نجاحات متتالية يحققها النجم ياسر جلال فى عالم الدراما، بدأها بـ"ظل الرئيس" الذى شكل ثورة فى عالم الإنتاج الدرامى، إذ لم يكن وقتها أحد نجوم الصف الأول، وكانت عادة "المنتجين" الاستسهال بالاعتماد على عدد محدود من الوجوه، دون إعطاء فرصة للآخرين لكن ياسر جلال أثبت أن الفرصة حين تتاح للموهوب يستغلها أمثل استغلال، ونجح العمل نجاحا كبيرًا، وفتح بابًا للكثير من نجومنا الذين يستحقون البطولة المطلقة لكن لم تتاح لهم الفرصة.
قدم ياسر جلال فى مسلسل "ظل الرئيس" شخصية "يحيى" ضابط حراسات خاصة يتصدى لمحاولة اغتيال رئيس الجمهورية فى فترة التسعينات، وتحول إلى رجل أعمال ناجح، اصطدم بمقتل ابنه وزوجته، وقرر الانتقام من الجانى، ليجد أنه تورط فى مخطط كبير له علاقة بعمله السابق.
البعض شكك فى نجاح ياسر جلال بعد "ظل الرئيس" وشبه الأمر بالبالون سرعان ما يعود إلى الصف الثانى مرة أخرى، لكن ياسر جلال أكد تفوقه على نفسه من خلال مسلسل "رحيم" فى ثانى تجاربه الدرامية الناجحة وأصبح حديث الشارع والسوشيال ميديا، ليعلنها صريحة "أنا لم أنجح صدفة.. لكننى أستحق النجاح بجدارة"، ومع كل عام يكون أحد المرشحين لاقتناص لقب "نجم الموسم".
وقدم ياسر فى مسلسل "رحيم" دور رجل أعمال مصرى يعمل فى غسيل وتهريب الأموال، يتم القبض عليه ويتعرض للسجن لفترة، وما أن يتم الإفراج عنه يصيبه الذهول من استيلاء معارفه على ممتلكاته وقيامهم بتشريد أفراد أسرته، فيقرر الانتقام منهم.
وللعام الثالث على التوالى نجح ياسر جلال فى أن يخطف عين المشاهد منذ عرض الحلقات الأولى من مسلسل "لمس أكتاف" وينتظره الجمهور الحلقات كل ليلة بشغف ليستحق لقب الحصان الرابح لهذا الموسم، ولكن يختلف عن سابقيه، ليس لجودة العمل وأداء ياسر وباقى المشاركين فى المسلسل فحسب، ولكن للقصة التى صاغها المؤلف هانى سرحان، وطرح من خلالها العديد من القضايا الشائكة والمهمة، مثل تسليط الضوء خطورة مخدر الإستروكس وبعض الأدوية التى لم تدخل "جدول" حتى الآن ومتاحة فى الصيدليات.
العمل كان له تأثير كبير على صانعى القرار فى مصر إذ ناقش النائب علاء عابد مؤخرًا قضية المخدرات فى أحد جلسات البرلمان لضم تلك الأدوية فى "الجدول" ومنع بيعها للمدمنين، وهذا يدل على مدى توفيق فريق العمل فى التعبير عن الأزمة وتوصيلها للمسئولين بشكل واضح.
ياسر جلال "المجتهد" لا يدخر جهدا فى سبيل الوصول للشخصية بداية من شكلها الخارجى، إذ انتظم فى ممارسة الرياضة "فى الجيم" من أجل الوصول إلى "فورمة أدهم" ذلك الرجل الرياضى وصاحب "الجيم"، كما أنه تدرب على المصارعة الرومانى من أجل تصوير مشهد لا تزيد مدته على الشاشة عن دقيقتين ونصف وفقط، وهذا يدل على اهتمامه بالتفاصيل على طريقة كبار النجوم.
كل تلك الخطوات الناجحة فى الدراما تمنح ياسر جلال تأشيرة العبور إلى عالم السينما، إذ كان يسعى إلى تثبيت قدمه فى التليفزيون أولا قبل الخوض فى أول تجاربه السينمائية، وبالفعل يحضر حاليًا لعمل سينمائى جديد من بطولته ومن المتوقع أن يشهد نفس النجاح الذى حققه فى الدراما رغم اختلاف التجربتين، فالنجاح سينمائيا ليس مشروطا بالنجاح دراميا، فاللعبة لها حسابات أخرى، لكن الرهان على الموهبة ينتصر فى النهاية، وستكون تيمة "الأكشن" اختيار ياسر جلال الذى اشتهر بها فى تجاربه الأخيرة.