بدا منذ صغره لاعباً استثنائياً حينما حصد أول ألقابه فى الثامنة عشرة من عمره مع نادٍ فى دوالا الكاميرونية، وتوج بالكرة الذهبية فى أفريقيا فى الرابعة والعشرين، كانت مسيرته استثنائية قاد خلالها منتخب بلاده للتتويج ببطولة أمم أفريقيا مرتين، والصعود لربع نهائى المونديال، وتحقيق رقم قياسى فى سن الـ42 كأكبر اللاعبين سناً تسجيلاً فى كأس العالم، وكان احتفاله استثنائياً عقب إحراز الأهداف عندما رقص فخطف عقول وقلوب الجماهير، فاستحق أن يكون "روجيه ميلا" أحد أبرز أساطير القارة السمراء.
هو ألبرت روجيه ميلا، واحد من أبرز المواهب الأفريقية التى حولت أنظار أندية أوروبا نحو القارة السمراء، عقب تتويجه بالكرة الذهبية فى سن صغيرة، فانتقل إلى نادى فالينسنيش الفرنسى عام 1977 لمدة موسمين قبل الانتقال إلى موناكو، وفى 1980 انتقل إلى باستيا، وفى 1984 انتقل إلى سانت إتيان الفرنسى والذى سجل معه 22 هدفاً فى 31 مباراة وكان فى عمر الـ32 عاماً، ثم انتقل إلى مونتبيلير بين عامى 1986 و1989.
فى أولى مبارياته الدولية تمكن روجيه ميلا من إحراز أول أهداف أسود الكاميرون فى كأس العالم 1978 أمام منتخب بيرو، وعلى الرغم من خروجهم من الدور الأول إلا أنهم عادوا بقوة بعد ذلك.
روجيه ميلا لاعب الكاميرون
فى عام 1988 أعلن أسد الكاميرون اعتزاله دولياً بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، أحرز خلالها 442 هدفاً، وتوج منتخب بلاده بكأس أمم أفريقيا فى نسختى 1984 و1988، وعندما احتاجته بلاده لم يكن له خيار إلا تلبية النداء، عندما أجرى رئيس الدولة اتصالاً يطالبه بالعودة من الاعتزال والمشاركة مع المنتخب فى كأس العالم 90، فعاد ميلا وأحرز أربعة أهداف لمنتخب بلاده، أبرزها هدفه فى مباراة كولومبيا بدرو الـ16 حينما خدع الحارس رينيه هيجيتا واحتفاله حينما رقص بطريقة رائعة أذهلت العالم، ليتأهل بعدها أسود الكاميرون لدور الـ8 قبل الخروج أمام إنجلترا فى مباراة شهدت جدلاً تحكيمياً، ووصفها البعض بأنهم استحقوا الصعود لنصف النهائى وأنهم تعرضوا للظلم على يد حكم المباراة.
روجيه ميلا نجم الكاميرون
لم يكتف روجيه ميلا بما حققه مع الكاميرون فى كأس العالم بعد عودته من الاعتزال، وإنما أصر على كتابة اسمه فى سجلات التاريخ كأكبر اللاعبين تسجيلاً للأهداف عندما سجل فى مرمى منتخب روسيا بمونديال 1994، ليبهر العالم ذلك الأسد العجوز الذى مازال يسجل الأهداف فى هذه السن.
روجيه ميلا مازال يدعم منتخب بلاده، ولكن خارج الملاعب، بالتحفيز والدعم، وهو ما ظهر مؤخراً فى تصريحاته التى أكد فيها أن لاعبى الكاميرون يمتلكون مقومات الاحتفاظ باللقب وقادرون على التتويج ببطولة أمم أفريقيا 2019، ومعادلة ألقاب الفراعنة الأفريقية، فاستحق أن يصبح أسطورة بتاريخه الحافل بالإنجازات لتختاره مجلة فرانس فوتبول ضمن أفضل ثلاثين لاعباً فى القارة السمراء.
روجيه ميلا