فى عام 1991 قررت أميرة الفن الجميلة مديحة كامل التى تمر اليوم ذكرى ميلادها الرابعة والسبعون اعتزال الفن نهائيا وارتداء الحجاب، وهى فى أوج شهرتها وشبابها وجمالها وتألقها الفنى، وهو القرار الذى أحدث ضجة كبيرة وظلت حتى اليوم مثارا للجدل حول أسباب هذا الاعتزال.
وادعى البعض أن ميرهام الريس الابنة الوحيدة لمديحة كامل كانت وراء هذا الاعتزال والحجاب، وأنها سبقتها فى هذه الخطوة وشجعتها عليها وكانت سببا وراء اعتزال الفنانة الجميلة، وهو ما نفته ابنة مديحة كامل فى تصريحات لـ"عين" أكدت فيها أن مرض والدة الفنانة المفاجئ وتغير شكلها أصاب مديحة كامل بالصدمة.
وقالت ابنة مديحة كامل: أصيبت جدتى بنزيف فى المخ وغيبوبة بسبب ارتفاع الضغط بدون سابق إنذار أو مرض، وأصيبت والدتى بصدمة شديدة وهى تلاحظ التغيرات التى طرأت على والدتها بشكل سريع، فبعد أن كانت جميلة تشع حيوية ونشاطا تحولت وانكمشت وتغير شكلها وابيض شعرها خلال يومين، وماما اتخضت واترعبت من ربنا وشعرت بأن الدنيا زائلة، وفى لحظة قررت أن تعتزل وتعيش فى معية الله فى هدوء دون أن تعلن عن ذلك أو تظهر فى أى برامج، وعادت من المستشفى وارتدت الحجاب، وكان ذلك عام 1991"
وأكدت الابنة أنها لم تكن ارتدت الحجاب قبل قرار والدتها الفنانة الكبيرة وشعرت بالدهشة من قرارها، نافية ما يتردد عن أنها كانت هى التى شجعت والدتها لى ارتداء الحجاب.
كما نفت الابنة أيضا ما تردد بأن الشيخ الشعراوى كان وراء اعتزال والدتها وحجابها مشيرة إلى أن أنها التقت بإمام الدعاة بعد قرار الاعتزال والحجاب.
وقالت ابنة مديحة كامل: «التقت والدتى بالشيخ الشعراوى بعد قرار الاعتزال والحجاب وسألته عن الكثير من الأمور الدينية، لأنها أرادت أن تعرف تفاصيل الدين وإجابات عن أسئلتها من شخص موثوق فيه، وكان الشيخ يعتز بها حتى أنه دعانا عنده فى عقد قرانى، وأقام لى احتفالا بسيطا، وألقى خطبة النكاح وأهدانى مصحفا عليه إهداء منه وبتوقيه يقول فيه: «وأنفس ما تهدى إلى من تحبه.. كتاب إلى المختار أوحاه ربه»
وأشارت إلى أن الشيخ الشعراوى لم يعط والدتها فتوى بخصوص أموال الفن: «ماما كانت دايما بتدعى ربنا يخلصها من الفلوس لو فيها أى مال حرام".
وأكدت الابنة أن والدتها تعرفت على صديقات من خارج الوسط الفنى ومن أساتذة العقيدة والفقه، وكانت تحضر معهن دروسا دينية.
وتابعت: «قمنا ببيع بعض الممتلكات وغيرنا عاداتنا فى الإنفاق، وكنت عملت مشروع الأزياء الخاص بى".
توضح ابنة مديحة كامل كيف كانت النجمة المعتزلة تقضى أوقاتها بعد الحجاب واعتزال الفن: «كانت قبل الاعتزال بتشتغل ليل ونهار، وكانت محرومة من أشياء كثيرة، وبعد الاعتزال اهتمت بالقراءة فى الدين وكانت تقضى أوقاتا أكبر مع عائلتها وصديقاتها، كما كانت تحضر مجالس علم لأهل الثقة من المتخصصين وأغلبهم من خارج الوسط الفنى".
وتابعت: "كانت أمى لديها مواهب أخرى غير التمثيل، فكانت تهوى الرسم بالزيت والفحم وتعزف على الأورج، وكانت تقضى بعض أوقاتها فى الرسم بعد الاعتزال وأحتفظ بالكثير من اللوحات الزيتية التى رسمتها".
تشير الابنة إلى أن علاقة والدتها توطدت بعد الاعتزال بالفنانة شادية وكانت على تواصل معها وتبادلتا الاتصالات، قائلة: "الحاجة شادية أكرمتنى بحضور فرحى، رغم أنها كانت لا تحضر أى مناسبات ولا تظهر فى أى تجمعات".
وأضافت: «استمرت وقويت علاقة والدتى بالفنانة سهير رمزى خاصة بعد حجابها، أما الفنانة الراحلة هالة فؤاد فكانت مثل الملاك البرىء، وتعرفت والدتى عليها فى مجالس العلم التى كانت تحضرها، وأهدتنى أول ملابس للحج".