أعلن مهرجان الجونة السينمائى عن عرض عدد من الأفلام الطويلة، التى شاركت بالعديد من المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، مثل "كان"، و"برلين" و"كارلوفى فارى"، و"إدفا"، فى برنامج دورته الثالثة هذا العام التى تنطلق فى الفترة ما بين 19 وحتى 27 سبتمبر المقبل، وذلك فى مسعاه لخلق منصة عرض لأحدث الإنتاجات السينمائية العالمية.
وتتضمن القائمة تسعة أفلام شاركت فى الدورة الـ72 لمهرجان "كان" السينمائى، وفيلمين حائزين على دبين فضيين فى الدورة الـ69 لمهرجان "برلين" السينمائى، والفيلم الفائز بالجائزة الكُبرى فى "كارلوفى فاري"، ووثائقيين أحدهما حائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بأول ظهور سينمائي، فى الدورة الـ31 لمهرجان "إدفا" للأفلام الوثائقية.
من جانبه قال مدير المهرجان، انتشال التميمي: "تسعى الدورة الثالثة لاستعادة مجموعة من الأعمال السينمائية الكلاسيكية، وإلقاء الضوء على مخرجيها العظام، إلى جانب تقديم الأفلام الحديثة. وتُعد مجموعة الأفلام العالمية المُختارة لهذا العام، مثالًا لتوجه المهرجان لجذب الإنتاجات السينمائية الأحدث من جميع أنحاء العالم." وأضاف:" نأمل أن يكون برنامجنا هذا العام، ممتعًا ومحفزًا، لجماهيرنا المحلية والإقليمية، من المحترفين والمحبين للسينما."
أما المدير الفنى للمهرجان أمير رمسيس فأكد: "استطعنا على مدار سنتين، أن نكون على قدر المسؤولية فى تقديم أهم أعمال العام السينمائية لجمهور المهرجان من محترفين ونقاد وصحفيين والجمهور المحب للسينما. وكافأنا جمهورنا بنسب الحضور المُبهرة للأفلام وردود الفعل الأخاذة". وتابع رمسيس قائلًا:"رُعب كبير أن نكون مسؤولين عن خيارات أفلام يشاهدها هذا العدد من المتفرجين ذوى العين المدربة على مدار أيام المهرجان، وفى دورتنا الثالثة نعد أن أفلامنا اختيرت بنفس الحب والعناية، التى نعد بها جمهورنا من دورة لأخرى".
وعلى رأس قائمة الأعمال المشاركة يأتى الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية لمهرجان "كان" السينمائي، "طفيلي" للكورى بونج جون هو. ويروى قصة عائلة من العاطلين، تجمعها الأقدار فى علاقة مُعقدة، مع عائلة ثرية، مُعالجًا قضايا البطالة، والاتكالية، فى مقابل العمل والاعتماد على النفس. ويصفه مخرجه بأنه "كوميديا بلا مهرجين، وتراجيديا بلا أشرار".
وتتضمن القائمة "ألم ومجد" لبيدرو ألمودوفار، الذى يروى قصة المخرج سلفادور مالو، المُتذكر لماضيه فى خضم مرضه، والساعى لروى هذا الماضي، طالبًا للخلاص. فاز بطل الفيلم أنطونيو بانديراس، بجائزة أفضل ممثل فى مهرجان كان السينمائي.
كما تشمل القائمة، الفيلم الإيطالى "بيرانا" الحائز على الدب الفضى - جائزة أفضل سيناريو- فى مهرجان "برلين" السينمائي. وتدور أحداثه، حول شبيبة عصابات نابولي، وسعيهم الحثيث للاستحواذ على السلطة. وتتجلى فيه، عوالم المراهقة والجريمة فى آن واحد؛ تلك العوالم التى تنم عن واقع اجتماعى تعيس.
ومن إيطاليا أيضًا، يُشارك فيلم "الخائن"، لماركو بيلوكيو، الذى تدور أحداثه فى مطلع ثمانينات القرن الماضى - وفى خضم صراعات المافيا الصقلية - حول توماسو بوسكيتا، الذى يفر إلى البرازيل هربًا. وبينما يتم قتل عائلته فردًا تلو الآخر، وتُرحله السلطات البرازيلية إلى إيطاليا، يأخذ توماسو قرارًا مصيريًا يغير من مجرى الأحداث.
ومن "كان"، يُعرض "باكوراو" و"البؤساء"، الحائزين على جائزة لجنة التحكيم بالمناصفة، و"جلد الآيل"، الذى افتتح عروض نصف شهر المخرجين فى نفس المهرجان هذا العام، الأول من إخراج كليبير مندونسا فيلو، وجوليانو دورنيليس، وتدور أحداث الفيلم، فى المستقبل القريب، بعمق الريف، حيث تعيش جماعة متناغمة مع بيئتها الحاضنة؛ ذلك التناغم الذى ينتهى عندما يدخل القرية بعض الغرباء ليعكروا صفو المكان.
والثاني، هو الفيلم الروائى الطويل الأول لمخرجه، لادج لي، والذى ينضم بطله ستيفان إلى إحدى فرق الشرطة فى مونفيرماي، الواقعة فى إحدى ضواحى باريس. وخلال واحدة من عملياتها، تجد الفرقة نفسها فى مأزق، حيث يتم تصوير وتوثيق كل ما يحدث بكاميرا طائرة (درون)، أما "جلد الآيل"، فهو من إخراج الفرنسى كوينتن دوبيو، ويدور حول رجل فى منتصف عمره، يمتلك هوسًا مرضيًا بامتلاك معطف جلدى مملوك لمصمم مُعين. ويؤدى به هذا الهوس، إلى احتمالية فقدان مدخراته، وسلوكه منهجًا عنيفًا.
ومن البيرو، تُشارك ميلينا ليون، بفيلمها "أغنية بلا عنوان"، المُتتبع لرحلة بحث الموسيقية الشابة جيورجينا، عن طفلتها حديثة الولادة، التى تم اختطافها من عيادة إنجاب وهمية فى العاصمة ليما. يصور الفيلم، المبنى على قصة حقيقية، عمليات اختطاف الأطفال المُفجعة، وتنتهج مخرجته أسلوبًا يستخدم الأبيض والأسود لروى تلك الأحداث المأساوية.
ويتعرض الفيلم الياباني،"37 ثانية"، لمخرجته هيكاري، لقضايا ذوى الإعاقة، والجنسانية لدى الشباب. حيث تعيش يوما، فنانة رسوم الكوميكس الشابة، المُصابة بشلل دماغي، جراء عدم تنفسها لمدة 37 ثانية عند ولادتها، مع أمها التى تخشى عليها من أى شيء. وفى محاولتها، لاكتشاف جنسانيتها، والمعنى الحقيقى للحب والغفران، ترمى يوما بنفسها فى ليل طوكيو. فاز الفيلم بجائزة الجمهور فى قسم بانوراما لأفضل فيلم روائي، فى الدورة ال69 لمهرجان برلين السينمائي.
ومن ألمانيا، يشارك فيلم "محطمة النظام"، لنورا فاينشت، والذى يحكى قصة بيني، ذات الـ9 أعوام، التى لا تستطيع التحكم فى نوبات غضبها، ما يدفع المؤسسات الرسمية لتسميتها "محطمة نظام". وأملًا فى تغيير ذلك، تُعين ميشا، مدربة التحكم فى الغضب، لرعاية بيني. فاز الفيلم بجائزة الدب الفضى - ألفريد باور- فى مهرجان برلين السينمائى 2019.
ومن البرازيل، يشارك فيلم "الحياة الخفية لأوريديس جسماو"، لمخرجه كريم عينوز، وتدور أحداثه فى خمسينيات القرن الماضي، فى البرازيل، حيث تعيش أوريديس، وأختها جويدا، مع والديهما المحافظين، وبسبب حادثة خداع مؤسفة، تُجبر الأختين على الانفصال، ولكن تحتفظ كلتاهما بحلم الاتحاد مُجددًا.
ويعود المخرج الإنجليزي، كين لوتش، بفيلم "عفوًا،لم نجدكم"، الذى يتناول صراع ريكى وأسرته، خلال الأزمة الاقتصادية عام 2008، حيث تلوح له فرصة للنجاة، عندما يشترى شاحنة جديدة، ليدخل بها مجال توصيل الطلبات.
ومن بلغاريا، يشارك فيلم "الأب"، للمخرجين كريستينا جروزيفا، وبيتار فالانشوف، والذى تدور قصته حول فاسيل، الذى يعتقد بعد وفاة زوجته، أنها تستخدم هاتفه المحمول من قبرها لتتصل به، ويزور وسيط روحانى ليتم هذا الاتصال، وبرغم محاولات ابنه بافيل أن يثنيه عن تلك الأفعال، فإن الأب يواصل العناد فيما يفعله، وفاز الفيلم بالجائزة الكبرى فى الدورة الـ55 مهرجان كارلوفى فارى السينمائي.
ومن أفغانستان، يشارك أبوزار أميني، بفيلمه الوثائقى الطويل الأول، "كابُل مدينة فى الريح"، والذى فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بأول ظهور لمخرج، فى مهرجان إدفا للأفلام الوثائقية الطويلة. وهو تصوير يقظ، وحميمي، للحياة اليومية فى مدينة كابُل، خلال "فترات الصمت" الفاصلة بين التفجيرات الانتحارية، التى تُغيّر شظاياها وهزاتها العنيفة مسار حياة شخصيات الفيلم.
إضافة إلى ذلك، هناك فيلم "مسافر منتصف الليل" لمخرجه الأفغانى حسن فازيللي، المحكوم عليه بالموت من قِبل حركة طالبان، والذى يهرب من بلده هو وأسرته، ويصور الفيلم الحالة الانتقالية المُفزعة، التى يعيشها طالبو اللجوء، رابطًا الخاص بالعام، والشخصى بالسياسي.
كما تُشارك المخرجة، لاريسا ساديلوفا، بفيلمها "ذات مرة فى تروبشفسك" الذى يتناول سلسلة من الوقائع التى تحدث فى قرية صغيرة فى روسيا، والتى يصعب إخفاء الأسرار فيها.