كل هذا الانتشار الواسع لتصبح مع الوقت واحدة من أهم الرياضات التي يمارسها الكثير سواء الرجال أو الفتيات، وفى اليوم الذي تحتفل فيه طوكيو، بأول بطولة عالم للجودو على أرضها، كان لابد من إلقاء الضوء على رحلة هذه اللعبة منذ نشأتها وحتى يومنا هذا.
وربما يخفى على الكثير أن هذه اللعبة ليست من أصل «ياباني» فغالبا ارتبط اسمها باسم اليابان، لكن هذا لا يعنى أن اللعبة بدأت من اليابان، فأصل هذه اللعبة يعود لسنوات قبل الميلاد وتحديدا في عام 600ق.م وكانت تمارس فى عدد من الأماكن، لكن لم يستطع أحد التعرف على مكان نشأتها تحديدا، لذلك ارتبطت نشأتها بـ«اليابان» منذ عام 1882 على يد الدكتور جيجورو كانو.
لم يكن اسم اللعبة مجرد اسما، ولكنه حمل بين حروفه أكثر من معنى، فالاسم مشتق من لفظين «جو» وهى المرونة و «دو» وهى الفن، لذلك كان الاسم مميزا وعالقا فى الأذهان حتى اليوم بينما تناسينا اسمها الأول والأصلي والذى كان «جوكوتسو».
ولا يخفى على الكثير أن اللعبة كانت تتمتع بقدر عالي من الخطورة إلى أن طورت على يد «جيجور كانو» فى عام 1871 ومن ثم أنشا أول مدرسة لتعليمها فى عام 1882 وهو نفس العام الذي بدأت فيه هذه على أن تمارس بشكل جدى ومعترف به.
أما عن رحلة هذه اللعبة حول العالم، فبدأت فى الانتشار بالولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1902، لتنتقل بعدها إلى فرنسا فى عام 1936 ومن ثم لبريطانيا فى عام 1937، ولم تتوقف رحلة «الجودو» عند هذا الحد، بل حققت انتشار واسع في مختلف دول العالم، فأقيمت أول بطولة دولية لها بفرنسا فى عام 1943 ليكون هذا الحدث هو أهم الخطوات التي جعلت «الجودو» لعبة معترف بها فى اللجنة الأولمبية الفرنسية.
ويبدو أن هذه اللعبة قررت أن تصنع تاريخا خاصا ومميزا، ففي عام 1952 أسس الاتحاد الدولي للجودو من سبع دول لتقام بعدها نحو أربع سنوات وتحديدا في عام 1956 أول بطولة عالم للجودو بـ«طوكيو» بمشاركة 31 لاعب، لتكمل هذه اللعبة رحلتها في عالم النجاح حتى يومنا هذا.