أعرب المخرج مجدى الهوارى، صاحب الرؤية الفنية لآخر أعمال النجم الكبير الراحل مسرحية "الملك لير" عن بالغ حزنه وألمه الشخصى لفقدانه ليس فقط القيمة الفنية الشامخة ولكن أيضا الإنسان الرائع، قائلا: "كما عرفته منذ أكثر من عشرين عاماً فى فيلم "ليه يا بنفسج" عندما كنت شاباً ضمن فريق العمل مع المخرج الكبير رضوان الكاشف وحتى اخترته لبطولة أخر أعماله الدرامية مسلسل "الشارع اللى ورانا"، ثم فى أخر أعماله المسرحية "الملك لير".
وكشف الهوارى عن تفاصيل لأول مرة حول كواليس مشاركة الفيشاوى فى بطولة "الملك لير"، وقال : عندما عرضت الدور على النجم الكبير فاروق الفيشاوى ووافق، كانت لدى مخاوف على حالته الصحية بعد إعلانه الشجاع عن إصابته بالسرطان، وأن تكون موافقته فيها إنهاك زائد عليه، ولذا استشرت طبيب متخصص أخ وأكد لى أن العمل وخصوصا المسرح هو علاجه الحقيقى، والحافز النفسى الأكبر فى معركته مع المرض اللعين.
وحول اللقاء الأخير مع النجم الراحل، قال مجدى الهوارى التقينا فى جلسة طويلة قبل سفرى مباشرة إلى المملكة العربية السعودية للتحضير لعروض "كايرو شو" ضمن موسم جدة، وكانت جلسة مطولة تحدثنا فيها عن مستقبل عرض "الملك لير"، كما قدم لى نص مسرحى يريد تقديمه العام القادم 2020، وهو "على الزيبق".
وأضاف الهوارى: كان لآخر لحظة عاشقا للحياة ولعمله ويخطط لمشروعات جديدة وقال لى : "أتمنى أن تكون كل أعمالى القادمة على مستوى العملين اللذين قدمناهم سويا وهما "الشارع اللى ورانا" فى التليفزيون و"الملك لير" فى المسرح، ثم انشغلت بالتحضير لعرض 3 ايام فى الساحل بجدة، وفوجئت باعتذاره عن السفر مع مسرحية "الملك لير" إلى المملكة لظروفه الصحية، وعقب عودتنا فجعنا جميعاً بالتدهور السريع فى حالته الصحية ثم الوفاة.
واختتم الهوارى حديثه عن الفيشاوى موجها التحية لأسرته وبخاصة الفنانة القديرة سمية الألفى التى وصفها بالسيدة العظيمة التى بقيت إلى جواره حتى أخر لحظة فى حياته رغم انفصالهما منذ سنوات طويلة الا ان فاروق الفيشاوى بقى ابنها الأكبر، لتعطى مثالا نادرا فى الحب والوفاء.
ورحل فاروق الفيشاوى عن عالمنا فجر اليوم الخميس بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر 67 عاما، حيث أعلن إصابته بالمرض خلال تكريمه بمهرجان الاسكندرية السينمائى فى دورته الماضية.