اشتغلت مع عمالقة الفن وأنا وجيلى اتعودنا مانروحش لحد ولا نطلب شغل
الفنان محمود مرسى رشحنى للعيال كبرت وسعيد صالح صالحنى على والدى على خشبة المسرح
كنجوم تضيئ فتلفت الانتباه وجواهر تلمع فتجذب الأنظار أضاءوا ولمعوا وأبدعوا فنا صادقا لمس القلوب واستقر فى الوجدان..مشاهد قليلة أو كثيرة محفورة فى الأذهان منحوها صدقا ومشاعر وتألقا جعلها باقية يحفظها ويتذكرها الكبار والصغار..ليصبح أصحابها وأبطالها حاضرون حتى وإن غابوا فترات طويلة أو لم ينالوا ما يستحقون من شهرة وأضواء وأدوار..وتبقى ملامحهم وأدوارهم وأسماء الشخصيات التى جسدوها محفورة فى أذهان الجماهير التى أحبتهم حتى وإن لم تشتهر أسماءهم.
فى الملف التالى نتحدث مع عدد من مظاليم الفن الذين أبدعوا ومنحوا أدوارهم صدقا ومشاعر وبقاء ورسوخا وأثبتوا أنهم لا يقلون إبداعا وموهبة عن كبار النجوم الذين وقفوا أمامهم، ورغم ذلك لم ينالوا حقهم وظلوا فى خانة المظاليم.
"سوسو هتشتغل رقاصة ياابو سوسو"..هذه العبارة الشهيرة التى قالها سلطان السكرى لوالده رمضان السكرى عن شقيقته الصغرى سوسو والتى أصبحت من أشهر إيفيهات مسرحية العيال كبرت التى أصبح كل أبطالها نجوما وحفروا أسماءهم بحروف من ذهب فى عالم الفن ،سعيد صالح، أحمد زكى، يونس شلبى، كريمة مختار، حسن مصطفى، إضافة إلى نادية شكرى تلك الفتاة الصغيرة التى وقفت إلى جوار هؤلاء العمالقة لتجسد دور سوسو الشقيقة الصغرى.
ومع صغر سنها وقتها استطاعت الفنانة نادية شكرى رغم كل الظروف الصعبة التى واجهتها أن تقف أمام هؤلاء النجوم وتنجح فى أداء الدور الذى أصبع علامة كبرى فى مشوارها الفنى رسخت فى أذهان الجماهير المصرية والعربية، بل ربما لا يتذكر الكثيرون أعمالا أخرى لها سواه.
ورغم موهبتها وقدرتها فى بداياتها على الوقوف إلى جوار كبار النجوم كتفا بكتف إلا أنها لم تنل نفس الشهرة ولم تحصل على ما تستحق من بطولات وأدوار.
سألناها عن سر غيابها فقالت نادية شكرى :" أنا موجودة سافرت 7 سنين استراليا وعدت منذ عام 1994 وعملت حاجات كتير بعد مسرحية العيال كبرت لكن الناس راسخ فى ذهنها شخصية سوسو، وبقدر سعادتى بنجاح الشخصية اللى مر عليها 40 سنة وارتباط كل الأجيال والأسر بها لكن يحزننى إن الناس بتنسى أى عمل تانى ومش عاوزين يقبلونى بعد ما كبرت"
وأوضحت :" بعد العيال كبرت عملت مسرحية الفضيحة مع أمين الهنيدى وتوفيق الدقن ومسرحية أدم 85 مع فريد شوقى وسمير غانم وبطولة مسرحية أنا كريستى مع سعيد عبدالغنى، ويوم عاصف جدا مع صلاح قابيل ومديحة كامل، وعفوا ياحاتم، ومسرحيات على القومى ومسرح الدولة ومنها الرجل الذى فقد ذاكرته والشيطانة الصغيرة، وأنا الرئيس وعفوا ياهانم وأخرها مسرحية عربى منظرة مع الفنان الخلوق سامح حسين، كما أستعد لعرض مسرحية شباك مكسور، وكلها بطولة أو بطولات جماعية، شاركت فيها كبار النجوم، ومنهم محمود المليجى وأمينة رزق وتحية كاريوكا، وقدمنا عروضا خارج مصر فى العالم العربى وكندا، لكن للأسف كثير من هذه المسرحيات لم يتم تصويرها"
وتابعت :"رغم أنى شاركت فى مسلسلات عباد الرحمن، المرأة والإسلام والوتد، الناس ماعرفوش إنى أنا سوسو بتاعة العيال كبرت"
تشير إلى قلة أعمالها الدرامية وغيابها لفترات قائلة :" جزء من هذا الغياب مش بمزاجى لأن الوسط الفنى يقوم على العلاقات والاتصالات ومش هاعمل كدة، أنا وجيلى اتعودنا مابنروحش لحد"
تتحدث عن مسرحية العيال كبرت قائلة :"أكتر مسرحية عاشت، ورغم إن فرقة الفنانين المتحدين عملت مسرحيات ناجحة كتير لكن العيال كبرت الناس مابتزهقش منها، وعملتلى استمرارية وبقيت سحر مش نادية، رغم إنى كنت صغيرة ومخضوضة وواقفة أمام كوميديانات كبار ولو أعدت التمثيل فيها ماكنتش هاعمله كدة "
وعن قصة اشتراكها فى العيال كبرت قالت :" كانت صديقتى مشيرة اسماعيل اشتغلت الدور قبلى، ولكنها ارتبطت بظروف سفر للخارج فاعتذرت عن المسرحية فى الوقت اللى كانت الفرقة هتسافر للعرض فى بورسعيد،، ووقتها كنت تخرجت من المعهد وكنت أعمل قبل تخرجى ولمدة 5 سنوات فى فرقة أمين الهنيدى "
كانت نادية شكرى تزوجت وهى فى الصف الثانى بمعهد الفنون المسرحية من الفنان سامى العدل وأنجبت ابنتها الوحيدة رشا.
وتابعت :" رشحنى أستاذى فى المعهد الفنان الكبير محمود مرسى وقال لهم "البنت دى قردة هتعمل الدور كويس"، ولما جابونى كان فى مشكلة كبيرة لأن كان باقى على العرض فى بورسعيد 4 أيام وسأقف أمام كبار نجوم الكوميديا، وأعطونى ورق المسرحية ولكن قالوا مش ده اللى هيتقال بالظبط، نظرا لأن الأبطال كانوا بيرتجلوا ويخرجوا عن النص كتير وكان لازم أجاريهم، فضلا عن إنهم شالوا الديكور لإرساله إلى بورسعيد وعملت البروفة وأنا باتخيل المكان، وأعطونى شرايط للمسرحية لأنى ماكنتش شوفتها، فواجهت صعوبات كبيرة لكن كل أبطال العمل ساعدونى"
تسترجع ذكرياتها خلال عرض المسرحية وخاصة مع أول أيام العرض :" سعيد صالح وحسن مصطفى وأحمد زكى وسمير خفاجة وقفوا فى الكواليس يشوفونى ومجرد ما خلصت صقفوا وقالوا لى برافو يابنت وماكنوش مصدقين إنى هاقوم بالدور بهذه الصورة رغم الصعوبات وبكيت من كتر إعجابهم وتشجيعهم"
تتذكر موقف لا تنساه مع الفنان سعيد صالح قائلة :" بابا كان زعلان منى ومقاطعنى رغم إنى كنت دلوعته، وفى أحد أيام العرض رأيته ومعه عدد من أصدقائه بين الجمهور، فشعرت بتوتر وبكيت لأنى عارفة إنه لن يسلم على، وعندما شاهدنى سعيد صالح فى الكواليس وعرف القصة خرج عن النص أثناء وقوفه على المسرح ونظر إلى أبى وقال له :" إيه ياعم شكرى بنتك أهى "، فضحك والدى، وبعد انتهاء العرض خرج دون أن يسلم على أو يتحدث معى كما توقعت ففوجئت بسعيد صالح يدخل إلى غرفتى مسرعا وهو يرتدى جلابية المسرحية وجذبنى من يدى وجرى وراء أبى حتى باب السيارة، وأمسكه من كتفه ودفعنى إلى حضنه قائلا :"عيب ياراجل خد بنتك فى حضنك"، وبالفعل احتضننى أبى وتصالحنا"
وأضافت :" كواليس المسرحية كانت كلها ود وحب وكأننا أسرة واحدة، واحمد زكى كان صديقى من المعهد قبل مشاركتى فى المسرحية، وكان دائما يقلدنى وأنا حامل لأنى كنت صغيرة ونحيفة جدا ويشاكسنى ويعتبرنى شقيقته الصغرى"
تشير إلى أن القدر كتب لها الاستمرارية بهذه المسرحية رغم أنه تم تصويرها قبل اشتراكها فيها وبمشاركة مشيرة اسماعيل ولكن الشرائط احترقت أثناء المونتاج وتم إعادة تصوير المسرحية بعد مشاركتها بها.
تحكى عن أصعب المواقف التى واجهتها، قائلة :" كنا نعرض مسرحية عفوا ياهانم مع هياتم وأحمد راتب وثريا حلمى وقبل العرض توفى شقيقى الأصغر فقرر المخرج السيد راضى تأجيل العرض، ولكنى أصريت أن يتم العرض فى موعده، وبعد الدفن ذهبت المسرح وكان الدور كوميدى، فكنت أؤدى دورى فى إضحاك الجمهور وأبكى فى الكواليس، وبعد العرض أصبت بانهيار وخرج السيد راضى للجمهور وأخبرهم بأن من أضحكتهم دفنت شقيقها اليوم"
تشير إلى العديد من شهادات عمالقة الفن بقدراتها الفنية قائلة :" الفنان أمين الهنيدى كان أبويا الروحى وله معى العديد من المواقف فكان يخاف علينا جميعا ويعتبرنا أبناءه، وكان يشجعنى كثيرا، كما عملت مع الفنان توفيق الدقن وكان أول لقاء معه فى المسلسل الإذاعى "الغول" وكنت خايفة جدا فاحتضننى وضحك قائلا :"انتى خايفة ليه، علشان أنا الغول، أنا سمعتك ومبسوط بيكى، فشجعتنى كلماته وانطلقت فى التمثيل واشتركت معه بعد فى مسرحية الفضيحة"
وتابعت :" فى مسرحية عذراء فى البادية كنت أؤدى مشهد طويل أقوم فيه بإضحاك الجمهور بينما تتساقط الدموع وبعدما انتهيت من المشهد صفق لى الفنان الكبير توفيق الدقن كثيرا وقال داانتيلا يانادية دانتيلا من شدة إعجابه بأدائى"
تشير إلى أنها حصلت على ما يوازى جائزة الأوسكار بشهادة من الملك فريد شوقى قائلة :"كنت أقوم بدور راقصة فى مسرحية أدم 85، ونظرا لطول وقت المسرحية قرر المخرج شطب بعض المشاهد وكنا نعرض فى إحدى الدول العربية وجلس أبطال العمل لتحديد هذه المشاهد وتركتهم وصعدت غرفتى، فاتصل بى بابا سيد راضى وقال لى انتى أخدتى الأوسكار من الملك وانتى الوحيدة اللى ماشطبناش حاجة من دورك، لأن الفنان الكبير فريد شووقى قال اشطبوا من أى حد ماعدا نادية لأنها بتصحصح المسرح "
وتابعت :" أنا استمتعت بالفن والتمثيل مع هؤلاء العمالقة، لكن للأسف معظم هذه الأعمال لم يتم تصويرها"
تتحدث عن السينما قائلة :"أنا بعيدة عنها تماما، رغم إنى عملت وأنا فى المعهد فيلم مدينة الصمت بترشيح من الفنان نور الشريف، وفيلم امرأة بلا قلب مع حسين فهمى ونيللى، وللحب قصة أخيرة مع رأفت الميهى ويحيى الفخرانى، لكنى أفضل المسرح والتلفزيون"
تتحدث بحسرة عن حال الفن قائلة :"الوسط مابقاش زى زمان، والأدوار بيختاروا لها الأصحاب والحبايب، والشللية بتحكم علشان كدة الممثلين بيتكرروا، وأنا عمرى ما طلبت ولا هاطلب من حد يشغلنى، وباشبع رغبتى فى التمثيل على المسرح لأن الناس بتوع المسرح مش بتوع شلل"
وأضافت :"ممكن أكون مظلومة لكنى مش ملهوفة لأنى عارفة اللى فيها، ومتصالحة مع نفسى، أنا عشت أيام الفن الحقيقية مع عمالقة التمثيل وكان الوضع غير اللى احنا فيه "