يوم تلو الآخر تعالت الصيحات ممن يؤمنوا بأهمية الفن ودور السينما فى تشكيل الوعى مطالبين بضرورة وجود أفلام تتطرق إلى حرب أكتوبر وتناقش بطولات الجيش المصرى سواء خلال الحرب أو قبلها اثناء فترة الاستنزاف التى تضمنت بطولات لا تقل أهمية، وذلك لأسباب عديدة أبرزها السنوات الطويلة التى مرت على الحرب مما تسبب فى وجود أجيال تجهل تلك الحقبة بشكل تام قبل طرح فيلم الممر.
الممر
كما زادت الصيحات وسهام النقاد لصناع السينما أكثر على عدم التفاتهم لتلك النقطة نهائياً مع قوة إسرائيل وإيمانها بدور الفن مثلما ظهر جلياً العام الماضى مع حملة الدعاية الكبيرة لفيلم "الملاك" الذى يتطرق إلى كواليس حرب 73 ويسلط الضوء على أشرف مروان صهر الرئيس عبد الناصر والمقرب إلى السادات حين صوروه بأنه عميل أنقذ اسرائيل من الهلاك حينما أخبرهم بتحركات الجيش المصرى والقيادة السياسية على الجبهة من أجل الهجوم لاسترداد سيناء مما تسبب فى حالة ذعر شديدة انتابت كل من يشعر بالوطنية تجاه بلده وأبرزهم من عاش الحرب سواء من أبطال شاركوا فيها على الجبهة أو شعب ساندهم بعدما وجدوا ابناءهم فريسة سهلة لتلك المعلومات المزيفة فى عصر الإنترنت خاصة مع عرض الفيلم على شبكة واسعة الانتشار مثل "نتفليكس" بالإضافة لعدم وجود أى عمل فنى من الأساس يناقش تلك الحقبة منذ سنوات،.. وهو ما يضاعف من أهمية فيلم "الممر" نظراً لسرعة تحرك القائمين عليه من أجل إنجاز مشروع فنى بهذا الحجم نستعيد به ذكريات لم يعيشها أغلب من شاهد الفيلم.
نجاح "الممر" لا يقتصر على شباك التذاكر فقط وأرقام الإيرادات وإنما يتلخص فى استفادة كل من سمعوا به منذ عرض البرومو الخاص به باستعادة الحس الوطنى لديهم بالإضافة إلى فتح شهية كثير من الشباب على البحث عن تلك العملية الحقيقية ومعرفة كواليسها وأبطالها، الأمر الذى لم يقتصر عندها فحسب وإنما انتقل لعمليات أخرى يحاول كثيرون التعرف عليها لمعرفة حجم الصراع ومدى الجهد المبذول فى استرداد أرض مقدسة دوماً بذل عليها الكثير من الدماء ولا يزال إلى الآن من حروب مع طامعين حتى إرهابيين مثلما يحدث حالياً.
فيلم الملاك
وهو الأمر الذى نتمني أن ينتقل من الشباب إلى صناع السينما بصفة عامة للرجوع لأرشيف وسجلات البطولات التي يعجز اللسان عن وصفها، ليقوموا بأفلام على شاكلة "الممر" خاصة مع إعلان أحمد عز بطل الفيلم عن ترجمة الفيلم وعرضه فى أكثر من دولة قريباً.