قدم الفنان عبد المنعم مدبولى قبل رحيله آخر مسرحياته "وسط البلد" من تأليف وإخراج مخرجنا الكبير ناصر عبد المنعم وكنت محظوظا ولى الشرف أننى شاهدت المسرحية وطلبت من الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى بإجراء حوار معه فوافق على شرط هو حضورى للمسرح قبل بداية العرض المسرحى بثلاث ساعات وألا يزيد مدة إجراء الحوار عن ساعة.
استجبت بكل أريحية لطلبات الأستاذ عبد المنعم مدبولى صاحب أهم مدرسة كوميدية فى المسرح المصرى وهى مدرسة "المدبوليزم" وذهبت له فى الموعد المحدد فى غرفته بمسرح السلام بشارع القصر العينى وسألته عن البدايات والمسرح والفرق والنجوم وتطرقت فى الحوار للكثير من القصص والحكايات ولكنى هناك قصة شخصية له لا أنساها مطلقا وأتذكرها ضاحكا كل ذكرى لرحيله أو ميلاده أو حتى عندما أشاهد فيلما أو مسرحية أو مسلسلا من أعماله وهى أننى حينما طرحت عليه سؤالا: ما هى طقوسك قبل الدخول إلى خشبة المسرح فى كل أعمالك؟
إجابته كانت كالتالى: لازم أكل قبل أى عرض مسرحى "فرخة مشوية"، فضحكت فقال لى: لماذا تضحك، فقلت له: من المفاجأة لأنه عادة تكون إجابات الفنانين براجع الدور أو لا أتحدث مع أحد استعدادا للشخصية أو البعض يقرأ القرآن وهكذا تكون الإجابات المعتادة.
الفنان القدير عبد المنعم مدبولى فسر لى حكاية الفرخة المشوية قائلا: الفنان على المسرح يبذل مجهودا كبيرا ولابد أن يكون لديه طاقة ولكن بدون خمول وأفضل الوجبات هى الوجبات المشوية وأنا عاشق للفراخ المشوية وبالمناسبة بأكل الفرخة على مرتين: نصفها قبل بداية العرض والنصف الثانى فى الاستراحة.
الفنان عبد المنعم مدبولى تمر اليوم ذكرى وفاته فقد رحل يوم 9 يوليو عام 2006 عن عمر تجاوز الـ84 عاما بشهور وهو حقا أعظم ممثل كوميدى فى تاريخ المسرح المصرى وخرج من مدرسته الكثير من نجوم المسرح بداية من فؤاد المهندس الذى أخرج له الكثير من المسرحيات مرورا بعادل إمام وسعيد صالح وكل أجيال الكوميديا فى المسرح المصرى وهو فنان له أسلوبه الخاص فى طرح الإفيه وطريقته تأثر بها الكثير من الكوميديانات فى المسرح والسينما ومازالت حتى وقتنا هذا ينهل منها كل الأجيال التى تفكر فى تقديم كوميديا راقية.