«السينما مرآة المجتمع».. كانت ومازالت هذه العبارة تردد حول كل ما تقدمه السينما من أعمال تعكس ما يعانيه المجتمع، ولاشك أن السينما قدمت العديد من نماذج المجتمع الفاسد والصالح، الغنى والفقير، قدمت اللص والأمين وغيرها من النماذج، ليس هذا فقط بل سلطت الضوء على العديد من مشاكل المجتمع وكذلك على مهن ووظائف بعينها، ولكن عندما تقدم السينما نموذجا سيئا لإحدى المهن فهل يكون هذا هو الواقع أم ظلما منها؟..
فعلى مدار سنوات طويلة، قدمت السينما نموذجا لـ«الممرضة» فى مختلف الأعمال إلا أنه بالرغم من أن الأعمال اختلفت ولكن تبقى صورة الممرضة واحدة لا تتغير وهى الصورة «الفاسدة»، ففى اليوم الذى تحتفل فيه «ملائكة الرحمة» بعيدهن العالمى لازالت الممرضات المصريات يشعرن أنهن ضحية السينما المصرية التى رسخت فى الأذهان صورة مسيئة عنهن، مؤكدين أن السينما لم تنصفهن ربما فقط سينما السبعينات التى أظهرتهن فى صورتهن كـ«ملائكة رحمة»، فباقى الأعمال ونجمات السينما أساءن لهن.
ففى عام 2013، عندما لعب النجمة روبى شخصية ممرضة ضمن أحداث فيلم «الحرامى والعبيط» أثارت حالة كبيرة من الجدل، لتشن الممرضات عليها هجوما عنيفا، بعدما أظهرت الممرضة بصورة فتاة مجردة من الضمير تتعاون مع خطيبها من اجل استغلال أحد المتخلفين عقليا لسرقة عينه بينما أصيب هو بطلق نارى أفقده إحدى عينيه، فكان هذا الفيلم نموذجا للممرضة المجردة تماما من ضميرها الذى من المفترض أن تحتمه عليها مهنتها.
أما النجمة منة شلبى فقد أثارت هى الأخرى غضب الممرضات فى عام 2003 من خلال فيلم «اوعى وشك»، بعدما ظهرت بشخصية ممرضة مستغلة تبحث عن معلومات تخص مريضها لتتأكد أنه عريس «لقطة» لتقم بإيقاعه فى حبها وتتزوجه.
أيضا كانت النجمة «نيللى كريم» واحدة من النجمات اللاتى قدمن دور الممرضة من خلال فيلم «زهايمر» وكانت أيضا واحدة من النجمات التى قدمت دور الممرضة التى تتجرد من ضميرها من أجل المال.
ورغم الغضب الذى أثارته تلك الأعمال، إلا أنها تبقى واقعية إلى حد كبير فهؤلاء النجمات قدمن أدوارا مستوحاة من أرض الواقع، فلاشك أن الكثير تعامل مع ممرضات تجردن من الضمير والرحمة، فبالرغم من كونهن «ملائكة الرحمة» إلا أن هناك وجها آخر لهن.