فى مباراة مثيرة جمعت منتخبى مصر والسنغال على ملعب استاد القاهرة فى تصفيات كأس العالم 2002، حسمها الفراعنة بهدف ميدو من عرضية متقنة لمحمد عمارة، على الرغم من وجود كتيبة قوية ومدججة بالنجوم من أسود التيرانجا الذين حسموا التأهل إلى المونديال آنذاك، وأبرزهم خاليلو فاديجا وهنرى كامارا وغيرهم، إلا أن الحاجى ضيوف ذلك الفتى الأسمر المشاغب ذى الفروة البيضاء جذب أنظار آلاف المشجعين فى المدرجات وأمام الشاشات لدعم منتخب بلادها، بمهاراته الفردية ومراوغاته وتسديداته القوية، فضلاً عن حماسه الزائد، وتحول ضيوف فيما بعد لأحد أبرز اللاعبين الذين تمتعوا بشعبية جماهيرية كبيرة لدى المصريين فقرروا تشجيع أسود التيرانجا فى كأس العالم إعجاباً بإمكانياته الفنية ومهاراته الكروية التى استحق بها أن يصبح أحد أساطير أفريقيا، واختارته مجلة فرانس فوتبول الفرنسية منذ أيام ضمن قائمة أفضل 30 رياضياً فى القارة السمراء.
عام 2002 كان الانطلاقة الحقيقية لـ"ضيوف" عندما قاد بلاده للصعود لكأس العالم لأول مرة فى تاريخها، وبلغ أسود التيرانجا ربع نهائى المونديال، فى مفاجأة أذهلت العالم، بعد النتائج الرائعة التى قدموها بالتفوق على فرنسا، بطل العالم وحامل اللقب، والتعادل مع الدنمارك بهدف لمثله، ثم التعادل مع أوروجواى 3/3 فى مباراة مثيرة وصفت بأنها الأجمل فى مونديال كوريا واليابان، ما جعل العالم يقف تقديراً واحتراماً لهذا الجيل الذهبى القادم من أدغال القارة السمراء لإثبات قدراته الفنية ومواهبه الكروية.
جماهير فرنسا عرفت الحاجى ضيوف جيداً، فهو ذلك الفهد الذى صال وجال فى ملاعب بلاد النور، حيث بدأ مسيرته فى نادى سوشو الفرنسى موسم 1998 قبل الانتقال إلى ستاد رين فى 1999، ثم انتقل إلى لانس موسم 2000 وشارك فى 54 مباراة وأحرز 18 هدفاً، إلا أن الأسد السنغالى فاجأ الجماهير الفرنسة المحتشدة لدعم منتخب بلادها فى مونديال كوريا واليابان ــ وهو حامل اللقب ـ بقدراته الفنية ومراوغاته وقدراته الهجومية عند امتلاك الكرة، خاصة بعدما استطاع مراوغة فرانك ليبوف، مدافع الديوك، وإهداء الكرة لزميله بابا ديوب الذى سجل أغلى أهداف السنغال فى تاريخها أمام حامل لقب كأس العالم، ثم خلع ديوب قميصه والتف حوله زملاؤه ورقصوا بطريقة رائعة أذهلت ملايين الجماهير التى تابعت المباراة حول العالم.
وفى عام 2002 انتقل الحاجى ضيوف إلى نادى ليفربول الإنجليزى الذى لعب فى صفوفه حتى 2004 وتوج معه بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عام 2003 إلا أنه اكتفى بتسجيل ستة أهداف فقط، واعتبر انتقاله إلى العملاق الإنجليزى خطيئة، مبديا ندمه على ذلك فيما بعد، وقال فى تصيحات صحفية "لو عاد بى الزمن لانتقلت إلى مانشستر يونايتد أو برشلونة الإسبانى بدلا من الريدز"، ثم انتقل إلى بولتون واندرز الإنجليزى وسندرلاند الإنجليزى، وفى يناير 2009 انتقل إلى بلاكبيرن روفرز.
وعلى الرغم من أن مسيرة الحاجى ضيوف الدولية كانت قصيرة، حيث بدأ 2000 واعتزل 2008، إلا أنه تمكن خلال ثمانى سنوات فقط مع منتخب السنغال من حصد العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل لاعب أفريقى خلال عامى 2001، 2002، وأفضل لاعب أفريقى من بى بى سى 2002، كما تم اختياره ضمن التشكيل المثالى فى كأس العالم 2002.
الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" اختار الحاجى ضيوف ضمن قائمة سفراء القارة ببطولة امم افريقيا مصر 2019، بجانب محمود الخطيب أسطورة أفريقيا والنادى الأهلى، والجزائرى رابح ماجر، والكاميرونى صامويل إيتو، والإيفوارى يايا توريه، والنيجيرى نوانكو كانو، كما يعمل ضيوف محللا لمباريات الكان بقناة تايم سبورت.
الحاجى ضيوف لم ينس موهبته فى المراوغة، ولكن هذه المرة خارج المستطيل الأخضر، حينما حاول مداعبة الجماهير المصرية، والتى يعرف أنه يحظى بشعبية كبيرة لديها، وصرح بأن الفراعنة المرشح الأقوى بالتتويج ببطولة أمم أفريقيا 2019 التى تستضيفها مصر حالياً، لما يمتلكه المنتخب المصرى من إمكانيات فنية فضلا عن تاريخ الفراعنة وهم الأكثر تتويجا باللقب فى القارة السمراء، بالإضافة إلى عاملى الأرض والجمهور، أما عن أسود التيرانجا ففاجأ الجميع معلناً أن منتخب بلاده مازال بحاجة للكثير قبل التتويج بكأس أمم أفريقيا، ولكنه ربما يكون الحصان الأسود فى الكان لامتلاكه عدداً من النجوم، أبرزهم ساديو مانى نجم ليفربول الإنجليزى المتألق.