كان طالبا فى السنة الأخيرة بمعهد التمثيل وقبلها فى كلية الآداب حين وقف على المسرح بطلا لمسرحية السندريلا، وقفت أمامه البطلة الجميلة، فتاة فى السنة الأولى بكلية الآداب تخطو أول خطواتها فى عالم التمثيل، حينها دق قلب الفتى الوسيم فاروق الفيشاوى، شعر بأن مصيره سيرتبط بمصير الطالبة الصغيرة سمية الألفى وستكون سندريلا حياته، فبادلته نفس المشاعر وجمعتهما قصة حب كبيرة توجت بالزواج مع بداية خطواتهما الأولى فى عالم الشهرة.
هكذا ارتبط الفنان الراحل الكبير فاروق الفيشاوى بزوجته وأم ابنيه أحمد وعمر الفنانة سمية الألفى وجمعتهما حياة زوجية وقصة كفاح تحدث عنها الجميع، خاصة بعدما ساعدته الألفى على اجتياز أكبر محنة فى حياته عندما عرف طريق الإدمان وهو فى منتصف مشوار نجوميته فى الثمانينات.
كان النجم فاروق الفيشاوى يقوم ببطولة مسرحية شباب امرأة حين وقع فى فخ الإدمان، وكان وقتها عمر ابنه أحمد 7 سنوات، بينما كان عمر ابنه عمر 9 أشهر، وخلال هذه الفترة رفض العديد من الأدوار السينمائية والتلفزيونية، مما تسبب وانفق معظم دخله حتى قرر أن يهزم الإدمان بشجاعة وأن يجعل من تجربته ملهمة للكثير من الشباب الذين أقلعوا عن الإدمان.
حينها كان لزوجته الفنانة سمية الألفى فضل كبير فى أن يجتاز محنته وأن يشفى ويتحرر من الإدمان بعدما رافقته فى هذه الرحلة الصعبة، وفى عام 1987 أعلن فاروق الفيشاوى بقوة وجرأة لم يصل إليها غيره أنه كان مدمنا للهيروين، بل وصارح الجمهور بتفاصيل رحلة إدمانه وشفائه من خلال حوار صحفى طلب بنفسه أن يجريه مع الكاتب الصحفى صلاح منتصر ليتحدث فيه عن هذه التجربة الصعبة وينقلها للجمهور كى يحذر من خطورة الإدمان ويحمى الشباب من هذا الشبح، وجاء الاعتراف تحت عنوان "كنت عبدا للهيروين"، وتحدث خلال هذا الحوار عن دور زوجته فى اجتيازه لهذه المحنة.
ظلت علاقة الحب والصداقة بين الفيشاوى وسمية الألفى حتى بعد انفصالهما وحتى وفاته، وبعد ابتعادها عن الأضواء لمدة تجاوزت 12 عاما ظهرت الالفى فى احد البرامج الحوارية لتتحدث عن علاقتها بالفيشاوى، مؤكدة أنها تعرضت للإجهاض 12 مرة تقريبًا، وفى كل مرة كانت تعيد التجربة حتى انجبت ابنيها أحمد وعمر وأعربت عن أسفها وندمها الشديد على انفصالها عن فاروق الفيشاوي، وقالت: "بكينا كثيرًا واحتضنا بعضنا بعد الانفصال"، وعترفت بأنها ظلت دوما تشعر بالغيرة عليه حتى بعد مرور سنوات من انفصالهما.
وظلت علاقة الحب والصداقة بين سمية الالفى وفاروق الفيشاوى حتى أخر لحظات حياته حيث رافقته أم أبنائه فى رحلة مرضه، ولكن رغم أنهما استطاعا معا هزيمة الإدمان لم يتمكنا من هزيمة السرطان ورحل النجم الكبير بعد معركة شرسة مع مرضه الخبيث.