زكى عبد الفتاح واحد ممن صنعوا التاريخ عندما كان حارسا لنادى غزل المحلة فى عصره الذهبى قبل أن يغادر للولايات المتحدة الأمريكية ويعمل فى مجال التدريب ليصبح مدربا لحراس مرمى المنتخب الأمريكى قبل أن يعود للقاهرة من الباب الكبير كمدرب لحراس مرمى منتخب مصر فى الجهاز الفنى الأسبق لمنتخب مصر بقيادة الأمريكى بوب برادلى.
عبدالفتاح عايش وعاصر واحدة من أصعب الفترات فى تاريخ الكرة المصرية، وكان واحدا من شهود العيان على الهزيمة الكبيرة للفراعنة أمام غانا بستة أهداف مقابل هدف فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل.
"سوبر كورة" التقى زكى عبدالفتاح مدرب حراس مرمى المنتخب الأمريكى والذى فتح قلبه فى هذا الحوار..
أعمل حاليا مع الأمريكى بوب برادلى كمدرب لحراس مرمى فريق لو أنجلوس أف سى، بعد ترك تدريب المنتخب الكندى واخترت هذا النادى لارتباطى بالعمل مع برادلى من ناحية، بالإضافة لوجود النادى بالقرب من منزلى وهو ما جعلنى أوافق على العودة مرة أخرى للتدرب فى الدورى الأمريكى.
ما حدث ليس إخفاقا وهذا هو مستوى اللاعب المصرى والمدير الفنى فعل ماهو مطلوب منه بالوصول لكأس العالم ولكى ندخل المنافسة فلابد من وجود 3 أو 4 لاعبين مثل محمد صلاح ومحمد الننى لكى نكون منتخبا قويا قادرا على المنافسة، أما غير ذلك فسيصبح منتخب مصر منتخب يشارك فى المحافل العالمية من أجل التمثيل المشرف.
أتابع الدورى المصرى جيدا وأرى أن المنافسة على لقب الدورى لم يتم حسمها حتى هذه اللحظة والأهلى هو الفريق الأقرب لحصد اللقب خاصة وأنه من الفرق التى تستطيع استعادة توازنها بعد فترة هزائم متتتالية بعكس الزمالك الذى يقدم نتائج جيدة فى بداية الدورى ولكنه كعادته لا يستطيع أن يتجاوز اللحظات الصعبة التى يمر بها أى فريق، وهذا هو الفارق بينه وبين النادى الأهلى، أما بخصوص بيراميدز فتكوين الفريق جيد جدا ولكن لاعبيه يفتقدون للانسجام والخبرات وهو ما يجعل الأهلى أقرب الفرق لتحقيق لقب بطولة الدورى هذا الموسم.
متابع جيدا لنتائج غزل المحلة وحزين على ما يحدث بالنادى، خاصة وأن غزل المحلة هو صاحب الفضل على زكى عبد الفتاح فيما وصل إليه والسبب الرئيسى فيما يحدث داخل غزل المحلة هو الاعتماد على لاعبين من خارج مدينة المحلة، وهو أمر يقلل من حماس اللاعبين داخل أرض الملعب بالإضافة إلى أن لاعبى المحلة قديما كانوا لا يستطيعون السير داخل شوارع المدينة فى حالة الهزيمة فى مباراة، أما التعاقد مع لاعبين من خارج المحلة فهو سبوبة لن تؤتى بثمارها، والحل الوحيد لعودة غزل المحلة هو استثمار الأموال التى يتم صرفها على التعاقد مع لاعبين من خارج المحلة فى تطوير قطاع الناشئين بالشكل الذى يضمن قدرة القطاع على تخريج لاعبين أمثال خالد عيد وشوقى غريب وصابر عيد وأحمد حسن ويكون لديهم الغيرة على اسم النادى بما يضمن عودة غزل المحلة لسابق عهده.
وصولنا للمرحلة الأخيرة من التصفيات هو إنجاز وليس إخفاقا فى ظل توقف كل نشاطات كرة القدم فى مصر وعدم وجود ملابس للاعبين خلال هذه الفترة، بالإضافة لهجوم المسئولين عن الكرة فى مصر على الجهاز الفنى للمنتخب، وهزيمة غانا لها أسرارها والتى ستظهر فى توقيت قريب.
يكفى أن أقول أننا لعبنا المباراة فى عام 2013 وهو عام مشحون بالخلافات السياسية والجميع كان يضغط على لاعبى المنتخب من أجل تحقيق الفوز فى هذه المباراة لتوحيد الشعب المصرى من خلال كرة القدم، وهو ما تسبب فى ضغوط نفسية على اللاعبين.
كنت ومازلت أرى أن محمد صلاح من أفضل اللاعبين عالميا، ويعود الفضل فى ذلك إلى الأمريكى بوب برادلى الذى استعان باللاعب فى منتخب مصر من صفوف المقاولون العرب وكان معه محمد الننى، رغم الهجوم الكبير الذى تعرض له برادلى فى ذلك التوقيت بسبب ضم صلاح على حساب محمد ناجى جدو مهاجم الأهلى، وفى النهاية أثبتت الأيام أن وجهة نظر برادلى كانت الصحيحة بالإضافة إلى أن برادلى ساهم بشكل كبير فى انتقال صلاح من بازل السويسرى لتشيلسى الإنجليزى، وذلك بعد المكالمة الهاتفية التى جمعت برادلى وجوزيه مورينيو، فى ذلك التوقيت والتى أكد خلالها أن صلاح سيكون المستقبل.
بالفعل عايشت هذه الفترة بصفتى مدرب للمنتخب بالإضافة لصداقتى بالمهندس شريف حبيب رئيس نادى المقاولون العرب فى ذلك التوقيت، وساهمت بشكل كبير فى تقريب وجهات النظر بين مسئولى بازل ومسئولى المقاولون العرب، خاصة بعدما كانت الصفقة تقترب من الفشل بسبب طلب المقاولون العرب الحصول على 4 ملاين دولار، وتمسك بازل بدفع مليون ونصف دولار.
السبب الأساسى هو أن محمد صلاح تربى خارج الأهلى والزمالك وكذلك محمد الننى وهو ما يجعلنا نؤكد أن اللاعبين الذين يخرجون من الأقاليم يكون لديهم الدافع لاثبات الذات أكثر من اللاعبين الذين تربوا بين صفوف الأهلى والزمالك وسط النجومية.
ما يفعله محمد صلاح من دعاية لمصر فى أمريكا والعالم شىء لايمكن أن يقدر بمال خاصة وأن الجميع فى أمريكا لا يتحدث عن صلاح إلا بعد أن يشير إلى مسقط رأسه ولهذا يجب أن تستغل الدولة كل هذه الأمور بالشكل التى تساهم فى تنشيط مجالات عديدة مثل السياحة.