تعتبر مصر من أوائل الدول التي تشهد نهضة زراعية وصناعية وتجارية وإنشاء خطوط سكك حديدية، فهي زاخرة ولا يزال تراثها بما يجعلنا نفخر بمصريتنا وعروبتنا.
وبدأ العمل في المشروع من ناحية الإسكندرية مرورًا بكفر الدوار، وأبو حمص، ودمنهور، ثم عبر الخط الحديدي النيل عند كفر الزيات بواسطة "معدية" تحمل القطار من شاطئ لآخر، ثم يصل إلى طنطا وبنها وقليوب وأخيرا وصلت الإنشاءات إلى القاهرة بعد عمل استغرق أكثر من ثلاث سنوات.
وبحسب د. عماد ، فقد بدأ تشغيل الخط الحديدي سنة 1854 في مطلع عهد سعيد باشا، وكان القطار يتكون من ثلاث أو أربع عربات تجرها قاطرة بخارية تعمل بالفحم لكن ما لا يعرفه كثيرون أنه بعد إنشاء هذا الخط الحديدي بست سنوات تم إنشاء خط سكة حديد داخلي في الإسكندرية لنقل الركاب بين أحياء الثغر السكندري، وقد أنشأته شركة إنجليزية أيضًا وهي شركة "إدوارد سان جون" سنة 1860 ليصبح أول وسيلة نقل جماعية في مصر وقارة أفريقيا، وهو الخط الذي يعرف الآن باسم "ترام الرمل الأزرق"، وكان المشروع يُعرف في مصر باسم (كومبانية السكة الداخلية) ثم عُرف بعد ذلك باسم "ترامواي إسكندرية".
وكان القطار يتكون من عربة واحدة يجرها حصان، ويعمل عليها شخصان أحدهما يسوق الحصان، والآخر يمسك بـ"الكوابح" أو الفرامل بيده ، وعثرعلى وثيقة في محكمة الإسكندرية الشرعية عبارة عن دعوى قتل طفل تحت عجلات الترام، ظهر منها أن الذي كان يسوق الحصان رجل من أسيوط والذي كان يمسك الكوابح رجل من النوبة.
وكانت الكابحة تسمى حسب تعريف الوثيقة (القُسْطانية) وهي كما في (لسان العرب) قوس الله المعروف بقوس قزح، وربما سميت الكابحة بالقسطانية لأنها كانت عبارة عن تيلة تأخذ شكل القوس عندما يجذبها (القسطاني) تضغط على العجلة وتحتك بها لمنعها من الدوران.
وبينما استمر ترام بغداد يعمل بواسطة الخيل حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، كان ترام الإسكندرية قد انتقل إلى البخار في ثمانينات القرن التاسع عشر، وأصبح يتكون من عدة عربات تجرها قاطرة بخارية، ثم تحول للعمل بالكهرباء سنة 1902، وفي مرحلة البخار والكهرباء كان السائقون إيطاليون، بينما كان المحصلون من مالطا ، واستمر هذا الوضع إلى قبيل ثورة يوليو سنة 1952.