كان نجوم الزمن الجميل يتنافسون فيما بينهم ليقدم كل منهم أفضل ما لديه من فن وإبداع وتصب هذه المنافسة أو حتى الغيرة الفنية لصالح المشاهد الذى يستمتع بهذه المباريات الفنية التى يرى فيها كل اشكال الإبداع.
ومن بين الفنانين الذين تنافسوا فيما بينهم ليسفر هذا التنافس عن مشاهد قمة فى العبقرية والإبداع كل من هند رستم وفاتن حمامة، وكما رفضت هند لقب ملكة الإغراء وكانت تكرهه بعد أن أطلقه عليها الكاتب الصحفى مفيد فوزى لأنها كانت ترى أنها قدمت أدوارا متنوعة لا تقتصر على الإغراء وأن حصرها فى هذا اللقب يظلم تاريخها الفنى، فإنها أيضا رفضت إطلاق لقب سيدة الشاشة العربية على النجمة فاتن حمامة التى جمعها بها أكثر من عمل، أشهرها فيلم لا أنام عن قصة الكاتب والأديب إحسان عبد القدوس.
وخلال تصوير مشاهد الفيلم ورغم أن فاتن كان البطلة وهند تقوم بالدور الثانى إلا أنه حدثت بعض المناوشات الفنية بين النجمتين تحدثت عنها بسنت رضا ابنة الفنانة الكبيرة هند رستم فى حوارها معنا.
وقالت ابنة مارلين مونرو الشرق: "أمى انطلقت كالصاروخ فى الخمسينات والستينات وكسرت الدنيا وخلقت لنفسها شخصية مختلفة عن شادية وماجدة وفاتن اللاتى كن نجوم هذا الجيل".
وكشفت ابنة الفنانة الكبيرة تفاصيل العلاقة بين والدتها والفنانة فاتن حمامة قائلة :" لم تكن الفنانة فاتن حمامة تحب أمى وكانت تغار منها، خاصة بعدما لمع اسمها وظهرت هذه الغيرة أثناء عملهما فى فيلم لا أنام، على الرغم من أن أمى كانت تقوم بدور ثانى فى الفيلم وكانت فاتن حمامة البطلة".
وأوضحت ابنة هند رستم :" أمى أتقنت دورها بشدة فكان مؤثرا وقويا، والشخصية التى جسدتها فاتن كانت غريبة عليها حيث اعتادت على أداء شخصية الفتاة المسكينة الوديعة أو المريضة، وفى هذا الفيلم قامت بدور فتاة شريرة فلم يتقبلها الجمهور رغم أن الفيلم كان يضم عدد كبير من نجوم مصر والقصة للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس"، مؤكدة أن إحسان اعترض على أن تقوم فاتن حمامة بهذا الدور.
تحكى الابنة كواليس المناوشات التى حدثت بين والدتها وبين فاتن حمامة خلال تصوير الفيلم: "أمى جمعها بفاتن حمامة فيلم بابا أمين قبل أن يجتمعا فى فيلم لا أنام، وكانت أمى تقوم بدور صغير فى بابا أمين بينما كانت فاتن بطلة الفيلم، ولكن بدأت الغيرة فى فيلم لا أنام حيث كانت والدتى حققت نجومية يتحدث عنها الجميع، وتتمتع بقدرات فنية وجسمانية تتيح لها التنوع فى الشخصيات والأدوار ولا تقصرها فى شخصية محددة".
وتابعت: "كان المشهد الشهير الذى يجمع والدتى بفاتن حمامة فى الفيلم بمثابة مبارزة فنية وهو المشهد الذى تخبر فيه الابنة زوجة أبيها أنها اكتشفت خيانتها، فتتحدث معها زوجة الأب فى تحدى واستفزاز، وكان معروفا أن أمى تسرق الكاميرا من أى فنان أمامها، وتبتكر وتضيف للسيناريو فأمسكت بحذائها أثناء التحدث مع ابنة زوجها فى الفيلم، فانبهر المخرج وأعجبه المشهد وبعد انتهائه اعترضت فاتن حمامة".
تضحك الابنة وهى تتحدث عن ذكاء والدتها وقوة شخصيتها قائلة: "ماما عملت المشهد واستبدلت حركة رفع الحذاء بنفخ دخان السيجارة فى وجه ابنة الزوج وقالت للمخرج اختاروا أى المشهدين الحذاء أو السيجارة ومش هاعيد تانى، فقرر المخرج اختيار مشهد الحذاء".