المسرح والسينما والتلفزيون وجدوا الأرض الخصبة فى مصر نظرا لوجود مقومات عده كان منها الممثل المصرى الذى ساند الصناعة بعطائه الوافر لها وعند الحديث عنه وعن مراحل تطور شخصيته المهنية سواء كانت بالإيجاب أو بالسلب, سنجد أنه قد يمر بظروف مختلفة منها ما تكسبه احترام الجميع ومنها ماتنال من هيبته, فعندما نعود بالتاريخ الفنى لنرصد حال الممثل المصرى فنيا وثقافيا واجتماعيا ونقارنه بحاله اليوم سنجد أن الأمر يدعو إلى أن "نضرب كفا على كف" ومن هذا أطرح تساؤل , هل الممثل اليوم يتشابه مع ممثل الأمس من حيث الموهبة والأداء التمثيلى وفرصه التواجد؟
الأجيال السابقة نجد أنها تحملت كثيرا رغم ضعف الإمكانيات والرفاهية التى يجدها الممثل اليوم , ولكنهم كانوا يمارسون فنهم بحب وبتلقائية لهذا العمل فكان الإحساس الصادق يطفو على العمل الفنى بأداء تمثيلى يتسم بالموهبة وبالصدق فبقيت أعمالهم وحافظوا على كرامه المهنة .
اما اليوم فى ظل متغيرات اجتماعيه وفنيه أصبح الممثل المصرى حلقه ضعيفة منكسرة جدا داخل العمل الفنى متأثرا بمحيطه لنجد أن أكبر همه اليوم إيجاد الفرصة فأخذ يبحث عنها فى إطار خارج عن موهبته الفنية كممثل فذهب إلى البحث عن الوساطة والتحايل للأسف فى أحيان كثيرة , فهو يحتاج إلى تحقيق ذاته ولا يجد لها سبيل بموهبته فأصبحت (الشللية) بمصطلحها الدارج والمعروف هو ما يحكم الأمر,
أضف إلى ذلك من يجيد فن المجاملة والتحايل من أنصاف الموهوبين , فاندثر الممثل الموهوب وخرج علينا الممثل المصطنع , ففقدت المهنة هيبتها , وفقد الممثل المصرى معها كرامته المهنية فى ظل وجود هذا العبث المهنى فما موقف النقابة من الورش الفنية المنتشرة والتى تتلاعب بأحلام الشباب لتحقيق مكاسب ماديه تعود على أصحابها و للقائمين عليها , وماذا أضافت ورشه النقابة ؟ وهل هى كانت حلا أمثل لمشكله ما ؟! وماذا عن تطور مناهج قسم التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية ؟
الأمر فى الحقيقة لابد له من وقفة نستعيد بها هيبة الممثل المصرى وتطور أداءه المهنى فى ظل صرامة حقيقية تحدد من له الحق فى العمل كممثل , ولا أقصد أن نستبعد الموهوب بالفعل ولم تشاء له الظروف أن يكون نقابيا ولكن تكون الأمور محدده بشكل جاد ومنظم , فالحل يكمن فى تحقيق العدالة المهنية مع الأخذ فى الاعتبار الموهوبين غير النقابيين , فعلى نقابة المهن التمثلية برئاسة الفنان أشرف زكى وعلى سبيل الاقتراح إقامة اختبارات سنوية لهم ومن يجتازها يحصل على تصاريح عمل وذلك فى إطار محدد تحكمه الشفافية والأمانة , مع فرض حقوق النقابة على شركات الإنتاج لتكمن الفرص للجميع بعيدا عن أسلوب المجاملات لنضمن أن الممثل العامل هو إما خريج المعهد العالى للفنون المسرحية أو موهوب له حق التواجد لنحفظ للمهنة هيبتها ولنفرض احترام الجميع لكل العاملين بها من أصغر ممثل غير معروف وحتى النجم.
كما أدعو النقابة لتعظيم أهمية الممثل المصرى بتحديد يوما يكون عيدا فنيا لهم من خلاله نحتفى بهم ويكون جمعا سنويا تتم فيه التكريمات وليكن "مهرجان الممثل المصري" يعرض خلاله أعمالهم وخاصة التجارب الشابة من أفلام روائيه قصيرة لنعطى لهم فرصه التواجد وإتاحة الفرص لهم إمام المخرجين وشركات الإنتاج والقائمين عليها فهم الحلقة الأضعف وعلينا دعمهم .