حاول العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ إنكار حبه للسندريلا أكثر من مرة رغم قوة هذا الحب الذى شهد به الكثيرون من أصدقائهما المشتركين، حتى أنه بعدما ترددت أنباء كثيرة عن زواجهما ونشرت الصحف خبرا بذلك بعد رحلتهما معا إلى المغرب، سارع العندليب فور عودته لنفى خبر الزواج، وهو ما تسبب فى حزن السندريلا وقرارها الابتعاد عن عبد الحليم حافظ ونسيان هذا الحب بحسب ما كتبه الكاتب الصحفى الكبير محمد بديع سربية صاحب مجلة الكواكب خلال سلسة حلقات نشرها بالمجلة وتحولت إلى كتاب تحت عنوان "مشوار مع العندليب".
وقال سربية: "كان عبدالحليم يبدو أمام سعاد حسنى كعاشق متيم وحبيب يهبها كل الحنان ولكن عندما يكونان وحدهما فقط، أما إذا تواجدا فى مجتمع واحد فإنه يتعمد ألا يكلمها إلا بصورة عادية وكأنه يريد ن يوحى للناس بأن الحب بينهما من طرف واحد، حتى قررت السندريلا أن تنزع حبه من قلبها".
وتابع سربية:" ابتعدت السندريلا عن العندليب وتركت شقتها الخاصة لتقيم فى شقة شقيقتها نجاة وأمرت الجميع ألا يخرب العندليب بمكانها، وعندما شعر العندليب بحجم ما سببه لها من حزن تحدث مع نجاة فى أمر زواجه من سعاد ولكن لم تفرح السندريلا بالخبر وقالت فى هدوء :خلاص كل شيء انتهى وعبد الحليم صعب يتزوج وحتى لو تزوج فإننا لن نعيش مع بعض طويلا".
وأشار سربية إلى أنه خلال هذه الفترة اتسعت شهرة السندريلا وانهالت عليها عروض الأفلام كالمطر، مؤكدا أنه حدث اكثر من لقاء بين سعاد حسنى والعندليب بعدها جعله يشعر بأن حبها له انتهى بالفعل، فسار كل منهما فى طريقه على القمة.
وأضاف صاحب مجلة الكواكب أنه عندما كان العندليب يستعد لتمثيل وإنتاج فيلم الخطايا سأله المخرج حسن الإمام: "من ترشح لدور حبيبتك فى الفيلم"، فرشح العندليب الفنانة نادية لطفى، فسأله حسن الإمام : ولماذا لا ترشح سعاد حسنى، فرد العندليب: لا نادية لطفى أفضل".
وأكد سربية أن سعاد حسنى عرفت أن عبدالحليم إما أنه يخشى أن يبدو عليه أنه يحبها فعلا وليس تمثيلا، أو أنه يعاقبها على نسيان حبه بحرمانها من الوقوف أمامه فى أفلامه، مشيرا إلى انها لم تتأثر بموقفه، حيث كانت تنهال عليها العروض الفنية.
وأوضح سربية أن سعاد حسنى استطاعت أن تثأر من العندليب، بعد رفضه مشاركتها فى فيلم الخطايا وذلك عندما تعاقد العندليب عام 1972 على مسلسل إذاعى فى رمضان لإذاعة الشرق الأوسط وهو مسلسل: "أرجوك لا تفهمنى بسرعة"، ورشح بنفسه سعاد حسنى لبطولة المسلسل، واتصل بنفسه ليخبرها بذلك، وأبدت سعاد موافقتها المبدئية وطلبت أن يرسل لها القصة، وبحسب سربية ظن العندليب أن سعاد حسنى لا يمكن أن ترفض عملا فنيا يجمعها به، فأسرع بإبلاغ الصحف بالخبر، وأعلنه بنفسه فى حوار إذاعى، ولكن السندريلا اعتذرت فى آخر لحظة بحجة كثرة مشاغلها السينمائية.
وأشار سربية على أن كل الدلائل كانت تؤكد أن السندريلا أرادت أن تثأر من العندليب وترد له رفضه مشاركتها معه فيلم الخطايا فانتهزت الفرصة برفض المسلسل الإذاعى الذى عرضه عليها، وقامت ببطولة المسلسل الفنانة نجلاء فتحى.