«أحمد زكى» أوسكار أفضل من جسد شخصية الزعيم جمال عبد الناصر

تمر اليوم الذكرى 67 لثورة يوليو المجيدة، التى قادها حركة الضباط الأحرار، فى منتصف ليلة 23 يوليو عام 1952م، وتناولت أفلام ومسلسلات عديدة تلك الثورة وما تبعها من تولى الرئيس جمال عبد الناصر حكم مصر كثانى رئيس للجمهورية بعد فترة حكم قصيرة للرئيس محمد نجيب، فى السطور التالية نتعرض للأعمال الفنية التى جسد فيها شخصية الزعيم جمال عبد الناصر وفترة حكمه.

أحمد زكى

جسد النجم الراحل أحمد زكى شخصية الزعيم جمال عبد الناصر، فى فيلم "ناصر 56"، من إنتاج عام 1996، تأليف محفوظ عبد الرحمن، ومن إخراج محمد فاضل، ومن إنتاج التليفزيون المصرى، وتمكن الإمبراطور من إبراز الملامح النفسية للزعيم الراحل وتقمص حالته بشكل مبهر.

ويعرض الفيلم كواليس فصل هام فى تاريخ الشعب المصرى، وحياة عبد الناصر العائلية والخطب التى ألقاها وعلاقته بأعضاء مجلس قيادة الثورة وتأميمه قناة السويس فى عام 1956، وهو القرار الذى تسبب فى نشوب "العدوان الثلاثى" على مصر.

ولاقى النجم أحمد زكى إشادات جماهيرية ونقدية كبيرة، كما أن أسرة الزعيم الرئيس الراحل صرحوا بأنهم شعروا بأن والدهم عاد للحياة من جديد، وأحرج زكى زملاءه من الفنانين بعد أن "قفل الشخصية" بلغة السينمائيين.

خالد الصاوى

قدم النجم خالد الصاوى فى عام 1999، شخصية زعيم الأمة فى فيلم بعنوان "جمال عبد الناصر"، من إخراج السورى أنور قوادرى، وتطرق الفيلم لحياة جمال عبد الناصر بداية من ولادته مرورًا بهزيمة 67 والخلافات مع المشير عبد الحكيم عامر، وحتى وفاته إلا أن الفيلم لم ينل الشهرة الواسعة على غرار "ناصر 56.

ورأى عدد من النقاد أن أداء خالد الصاوى لشخصية جمال عبد الناصر مبالغ فيها، فى حين اتفق البعض الآخر على وجود مغالطات تاريخية فى سرد الأحداث، ولم يحقق الفيلم إيرادات تذكر فى شباك التذاكر، إلا أن الصاوى قال فى تصريحات تليفزيونية: «لو مكنتش قدمت شخصية جمال عبدالناصر كنت هندم».

وبسؤال المذيعة إياه عن مقارنته بالفنان الراحل أحمد زكى، قال الصاوى: «إنتى بتقارنى إيه بإيه؟، مفيش مقارنة بأحمد زكى».

مجدى كامل

جسد الفنان مجدى كامل، شخصية جمال عبد الناصر ولم يخشى المقارنة بمن سبقوه وأبرزهم أحمد زكى وخالد الصاوى، وذلك ضمن فى أحداث مسلسل "العندليب.. حكاية شعب"، من إنتاج عام 2006، ويستعرض سيرة المطرب المصرى الراحل عبد الحليم حافظ، ونال مجدى كامل عن أدائه ما شجعه على إعادة تجسيده فى مسلسل يروى قصته، من إنتاج 2008، ويحمل اسم "ناصر"، وهو من إخراج السورى باسل الخطيب.

بدأ المسلسل من فترة طفولة عبد الناصر فى الثامنة من عمره، وهى المرحلة التى بدأ يتشكل فيها وعيه، وكيف تأثر بوفاة والدته التى كان متعلقا بها وكيف تشكل وعيه ضد الاحتلال الإنجليزى من خلال مشاهدته لحادثة صدم سيارة جيب انجليزية فتاة مصرية، ولم يتحرك أحد لإنقاذها.

وعن حقيقة تدخل أسرة عبدالناصر فى النص قال مجدى كامل: قرأت مثل هذا الكلام وهو لم يحدث لأن المُكلف من عائلة عبدالناصر بمتابعة السيناريو وتقديم تفاصيل وأحداث غير معروفة عن حياته هى السيدة هدى عبدالناصر الابنة الكبرى للرئيس الراحل، وهى على صلة مباشرة مع الكاتب يسرى الجندى وكانت تقرأ الحلقات وتزوده بمجموعة من التفاصيل التى لا يمكن أن يعرفها أحد سوى أفراد عائلته والأهم من ذلك أنها تدرك تماماً أن المسلسل يحكى بشكل واضح عن فترة عبدالناصر بما لها وما عليها بمعنى أننا لن نلغى من شخصيته أنه إنسان، وأى إنسان مُعرض فى لحظة معينة لأن يقدم على خطوات قد لا تكون الأمثل•

جمال سليمان

قدم الممثل السورى جمال سليمان، شخصية ناصر فى أحداث مسلسل "صديق العمر"، من إنتاج عام 2014، ويتناول الصداقة الوطيدة التى كانت تربط بين جمال عبد الناصر وبين وزير الحربية فى عهده، المشير عبد الحكيم عامر.

وقوبل تجسيد جمال سليمان لجمال عبد الناصر بموجة من الانتقادات الشديدة، سواء من النقاد أو من أسرة الرئيس الراحل، بسبب عدم إتقانه للهجة المصرية، وهو ما اعترف به سليمان فى أحد اللقاءات التليفزيونية، ولم تكن اللكنة فقط هى ما أثار استياء المشاهدين حيث أن «سليمان» بدا بعيدًا أيضًا فى الشكل عن «عبدالناصر».

عبد الحكيم جمال عبد الناصر وصف أداء جمال سليمان لعبد الناصر بالأسوأ إذ قال فى تصريح له: "جمال سليمان هو الأسوأ، فلم أشعر أبدا أنه جمال عبد الناصر، ومسلسل صديق العمر الذى جسد فيه شخصية والدى كان بعيدا كل البعد عن حياة والدى وصديقه المشير عبدالحكيم عامر، وهو من أسوأ الأعمال التى تناولت سيرة جمال عبدالناصر".

ياسر المصرى

كان آخر من جسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر دراميا، هو الممثل السورى الراحل ياسر المصرى، فى أحداث الجزء الثانى من مسلسل "الجماعة"، وعرض فى شهر رمضان 2017، ونال المصرى إشادات من الجماهير والنقاد، عن براعته فى تجسيد ناصر، سواء فى الملامح أو فى الحركات، أو فى نبرة الصوت.

وأكد ياسر فى آخر حواراته الذى سبق موته بساعات أنه رفض الدور أكثر من مرة لأنه كان فى حاجة لدراسته والتدقيق فيه، وقد أصرّ المؤلف وحيد حامد على ياسر المصرى لتمثيل دور عبد الناصر وبعد 3 أشهر من التفكير و6 أشهر من البحث فى دراسة الشخصية انطلق التصوير.

وأتقن الفنان الأردنى اللهجة المصرية كما اعتمد على مدقق لغوى يصحح له أخطاءه، علاوة على الأسنان الصناعية التى وضعها نظرا لصغر أسنانه مقارنة بالشخصية الأصلية، كما شاهد مختلف الأعمال التى تناولت سيرة عبد الناصر، الدرامية منها والوثائقية، مع دراسة للفترة التى يتناولها المسلسل.