"جبر الله كسر قلبك" دعاء لا يشعر به إلا من فقد أبيه، فلا فراق يكسر القلب إلا فقدان الأب، فبعد موته لا حزن ينتهى ولا فرح يكتمل، وبريحله يموت الأمان والسند، تستطيع أن تجد تلك المعانى فى وجوه الأبناء فى جنازات أبائهم وشعورهم بالانكسار، فبالأمس ودع الفنان أحمد الفيشاوى أبيه فاروق الفيشاوى فى مشهد مؤثر انهار فيه باكيا، ولم لا وقد فقط الظهر والسند؟!
لم يفارق أحمد أبيه خلال وجوده بالمستشفى يحاول الأطباء بعثه من جديد بعد أن توقف الكبد ودخل فى غيبوبة فقد إثرها النطق، وأصبح أمر رحيله مسألة وقت، هكذا أخبر الأطباء الابن أحمد بحالة أبيه، انهار أحمد الفيشاوى واحتضن أبيه فى غرفة العناية المركزة وأخذ يقبل الراحل فاروق الفيشاوى فى رأسه ويديه تارة وقدميه تارة أخرى – بحسب مقربين – فما هى إلا ساعات ويفارقه هذا الجسد إلى الأبد، ليبدأ بعدها مرحلة إنكار داخلى بوفاة الأب، ثم غضب اتضح خلال انفعاله أثناء تشييع الجثمان، ثم تقبل الوقف مستسلمًا لقضاء الله وقدره.
وأخيرا نفذ أحمد الفيشاوى وصية أبيه ليخلد بقبره فى سلام، بعد أن أوصى الراحل بدفنه فى مقابر العائلة بسرس الليان محافظة المنوفية بجوار أخيه الأكبر، طالبا من محبيه الدعاء له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدمه من أعمال أسعدت ملايين المصريين وأثرت الحياة الفنية طيلة مشواره الفنى، مستعينا بالآية القرآنية الكريمة "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".
كان أحمد الفيشاوى قد أكد على تنفيذ وصية والده بدفنه فى مقابر العائلة بسرس الليان بالمنوفية، وكتب عبر حسابه الشخصى على إنستجرام: "وصية أبويا يُدفن وسط أهله فى المنوفية سرس الليان والحمدلله ده عملته وسط أهله وناسه فى بلده.. أرجو الدعاء" وذلك ردا على بعض المواقع التى نشرت أخبارا عن رفض أحمد الفيشاوى تنفيذ وصية والده بالصلاة عليه فى مسجد الصعيدى بسرس الليان فى المنوفية، لكن الفيشاوى نفى تلك الأخبار مؤكدًا أنه نفذ الوصية على أكمل وجه.
ورحل صباح الخميس، الفنان الكبير فاروق الفيشاوى عن عمر ناهز 67 عاما داخل أحد مستشفيات الدقى بعد صراع قصير مع مرض السرطان، حيث تدهورت حالته الصحية خلال اليومين الماضيين، فتم نقله المستشفى، وبعدها تراجعت حالته بشكل كبير حيث توقفت وظائف الكبد تماما، وفقد القدرة على النطق وتم وضعه على جهاز تنفس صناعى، ليرحل عن الحياة، ويشيع جثمانه بعد صلاة ظهر من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين.