"لم ينسحب بسبب رغبته فى مضاعفة أجره أو كما قيل لأنه لم يعد يحرز أهدافا كوميدية مثل جيل الشباب من أبطال مسرحية مدرسة المشاغبين وهذا الكلام الذى ردده البعض عيب ولا يليق بعملاق الكوميديا عبدالمنعم مدبولى "..هكذا أجابت أمل عبد المنعم مدبولى ابنة بابا عبده عن سؤالنا حول أسباب انسحاب الفنان الكبير عبد المنعم مدبولى الذى رحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم الموافق 9 يوليو من عام 2006 من مسرحية مدرسة المشاغبين حيث كان يقوم بدور ناظر المدرسة وهو الدور الذى قام به بعده الفنان حسن مصطفى.
وقالت ابنة ناظر مدرسة الضحك فى تصريحات خاصة لـ"عين": "والدى كان له دور كبير فى اكتشاف معظم نجوم الكوميديا الذين ظهروا منذ السبعينيات ومنهم أشرف عبدالباقى، عادل إمام، سعيد صالح، صلاح السعدنى، ومحمد سعد، فهو الذى أعطاهم الفرص الأولى فى حياتهم".
وتابعت: "كان أشرف عبدالباقى على سبيل المثال يؤدى دورا صامتا فى أول أعماله، فشعر والدى أنه موهوب ومنحه مساحة حتى يتحدث على المسرح، وهذا ما فعله مع الراحل أحمد زكى عندما منحه مساحة فى مسرحية «هالو شلبى» لتقليد الفنانين، رغم أن دوره الأصلى كان جرسون يقدم القهوة دون أن يتحدث"
وعن علاقة بابا عبده بالفنان عادل إمام قالت ابنة عبد المنعم مدبولى: "اكتشف والدى الجانب الكوميدى فى عادل إمام، وعرض عليه دور الكاتب فى مسرحية «أنا وهو وهى»، ووقتها قال له عادل إمام: أنا مش بتاع كوميدى، ونصحه والدى بالتجربة فأبدع وظهرت مواهبه الكوميدية".
وكشفت أمل عبد المنعم مدبولى الأسباب الحقيقية لانسحاب والدها من مسرحية مدرسة المشاغبين نافية الشائعات التى أشارت إلى وجود مشكلات بسبب رغبته فى مضاعفة أجره أكثر من مرة، وأوضحت قائلة: "من المؤسف أن يردد البعض هذا الكلام، وأن يحاولوا إظهار عبدالمنعم مدبولى بأنه مبتز أو أنه شعر بالقلق من نجومية الشباب المشاركين فى المسرحية".
وأشارت إلى أن أحد النقاد ادعى أن الفنان عبدالمنعم مدبولى شعر بالقلق ولم يتحمل أن يرى نجومية هؤلاء الشباب، لأنه لم يعد الوحيد "اللى بيجيب أجوال"، وعلقت قائلة :" هذا كلام عيب وغير منطقى فوالدى هو الذى اكتشفهم، كما أنه كان يقف مع عمالقة الكوميديا فؤاد المهندس وأمين الهنيدى وبعدهم مع سهير البابلى وشادية، ولم يشعر بالقلق من نجوميتهم، ولم يكن هو أو أى من نجوم جيله يسأل عن حجم الدور أو الأجر أو كيفية وضع اسمه على التتر وكل ما كان يشغلهم أن يقدموا دورا فارقا فى العمل الفنى"
وتابعت: "حقيقة ما حدث أن الفنانين الشباب المشاركين فى المسرحية كانوا يخرجون كثيرا عن النص ويرتجلون بشكل مبالغ فيه، بما يخرج عن أصل المسرحية، وبالرغم من أن والدى كان يلقب بملك الارتجال وله مدرسة فى هذا الفن «المدبوليزم» فإنه كان يحرص على عدم الخروج عن أصل الرواية ويعرف متى يعود حتى لا يتغير خط سير المسرحية".
وأضافت :"فى مدرسة المشاغبين وصل وقت العرض إلى 4 ساعات ونصف وكان الجمهور يخرج من المسرح متعبا، ولفت والدى انتباههم أكثر من مرة ".
وأشارت أمل عبدالمنعم مدبولى إلى أحد المواقف التى أثرت على والدها ودفعته للانسحاب من المسرحية قائلة: "فى إحدى المرات حدثت مشاجرة بين زوج وزوجته من الجمهور الذى يشاهد العرض ووصلت للطلاق لأن الزوج خرج مع أسرته وأطفاله بعد العرض ولم يجد مواصلات لتأخر الوقت، فتشاجر مع زوجته لأنها هى التى اقترحت الذهاب لمشاهدة المسرحية، وهنا قرر والدى أن ينسحب من العمل وقال لن أكون سببا فى طلاق زوجين".
وأوضحت ابنة بابا عبده أنه رغم انسحاب عملاق الكوميديا عبدالمنعم مدبولى من مسرحية مدرسة المشاغبين إلا أن علاقته لم تنقطع مع أبطال المسرحية وعمل معهم فى السينما بعد ذلك".
وأنهت حديثها قائلة :"للأسف خرجت إحدى الصحف فى التسعينيات لتدعى أن مدبولى أراد ابتزاز القائمين على المسرحية ورفع أجره أكثر من مرة، ووقتها رفع والدى دعوى على الصحيفة وحصل على حكم ضدها وضد الصحفى لأنهم أرادوا تشويه صورته".