فى عام 1977، وبعد مشوار فنى حافل بالإبداعات قررت الفنانة الكبيرة هند رستم التى تحل ذكرى وفاتها اليوم، اعتزال التمثيل والاكتفاء بما قدمته من روائع السينما التى شاركت فيها عمالقة الفن وقدمت خلالها عددا من أهم الأفلام السينمائية.
وخلال مسيرتها الفنية الحافلة قدمت هند رستم التى لُقبت بملكة الإغراء ومارلين مونرو الشرق العديد من الأدوار المتنوعة التى لم تقتصر على الإغراء، حيث تنوعت أدوارها بين الكوميديا والتراجيديا وأدوار الأم والفتاة المثيرة وبنت البلد والراهبة.
وفى حوارها لـ"عين" تحدثت بسنت رضا الابنة الوحيدة للفنانة الراحلة هند رستم عن الفترة الأخيرة من حياة والدتها، وعن قرار اعتزالها التمثيل عام 1977،
وقالت ابنة هند رستم: «أمى أخذت قرار الاعتزال فى السبعينيات وكانت أسوأ فترة للسينما، حيث انتشرت فيها أفلام المقاولات».
وتابعت: «لم تستطع أمى التجاوب مع الحالة الجديدة التى أصابت الجيل الجديد من النجوم، ومنها عدم احترام مواعيد التصوير، فكانت تذهب فى موعدها وتنتظر ساعات طويلة حتى يحضر بطل العمل، وفى آخر عمل شاركت فيه انتظرت ما يقرب من 4 ساعات حتى وصل النجم الشاب بطل العمل، وعندما عاتبه المخرج والمنتج على التأخير قال ببساطة ممكن أدفعلكم تكلفة التأخير، فشعرت أمى بأنها لن تستطيع العمل فى هذا الجو، فاستكملت الفيلم وبعدها قررت الاعتزال».
وأكدت ابنة هند رستم أن والدتها رغم اعتزالها ظلت طوال حياتها تعتز بالفن وبالأعمال التى قدمتها، قائلة: «أمى كانت تغضب جدا عندما تعتزل إحدى الفنانات وتقول إنها تابت عن الفن والتمثيل وترى أن فى ذلك إهانة للفن والفنانين وأن الفن رسالة وليس ذنبا يتوب عنه الفنان».
وعن حياة الفنانة الكبيرة هند رستم بعد الاعتزال قالت ابنتها بسنت رضا:«أمى كانت جدا تحب البيت واللمة، وعندما اعتزلت تفرغت لبيتها وأسرتها وانشغلت بتجهيزات زواجى وبعدما أنجبت تعلقت بابنى تعلقا كبيرا، وكانت تهوى الزرع وتربية الكلاب، كما كانت طباخة ماهرة، وكانت مثل الطفلة تحب اللعب والعرائس وغاوية أنتيكات، فكانت تحرص على حضور المزادات لشراء التحف».
وأضافت: "كانت أمى تتابع الأعمال الفنية، وإذا أعجبها مشهد أو دور لممثل كانت تتصل به تليفونيا لتشجعه، وقد فعلت ذلك مع الفنانة ماجدة زكى عندما أعجبها دورها فى مسلسل «عباس الأبيض»".
وأضافت: "تعلقت أمى تعلقا شديدا بزوجها الدكتور محمد فياض، وكانت تحب لقب مدام فياض، وعاشت معه أجمل سنوات عمرها، وبعد وفاته عام 2009 أصيبت بحالة اكتئاب، حتى وفاتها فى عام 2011".
بحزن تحدثت الابنة عن ملابسات وفاة والدتها وأسرار الفترة الأخيرة من حياة النجمة الكبيرة، قائلة: "فى أوائل التسعينيات أجرت والدتى جراحة قلب مفتوح وبعدها استقرت حالتها الصحية، وبعد وفاة أونكل فياض أصيبت باكتئاب".
وتابعت: "قبل وفاة أمى بأيام وكان ذلك فى بداية شهر رمضان من عام 2011 لم تكن تعانى من أى أعراض صحية، ولكنها أوصتنى بما تريد أن أفعله بعد وفاتها، وتعجبت من حديثها خاصة أنها طلبت منى تجهيز مدفن والدها استعدادا لدفنها، رغم أن الدكتور فياض كان اشترى مدفنا لهما ودفن فيه، ولكن حدثت بعض المشاكل مع أسرته بعد وفاته ففضلت أمى أن تدفن فى مدفن عائلتها".
وتابعت الابنة: "تعجبت من حديثها، فقالت «ريحينى»، ورغم أنها لم تكن تقبل أى دعوات للإفطار خارج المنزل فإنها قبلت دعوة الفنانة إلهام شاهين على غير عادتها، حيث حدثتها إلهام ثالث أيام رمضان وألحت عليها لقبول دعوتها للإفطار وحددت معها يوم الجمعة".
تبكى ابنة هند رستم وهى تتذكر هذه التفاصيل: "فى اليوم المحدد لزيارة إلهام شاهين دخلت أمى المستشفى بسبب متاعب بسيطة وضيق بالتنفس، وتدهورت حالتها بشكل سريع واحتضنتى وطلبت رؤية ابنى، وبعدها دخلت الرعاية المركزة، وأسرعت أنا لتجهيز المدفن وتوفيت والدتى فى 8 رمضان وخرجت من مسجد السيدة نفيسة كما أوصتنى".