هن أشهر من غنى للشهر الكريم، فبهجته لا تكتمل بدون سماع "أهو جه يا ولاد أهو جه يا ولاد" يتردد صداها فى الأرجاء عبر أثير الإذاعة، لتعلن للجميع قدوم شهر الخير وبدء الصيام والصلاة والذكر والتسبيح على "سبحة رمضان".
هن وفاء وصفاء وثناء الثلاثى المرح الذى عاشت أغنياته الرمضانية فى وجداننا أجيال ورا أجيال كما يقولون.. تعرف عليهن فى السطور التالية.
فى الخمسينيات من القرن الماضى تعرف الجمهور المصرى على تجربة فنية جديدة ومتفردة، وهى فكرة الثنائى الغنائى الذى سرعان ما أصبح ثلاثى متميز. ففى البداية قدمت ثناء وصفاء ثنائى غنائى فى حديقة معهد الموسيقى العربية الذى درستا به، لتنضم إليهما بعد فترة قصيرة زميلة أخرى هى وفاء ليصبحا أول وآخر ثلاثى غنائى عرفه الغناء المصرى حتى الآن.
لفت الثلاثى انتباه الملحن الكبير على إسماعيل الذى كان يهوى التحدي، ويعشق تقديم كل ما هو جديد، فتبناهن فى عام 1953 وأطلق عليهن اسم "الثلاثى المرح" وقدم لهن ألحانًا عديدة حازت على إعجاب الجمهور وحققت نجاحًا كبيرًا وخصوصا بعد أن بثت الإذاعة المصرية أغنياتهن فى نفس العام، ليصبحن مع الوقت فقرة ثابتة فى حفلات "أضواء المدينة" التى كانت تجوب الوطن العربى.
وعلى الرغم من شهرتهن الواسعة التى حققنها فى الخمسينات، وظهورهن فى بعض الأعمال الفنية مثل "يوم من عمرى" خلال مصاحبتهن للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى أغنية "ضحك ولعب وجد وحب"، وفيلم غرام فى الكرنك بأغنية حلاوة شمسنا، إلا أن الجمهور لا يعرفهن بالشكل الكافى ربما لأنهن قررن الاعتزال مبكرًا بسبب الزواج.