لميكرفون الإذاعة رهبة كبيرة يشعر بها حتى نجوم السينما والتلفزيون، كما شعر بها نجوم الزمن الجميل رغم اعتيادهم على كاميرات السينما.
ومن هؤلاء النجوم الذين كانوا يهابون ميكرفون الإذاعة الفنانة الكبيرة ليلى مراد التى ظلت تشعر بهبة وخوف وارتباك أمام هذا الميكرفون حتى بعد شهرتها، ورغم أنها كانت من أوائل المطربين الذين غنوا فى الإذاعة بعد افتتاحها بأسبوع.
وظلت ليلى مراد تشعر بالرهبة والارتباك وتتصبب عرقا كلما وقفت أمام ميكرفون الإذاعة حتى بعد 25 عاما من وقوفها أمامه لأول مرة، وكان والدها الموسيقار زكى مراد يذهب معها إلى الإذاعة حتى يخفف عنها هذا التوتر ويقف بجوار مهندس الصوت خارج الحاجز الزجاجى ليشير لها بيديه.
وعندما وقفت ليلى مراد أمام ميكرفون الإذاعة لأول مرة تحشرج صوتها ولم تقو على الغناء وتكررت المقدمة الموسيقية عدة مرات وأغلق مهندس الصوت الميكرفون، فجرى والدها إليها فوجدها كقطعة الثلج، وظل يشجعها حتى استعادت هدوءها وسيطرت على أعصابها وبدأت تغنى، ومن يومها اعتادت ألا تذهب إلى الإذاعة وحدها، وظل والدها يذهب معها طوال حياته وبعد وفاته كان يذهب معها شقيقها إبراهيم حتى يقف خلف الحاجز الزجاجى ويشجعها.
وكان أول أجر حصلت عليه ليلى مراد خمسة جنيهات مقابل الغناء وصلة لمدة نصف ساعة، ثم زاد أجرها حتى وصل على 400 جنيه مقابل النصف ساعة.