- مابعملش لقاءات وحوارات علشان الناس ماتزهقش منى
معلومات كتير عنى مغلوطة.. وأخذت جوايز مكانش بياخدها غير جانات السينما وفرحت بتكريمى قبل ما أموت
- هنيدى فى زيارة أبيه الروحى: «ربنا يديك الصحة يا أبويا.. ياعم الناس هاعزل وأسكن جنبك
بروح مرحة وابتسامة وحفاوة، وبخفة ظله التى أمتعنا بها على الشاشة، وبتواضع المبدعين، وحنان الآباء الطيبين استقبلنا فى بيته الذى اجتمع فيه عدد من أقاربه وأبنائه من الوسط الفنى للاطمئنان عليه بعد الشائعات التى انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى عن مرضه ووفاته.
جلس الفنان الكبير حسن حسنى فى حديقة منزله مع أسرته بينما لم تتوقف الاتصالات على هاتفه، كنا أجرينا اتصالا معه بعد شائعة مرضه، فأكد أنه بخير وموجود فى منزله وحالته الصحية جيدة، وفى اليوم التالى سرت شائعة وفاته فتواصلنا معه ليرد ضاحكا: «نفيت خبر مرضى بالليل النهاردة موتونى».. واتفقنا معه أن نزوره لنطمئن عليه ونطمئن جمهوره فرحب لتنفرد «عين» بهذا اللقاء والحوار الحصرى بعد ساعات قليلة من شائعة وفاة الفنان حسن حسنى، وهو أول حوار يجريه الفنان الكبير الذى يعزف دائما عن اللقاءات والحوارات الإعلامية.
فى منزل الفنان العبقرى
عندما ذهبنا إلى منزله كان الفنان الكبير يجلس محاطا بعدد من أقاربه، فى حالة صحية جيدة، ويتمتع بروح مرحة ويستقبل عددا من أقاربه وتلامذته، وأبنائه من الوسط الفنى الذين ينادونه «بابا»، جلس الفنان الأب يوزع الابتسامات الحانية ويستمع إلى عبارات الحب الصادقة، ويرد على الاتصالات التى انهالت على هاتفه، قائلا: «تليفونى مابطلش رن من ساعة إشاعة موتى ولادى فى كل مكان بيتصلوا يطمنوا عليا، هنيدى، وأحمد حلمى، ورامز، وكريم عبد العزيز، ومحمد سعد، ومصطفى شعبان كلمنى امبارح من الحرم المكى علشان يطمن».
وتابع: «مش عارف مصدر الإشاعات دى كل فترة يطلعوا إشاعة بموتى وأنا باسمع الإشاعات زيى زيكم وموجود فى بيتى ومش فى المستشفى».
وأكد الفنان المحبوب أنه أصيب منذ فترة بوعكة صحية ودخل على أثرها إلى إحدى المستشفيات ولكنه تعافى منها وعاد إلى منزله.
هنيدى الابن البار: سلامتك يا أبويا
وأثناء وجودنا تلقى الفنان الكبير اتصالا من الفنان الكوميدى محمد هنيدى يخبره بأنه فى الطريق لزيارته، وبعد دقائق وصل هنيدى ليحتضن أباه الروحى ويقبل رأسه، وبحب وأبوة استقبله الفنان الكبير بسعادة أب يشعر ببر أبنائه، فقال هنيدى: ربنا يديك الصحة يا أبويا يا عم الناس، الإشاعة دى عرفتنا قد إيه الناس بتحبك»، فرد الفنان الكبير: «ياحبيبى انت واحشنى»، فضحك هنيدى قائلا: «أنا هاعزل علشان أبقى جارك وتشوفنى وأشوفك كل يوم واخد عمود الأكل وأنا رايح المسرح، وهاجى أخدك علشان تشوف المسرحية بتاعتى».
ويعتبر الفنان الكبير حسن حسنى الأب الروحى لكل فنانى الكوميديا من الجيل الحالى الذين ساندهم فى بداية حياتهم الفنية وحرصوا جميعا على الظهور بجواره ليمنحهم صك النجومية والخبرة والشهرة، ومنهم الفنان الراحل علاء ولى الدين فى أفلام «عبود على الحدود والناظر صلاح الدين»، والفنان محمد هنيدى الذى شاركه العديد من الأفلام والمسرحيات ومنها : «ياانا ياخالتى، عسكر فى المعسكر، مسرحية حزمنى يا وغيرها من أعمال»، والفنان أحمد حلمى فى «ميدو مشاكل»، وهانى رمزى فى فيلم «غبى منه فيه»، ومحمد سعد فى «اللمبى، واللى بالى بالك»، وحمادة هلال فى «عيال حبيبة» ورامز جلال فى «أحلام الفتى الطائش»، وغيرها عشرات الأعمال كان فيها الفنان حسن حسنى سندا لجيل كامل من الشباب الذين استندوا على كتفه فمنحهم من نجوميته وخبرته، وظلت الشخصيات الكوميدية التى قام بها راسخة فى أذهان الكبار والصغار، فهو «ضبش الحرامى» فى فيلم «غبى منه فيه»، والأستاذ سيد فى الناظر صلاح الدين، ووالد علاء ولى الدين فى فيلم «عبود على الحدود»، ووالد محمد هنيدى فى «عسكر فى المعسكر، وياانا ياخالتى»، ووالد أحمد حلمى فى ميدو مشاكل، وعم باخ فى «اللمبى».. وغيرها مئات الشخصيات التى أبدع فيها الفنان الكبير، الذى ضحك قائلا: «رامز جلال فضل يجيلى كل يوم علشان أمثل معاه فى أول أفلامه، وقاللى لازم تقف جنبى».
التفكير فى الاعتزال بعد وفاة علاء ولى الدين
لا يفرق الفنان المحبوب بين أبنائه من الوسط الفنى الذين شهد خطواتهم الأولى وساندهم حتى النجومية، وحين سألناه عن أحبهم وأقربهم إليه قال: «كلهم حبايبى وبيسألوا عليا لكن كان المرحوم علاء ولى الدين أقربهم لقلبى، كان بيعشقنى وبعشقه، وباحس إنه ابنى الطيب النقى، مكانش فى حد فى طيبته واشتغلنا مع بعض كتير من بداياته، كانت صدمة كبيرة لما مات ودفنته، وأصبت بحالة اكتئاب شديدة، وقررت أعتزل الفن، قلت ابنى مات مش هامثل تانى».
ويكمل قائلا: «سافرت خارج القاهرة لمدة 3 شهور علشان أبعد، لكن زمايل وأبناء كتير ألحوا عليا وأقنعونى بالعودة للعمل وقالوا لى ده حق الجمهور عليك».
يحكى عن آخر اتصال بينه وبين الفنان الراحل علاء ولى الدن قائلا: «كنا بنعمل مسرحية «لما بابا ينام»، وقبل العيد الكبير سافر علاء علشان يصور فيلم فى البرازيل، وكلمنى من هناك علشان يطمن عليا وعلى العرض، ورجع ليلة العيد وتوفى فجأة بعدما ذبح الأضحية، ولم يتم تصوير المسرحية ورفضنا حد ييجى مكانه ووقفنا العرض، كانت صدمتى بوفاته كبيرة».
يشير الفنان الكبير إلى أنه يستعد بعد العيد لتصوير فيلم سينمائى مع الفنان أحمد حلمى.
بدايات الرحلة والمعلومات المغلوطة
تحدثنا مع الفنان حسن حسنى عن بداياته، ليؤكد أن هناك الكثير من المعلومات المغلوطة المتداولة عنه والتى تتناقلها وسائل الإعلام دون تدقيق ومنها تاريخ ميلاده مؤكدا أنه من مواليد 19 يونية 1936، وعشق الفن منذ طفولته، وشارك فى فرق التمثيل بالمدارس منذ كان طالبا فى الابتدائى وحصل على العديد من الميداليات، وبدأ حياته الفنية فى الستينيات فى المسرح الذى صدر للفن عمالقة وعباقرة فى التمثيل، وتنقل بين مسرح الحكيم والمسرح القومى والحديث، ثم انضم لفرقة جلال الشرقاوى وعمل فيها ما يقرب من 10 سنوات.
وأشار الفنان الكبير إلى أن من بين المعلومات المغلوطة المتداولة عنه أنه عمل بمسرح تحية كارويكا وفايز حلاوة، مؤكدا أنه لم يعمل معهما.
ولفت إلى أن هناك لبثا كان يحدث بينه وبين الفنان الراحل حسن حسين، قائلا: «الناس كانت بتتلخبط بسبب تشابه الأسماء بيننا وساعات يكتبوا عنى معلومات غلط بسبب هذا التشابه وينقلوا معلومات غلط».
سألناه عن سر عزوفه ورفضه إجراء أى حوارات صحفية أو تليفزيونية فأجاب بتواضع قائلا: «مابعملش حوارات لأنى باقول الناس بتشوفنى وأنا بامثل مش عاوز أزهقهم منى كمان بالحوارات واللقاءات».
اقتناص النجومية والجوائز بالأدوار الثانية
ظل الفنان العبقرى يعمل لسنوات طويلة فى المسرح قبل أن يعرفه الجمهور فى مسلسل أبنائى الأعزاء شكرا عام 1979، والذى أدى خلاله شخصية فتحى الموظف المرتشى، وبعدها شارك فى العديد من الأعمال الدرامية فى استوديوهات عجمان ودبى وعرضت فى دول الخليج، ثم بدأ يعمل فى العديد من الأدوار التليفزيونية.
وكانت بداية حسن حسنى فى السينما بمشاركته فى دور صغير بفيلم الكرنك عام 1975، ولكنه حصل على دور أكبر فى فيلم سواق الأتوبيس للمخرج عاطف الطيب عام 1982، وبعدها استعان به الطيب فى عدد من أفلامه، ومنها البرىء، البدروم، الهروب.
وبخطوات ثابتة واثقة وجهد سنوات طويلة استطاع الفنان الكبير أن يضيف إلى رصيده ويلفت الأنظار إليه مع كل دور يقوم به، ورغم تأخر نجوميته تمكن من اقتناص الجوائز والأضواء من جانات السينما بالأدوار الثانية ويثبت أنه فنان مختلف يستطيع القيام بأدوار مختلفة ومتنوعة، واستعان به كبار المخرجين فى العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، وخاصة مع بداية التسعينيات التى استطاع خلالها اقتناص العديد من الجوائز منافسا كبار النجوم وأصحاب الأدوار الأولى والبطولات وجانات السينما.
أبدع حسن حسنى فى التراجيديا بقدر إبداعه فى الكوميديا، فجسد دور «ركبة القرداتى» بفيلم سارق الفرح وهو دور مركب وشخصية صعبة، وقال عن هذا الدور :» أخدت عنه 5 جوائز منهم جائزة من إيطاليا».
كما حصد عددا من الجوائز عن فيلم دماء على الأسفلت، وكان بطله الفنان نور الشريف، قائلا: أخدت عن الفيلم ده عدد من الجوائز، ومنها جائزة أحسن ممثل سنة 93، واستلمها المخرج عاطف الطيب لأنى كنت مسافر، وكان المعتاد إن الجائزة تروح للجانات، وكانت مفاجأة أنى أنا اللى أفوز بيها لأنى باعمل أدوار ثانية، وعندما أذيع اسمى ساد الصمت فى القاعة لمدة دقيقة وماحدش كان مصدق وبعدها اهتزت القاعة بالتصفيق».
كما حصل الفنان حسن حسنى على جائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية السينمائى عن فيلم فارس المدينة، وقدم العديد من الأدوار المميزة فى أفلام «ليه يابنفسج، وفرحان ملازم آدم»، وغيرها عشرات الأعمال، حيث تجاوز عدد أفلامه 200 فيلم.
وتابع: «أخدت جوايز كتير وكلها عزيزة على قلبى والتكريم الأخير فى مهرجان القاهرة السينمائى جعلنى فى غاية السعادة لأنهم كرمونى قبل ما أموت».
وأبدع العبقرى فى عشرات الأدوار الدرامية على شاشة التليفزيون، قدم خلالها شخصيات متعددة فى مسلسلات اجتماعية ودينية وتاريخية، حلم الجنوبى، أرابيسك، بوابة الحلوانى، أم كلثوم، سمارة، العار، عفاريت السيالة، أميرة فى عابدين، الأبطال، أيام المنيرة، ساعة ولد الهدى، المال والبنون، وداعا قرطبة، السبنسة، الكهف والوهم والحب، رأفت الهجان، رحيم، وغيرها من روائع الدراما. ويعرض له حاليا مسلسل أبو جبل.
وأطلق الكاتب الراحل موسى صبرى على الفنان حسن حسنى لقب القشاش لقدرته على أداء كل الشخصيات والأدوار الصعبة، فهو «الصول شرابى» الذى يقف أمام ابنه ليحاكم نفسه فى مشهد عبقرى بمسلسل المال والبنون، والضابط فهيم فى فيلم «البرىء»، والأستاذ وفائى الفنان صاحب المبادئ فى مسلسل أرابيسك، وهو الأب فى مسلسل «رحيم» الذى أبكى الجميع فى مشاهده حين عثر عليه ابنه بعد فترة تشرد فيها وساعده على الاستحمام، فحسن حسنى قادر على أن يضحكك ويبكيك بنفس القوة والإتقان.
كوميدى وتراجيدى
سألناه أيهما يفضل، الأدوار الكوميدية أم الأدوار التراجيدية، فقال: «مابحبش التصنيف أنا بشوف الشخصية وبارمى حسن حسنى جواها وبتخيلها فبتطلع زى ما بتطلع بصورة طبيعية، سواء شخصية كوميدية أو تراجيدية».
وعن أقرب الشخصيات التى قدمها من شخصيته الطبيعية قال: «أقرب دور لشخصيتى دورى فى فيلم ليلة سقوط بغداد، حسيت إن الشخصية شبهى فى الخوف على ولاده وكيفية تعامله معهم، والفيلم رغم إنه كوميدى لكن كان بيحمل رسالة وفكرة قوية وعميقة».
كما تألق النجم الكبير ابن المسرح فى عدد من المسرحيات الهامة التى حققت نجاحات مذهلة ومنها مسرحية على الرصيف مع سهير البابلى وحسن عابدين، ومسرحية اعقل يا مجنون مع الفنان محمد نجم، ثم انطلق فى مسرحيات عفرتو، جوز ولوز، حزمنى يا، وساعد فى هذه المسرحيات الكثير من الشباب الذين أصبحوا نجوما للكوميديا، وكان آخر هذه المسرحيات مسرحية «صبح صبح» مع الفنان محمد سعد منذ عامين، وعن احتمالية عودته إلى المسرح بعمل جديد، قال الفنان حسن حسنى: «المسرح عاوز مجهود كبير».
أثبت الفنان الكبيرحسن حسنى أن الممثل المبدع يستطيع أن يخطف الأضواء والأنظار وحب الجمهور ولو ظهر فى مشهد دون أن يتكلم، ومهما صغر حجم دوره، وأن يضع بصمته على كل عمل فنى يقوم به بصرف النظر عن حجم الدور، فأثبت للجميع عن جدارة أنه أحد وحوش التمثيل وعمالقته وعباقرته.
وفى نهاية حديثه معنا وجه الفنان الكبير كلمة لجمهوره ليطمئنه على صحته، قائلا: «أنا أهوه عايش يا ناس وزى الفل.. عارف إنكم بتحبونى وكتر خيركم إنكم سألتم عليا».
وتابع: «نفسى أعيد العيد ده بالكحك والبسكوت من غير شائعات.. وربنا ميحرمنيش منكم، ولا يحرمكم منى.. وياريت يسيبونى بتوع الشائعات دول وميموتونيش تانى».
وشكر الفنان حسنى حسنى الجمهور وزملاءه وأبناءه من الوسط الفنى وقال: «بشكر كل زمايلى وجمهورى وحبايبى اللى اطمنوا عليا.. تليفونى مبطلش رن، من حبايبى اللى بيتصلوا ولما سألت فى إيه؟ قالولى: إن فى شائعة إنك مت»...حفظ الله الفنان الكبير ليمتعنا دائما بإبداعه وفنه.