كانت علاقة نجوم الزمن الجميل بالصحافة علاقة قوية قائمة على التعاون حتى أن كثيرا من نجوم الزمن الجميل كتبوا مقالات للمجلات الفنية يكشفون فيها الكثير من أسرار حياتهم وذكرياتهم والمواقف التى مروا بها ولا ينسوها، بل إن عددا منهم كتب مذكراته ونشرها فى الصحف والمجلات.
وكانت الفنانة الكبيرة شادية من بين النجوم الذين كتبوا للمجلات الفنية بعض المواقف التى مروا بها، ففى 7 يونيو من عام 1960 كتبت دلوعة الشاشة مقالا لمجلة الكواكب تحت عنوان "خطفونى وحبسونى مع الجاموس" تحكى فيه أحد المواقف التى مرت بها فى الطفولة ولا تنساها.
وقالت شادية فى مقالها: "كنت فى طفولتى سعيدة مدللة، يهتم بى ويداعبنى كل فرد فى الأسرة، وكان والدى مهندسا زراعياً وبحكم وظيفته كان ينتقل من بلد لأخرى إلى ان استقر به المقام أخيرا فى القاهرة وكان عمرى وقتها 6 سنوات".
وتابعت: "التحقت بمدرسة ابتدائية مع إخوتى وكنت بارزة بين التلميذات لأننى كنت أغنى فى الحفلات بصوت جميل وكانت مدرسة الأناشيد تمتدحنى دائما، وكانت المدرسات يكلبن منى أغنى لهن أغنيات ليلى مراد".
وكشفت دلوعة السينما عن حادث تعرضت له فى طفولتها وظل عالقا بذهنها دائما، قائلة: "فى أحد الأيام وبينما كنت ألعب أمام البيت تقدمت منى سيدة ترتدى ملاءة لف وأخذت تحدثنى بحنان وعطف وقدمت لى بعض الحلوى فارتحت لحديثها والتهمت الحلوى اللذيذة، وبعدها لم أشعر بنفسى".
وأوضحت: "كانت الشيكولاتة تحتوى على مخدر وفقدت وعيى وحملتنى المرأة إلى مكان مجهول، وعندما أفقت وجدت نفسى فى مكان لا أعرفه".
ووصفت شادية المكان الذى وجدت نفسها فيه قائلة: "كنت فى غرفة مظلمة يشاركنى فيها حمار وخروف وجاموسة وامرأة قبيحة الشكل رهيبة المنظر غير المرأة التى خطفتنى، وبعد قليل سمعت فى غرفة مجاورة صوت بكاء طفلة، فأدركت انها مخطوفة مثلى، وأخذت أرد على بكائها ببكاء مثله وأخذت أصيح منادية على أبى وأمى، فانهالت على المرأة القبيحة التى تحرسنا ضربا بلا شفقة، فسكتت وأنا أرتجف من الخوف".
وعن كيفية إنقاذها تابعت شادية فى مقالها: "بعد قليل جاء رجلان يرتديان ملابس بلدية وأخذا يتحدثان مع المرأة بصوت منخفض فهمت منه انهما يتحدثان عنى وعن الطفلة الأخرى، وفجاة نشب خلاف بينهما واعتديا الرجلان على المراة بالضرب، وانتهزت الفرصة وتسللت من الغرفة إلى حوش البيت ثم إلى الطريق ومشيت أبكى فى أزقة لا أعرفها".
وأضافت: "كان من حسن حظى أنى التقيت برجل طيب عندما عرف أننى تائهة سلمنى لقسم البوليس، وكانت أقسام البوليس كلها تلقت خبرا بغيابى وأخذت تبحث عنى، وما كاد ضابط البوليس يعرف بنبأ وجودى حتى اتصل بوالدى تليفونياً، وجاء أبى على عجل وتسلمنى وهو يبكى من الفرح".