محمد الهوارى شاب فى العقد الثالث من عمره، مجال دراسته مختلف تماما عن مهنته الحالية، فهو حاصل على بكالوريوس نظم معلومات إدراية ودبلومة ميكانيكا، كان يهوى الرسم منذ طفولته وشجعته أسرته لتنمية هذه الموهبة، فخلال هذه المرحلة أصبح "محمد" فنانا بمعنى الكلمة فى مجال الرسم، لكنه أراد أن يكون مختلفا، لذلك فى مرحلة الثانوية بدأ يتعلم فن النحت.
ويروى "محمد" تفاصيل بدايته قائلا "ابتديت أتعلم النحت وكنت بشوف الشغل ده فى ورش النجارة اللى قصاد بيتنا، وروحت لحد من المختصين اسمه "زكى محمد" كان صاحب الفضل عليا بعد ربنا، وطلبت منه إنى أتعلم النحت على الخشب، وعلمنى الشغل وبدأ معايا من مرحلة الصفر، وبدأت أجيب الخشب واشتغل قدامه وهو كان بيشرف عليا، لحد ما بدأت ابيع شغلى".
"محمد" لم يكتف بالنحت على الخشب، وبدأ يتعلم النحت بخامات مختلفة ومن أبرزها الأسمنت، وقام بعد ذلك بفتح ورشة خاصة به، لأنه فى البداية كان يقوم بعمل هذه التماثيل فى منزله، وأول قطعة أراد بيعها كان لها ذكرى جميلة، وهى كانت عبارة عن "طفايات لأشكال بوب مارلى وجيفارا" وكان عمره فى ذاك الوقت 18 عاما، فقرر بيعها بأى سعر فى محلات وسط البلد، لكنه فوجئ برد فعل أحد بياعين التحف، حيث طلب منه المزيد من هذه القطع والتماثيل، ومنحه مبلغ مجزى مقابل الطفايات.
ومن أكثر المنحوتات الأسمنتية التى استغرقت وقتا ومجهودا كبيرين تمثال "هالك" الرجل الأخضر والذى يبلغ ارتفاعه 3 أمتار، وهو موضوع كديكور أمام أحد الصالات الرياضية.