الكاميرونى باتريك مبوما أحد أهم مهاجمى القارة السمراء عبر التاريخ، وتوج بكأس أمم أفريقيا مرتين متتاليتين فى 2000 و2002، وسطر اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ البطولة، بعدما سجل 11 هدفًا احتل بها المركز الخامس فى قائمة الهدافين خلف صامويل إيتو هداف البطولة عبر التاريخ بـ18 هدفا.
وتواجد مبومبا فى مصر طوال الشهر المنقضى على هامش بطولة كأس الأمم الأفريقية حيث عمل كمحلل لأحد القنوات التلفزيونية، وفى حوار صحفى للاعب الكاميرونى صرح بالتالى..
فى البداية، أين باتريك مبوما الآن؟
أنا أعيش فى فرنسا، حيث استقر هناك برفقة عائلتى وأعمل فى نفس الوقت كمحلل لأحد القنوات التلفزيونية هناك، وأنا مستمتع جدا بما أقوم به لأنى لم ابتعد عن الكرة حتى الآن، فأنا متواجد باستمرار فى البطولات والمسابقات الكبرى كما هو الحال بوجودى هنا فى مصر، وهو ما يشعرنى أنى لازلت لاعبًا.
ولماذا لم تتجه إلى التدريب كما يفعل بعض لاعبى الكرة عقب الاعتزال؟
فى الحقيقة أعتقد أنى غير جاهز حاليًا، فتلك المهنة لها متطلبات خاصة، ويتعرض فيها المدربون لضغوطات كبيرة وهو أمر لا أحتاجه الآن "ضاحكًا" أنا أعمل كمحلل ولى الفرصة للمشاهدة والتعلم أكثر وإذا جاءت اللحظة المناسبة بالتأكيد قد أفكر جديًا فى الأمر واتخاذ تلك الخطوة.
وما رأيك فى بطولة كأس الأمم الأفريقية التى حسمها منتخب الجزائر؟
أرى أنها كانت بطولة عظيمة ومليئة بالمفاجآت ونجح منتخب الجزائر فى التتويج بها عن جدارة واستحقاق حيث قدم أفضل كرة بين كل المنتخبات المشاركة، وامتلك قائمة من 23 لاعبًا كلهم نجوم.
من أفضل لاعب بالبطولة من وجهة نظرك؟
نجوم منتخب الجزائر هم الأفضل بلا أدنى شك، سواء بغداد بونجاح فى الهجوم أو رياض محرز على الطرف الأيمن أو يوسف البلايلى من ناحية اليسار، أو فيجولى وقديورة على الدائرة، وعطال الظهير الأيمن، لكن الرجل الأول من وجهة نظرى هو إسماعيل بن ناصر، هذا اللاعب الشاب هو الأفضل فى البطولة دون أدنى شك، واستحق الجائزة التى منحتها له اللجنة الفنية بالكاف.
هل تعتقد أن المواهب فى القارة السمراء تراجعت؟
أنا لا اتفق معك فى هذا الأمر، لازالت القارة السمراء غنية بالمواهب، لكن ما ظهرت به بعض المنتخبات فى النسخة الحالية من تراجع إلى حد ما، وخاصة الأسماء الكبيرة مثل الكاميرون ونيجيريا وغانا يرجع إلى نقص الخبرات أو غياب لاعبين حاسمين فى مراكز معينة كرأس الحربة مثلا أو الأخطاء الفردية للحراس أو المدافعين، لكن بشكل عام هناك مواب شابة مميزة ومبشرة فى كل منتخبات القارة.
وماذا عن مستقبل البطولة بـ24 فريقًا؟
أراها خطوة إيجابية لمستقبل الكرة فى أفريقيا فهى تتيح الفرصة لمشاركة عدد أكبر من المنتخبات وبالتالى زيادة خبرات تلك الفرق ومع الوقت سنشاهد فرقًا صغيرة تحت مكانة كبيرة فى القارة، كما حدث مع مدغشقر مفاجأة النسخة الحالية التى تصدرت ترتيب المجموعة الثانية على حساب نيجيريا ووصلت إلى دور الثمانية فى الظهور الأول للفريق بالبطولة عبر التاريخ.
وما تقييمك لتنظيم البطولة فى مصر؟
فى الحقيقة أنا منبهر بما يحدث هنا، كل شئ أكثر من رائع، ملاعب مجهزة بالكامل، وفنادق على أعلى مستوى، وطرق تستوعب الضيوف بجانب أهل البلد، إنها حقًا تجربة رائعة، وستكون نموذجًا لباقى دول أفريقيا للسير عليه عند استضافة أى نسخة مستقبلا بدءًا من الكاميرون 2021 ثم كوت ديفوار فى 2023.
وماذا عن الطقس الحار.. هل ستكون البطولة ناجحة فى المستقبل بدول وسط أو جنوب القارة؟
أنظر إلينا هنا، نحن نغرق فى عرقنا، أعتقد أن الجو لن يختلف كثيرًا عن الكاميرون على سبيل المثال، عندنا فى دوالا الرطوبة مرتفعة للغاية لكن نفس درجات الحرارة فى القاهرة حاليا تقريبا، أما فى ياوندى فالرطوبة مشابهة إلى هنا، واعتقد أنها لن تكون مشكلة لأن درجات الحرارة ستكون متشابهة لمصر فى الكاميرون بالنسخة المقبلة.
هل تعتقد أن البطولة ستنجح مستقبلا بعد تلك التعديلات؟
إذا أردت أن تحقق نجاحات كبيرة فعليك أن ترفع من سقف متطلباتك، فمثلا زيادة عدد الفرق ومعها زيادة الملاعب والفنادق وملاعب التدريب ووسائل النقل والمواصلات.. كلها أمور كبيرة ستخدم البلد المستضيفة أولا قبل أن تخدم البطولة نفسها، فستتيح الفرصة مستقبلا لبناء كامل لكرة القدم فى العديد من الدول الأفريقية، والكل سيستفيد وتتاح له فرصة التطور وبالتالى بناء منتخبات قوية ومسابقات منظمة.
وللعودة إلى النسخة الجارية.. ما رأيك فى أداء المنتخب المصري؟
تعرضت لصدمة عندما شاهدت منتخب مصر فى البطولة، وعلى الرغم من التأهل للدور الثانى بالعلامة الكاملة بتحقيق 3 انتصارات وعدم استقبال أى هدف إلا أن الأداء لم يكن مقنعًا.
ولماذا من وجهة نظرك هذا التراجع.. هل بسبب المدير الفني؟
أعتقد أن أجيرى مدرب جيد، وهو برئ من خروج المنتخب المصري، ومن يتحمل المسئولية هم اللاعبين، لم أرى منتخب مصر مرعبًا كما اعتدنا أن نراه، كان دائما ما يمتازوا بالقتال فى الملعب أيا كان المنافس، وأحيانا كنا نواجه أسماء مغمورة تلعب فى الدورى المحلى لكن بقميص الفراعنة يتحولون إلى أبطال، وهناك 4 لاعبين فقط من مصر كانوا جيدين وهم تريزيجيه ومحمد صلاح ولاعب الوسط رقم 8 "طارق حامد" وحارس المرمى "الشناوي"، وبخلاف ذلك لم يكن هناك أى لاعب يضيف شيئا للفريق.