رغم آلامها وأحزانها ووحدتها وأوجاعها ظلت جميلة.. تشرق الشمس إذا ابتسمت ويطل القمر مع ضحكتها.. تتحدث عيونها بلا كلمات فتحكى عن جمال الدنيا وحب الحياة، لوعة الحب وآلام الفراق، بهجة الربيع وحيوية كل النساء، وفى نفس الوقت تحمل غموض الكون وأسرار النهايات التى تموت مع أصحابها وتعجز العقول عن فهمها.
إنها السندريلا سعاد حسنى الجميلة دائما حتى فى أصعب وأقسى الحظات، هكذا كانت فى آخر صور قبل وفاتها الغامضة والتى نشرتها مجلة الموعد فى عددها الصادر بتاريخ 30 يونيو عام 2001، وهو العدد الذى أهداه لنا المؤرخ الفنى نعيم المأمون، ويحمل آخر صور للسندريلا سجلتها عدسة الكاتب الراحل محمد بديع سربية، رئيس تحرير الموعد، عندما التقى بالسندريلا فى أزمة مرضها، وبعدها رفضت سعاد حسنى الوقوف أمام العدسات وتجنبت الاختلاط بالأصدقاء والظهور العلنى، وفى أيامها الأخيرة غيرت رقم تليفونها حتى لا يتصل بها أحد إلا المقربون.
وكتبت الموعد فى عددها الصادر بعد وفاة السندريلا أن سعاد حسنى انتابتها خلال الفترة الأخيرة من حياتها حالة كبيرة من السرحان، والرغبة فى البعد عما يحيطها من مظاهر الحياة، وكأنها كانت تغطس أكثر وأكثر فى أعماق مرض الاكتئاب الذى كتب السطور الأخيرة فى حياتها.
وأشارت المجلة إلى أن الكاتب الصحفى محمد بديع سربية، رئيس تحرير الموعد، عرف سعاد حسنى فى بداياتها، وهو الذى لقبها بالسندريلا الناعمة، ورغم أن سعاد كانت مقِلة فى أحاديثها الصحفية، إلا أن علاقتها بسربية كانت استثناء حيث اعتبرته من الأصدقاء المقربين.
وكان سربية قد التقى سعاد حسنى صدفة فى باريس، خلال أزمة مرضها، وقبل أن تبتعد عن عدسات الكاميرات، وكتب سربية عن هذا اللقاء تحت عنوان "لقاء الصدفة فى باريس مع سعاد حسنى"، وأوضح أنه كان يتناول العشاء فى أحد المطاعم بباريس مع الشحرورة صباح وزوجها وقتها فادى لبنان، حيث جمعته معهم صدفة اللقاء فى لندن قبلها بأسبوع، وجاءوا معا إلى باريس.
وأشار سربية إلى أنه أثناء وجوده فى المطعم سمع همسا من مائدة مجاورة حيث تتساءل سيدة إن كانت السيدة التى تدخل من باب المطعم مع صديقتها هى سعاد حسنى أم لا، وتقول: "هى بعينها سعاد حسنى لكنها تخنانة شوية"، ليلتفت سربية ويفاجأ بالسندريلا، بينما يستقبلها جرسون المطعم وتعلو وجهها ابتسامتها المميزة.
وقال سربية، إنه هرع لتحية سعاد حسنى والاطمئنان على صحتها؛ لأنه عرف منها قبل عدة أسابيع فى القاهرة أنها ستسافر إلى باريس للكشف عند الطبيب الذى أجرى لها جراحة أسفل عمودها الفقرى، مشيرا إلى أنه أخبرها بأنه اطمأن من ابتسامتها أنها على ما يرام، فردت السندريلا: "الحمد لله العملية ناجحة لكن لازم أخس 10 كيلو على الأقل".
واستقبلت صباح وزوجها السندريلا بحفاوة، وأصرا على أن تجلس على نفس المائدة، واقترح سربية أن يلتقط صورا تجمع النجمتين صباح وسعاد حسنى، فقالت سعاد مازحة: "ماتخلى الصور لبعدين لحد ما أرجع رشيقة"، ورد سربية بأن الصور للذكرى، فهزت رأسها، قائلة: "وبرضه أراهن إنك ستنشر هذه الصور وأنا موافقة عشان الناس تعرف قد إيه بحب الصبوحة"، فاحتضنتها صباح وقالت: "طول عمرى باقول انك فنانة عظيمة".
وبعد وفاة السندريلا نشرت مجلة الموعد هذه الصور التى كانت آخر صور للسندريلا قبل وفاتها فى لندن.
آخر صور فى حياة السندريلا
آخر صور فى حياة السندريلا
آخر صور فى حياة السندريلا
آخر صور فى حياة السندريلا