قصة كفاح تجسد المعنى الحقيقي للسعي خلف الأحلام، مسيرة مهنية مليئة بالمآسي والصعود والهبوط، فتى أسود منبوذ من المجتمع يتعرض للعديد من الظروف سيئة الحظ، من فلاح إلى سادس أفضل عازف للجيتاز، هو بي بي كينج الذي تحل اليوم 14 مايو الذكرى الثانية لرحيله عن عالمنا.
ولد عازف الجيتار ومغني البلوز وكاتب الأغاني الأمريكي، رايلي بي كينج، في 16 سبتمبر عام 1925 بالميسيسبي، ولد كينج لأبوين مزارعين، ولأنه كان فتى مشاغبا فُصل كينج من المدرسة عندما كان بالصف الـ 10، وقضى معظم سنواته الأولى في جني القطن والعمل كسائق لجرار.
الفترة التي أمضاها "كينج" في الجيش كانت بمثابة مرحلة تحول فارقة في حياته فبعد فترة قصيرة أمضاها بالجيش خلال الحرب العالمية الثانية عاد "كينج" إلى منزله ليعمل كمزارع، لكن حادث جرار وقع له دفعه للتخلي عن تلك الحياة وبدأ حياة أخرى في ممفيس حيث انطلقت فعليا مسيرته الموسيقية في أواخر عام 1940.
إنطلاقتة جاءت حينما شارك "كينج" في برنامج إذاعي لمدة 10 دقائق، ومنذ ذلك الحين أطلق عليه لقب "صبي البلوز في شارع بيل" وهو اللقب الذي اختصر ليصبح حرفي "بي بي" الشهيرين لإسمه، حصل على أول جيتار بـ 15 دولارا حين كان في الـ 12 من عمره.
أنتج ملك البلوز عشرات الألبومات بتسميات مختلفة من بينها "The Thrill Is Gone" و"3 O’Clock Blues" و"You Know I Love You" و"Every Day I Have The Blues" وغيرها.
استطاع كينج أن ينقل موسيقى البلوز من مجرد موسيقى ريفية قروية تغنى وسط الحقول إلى العالمية، وكتب في سيرته الذاتية (بلوز أول أراوند مي) عن النظرة الدونية لموسيقى البلوز مقارنة بالروك والجاز، وقال "أن تكون مغني بلوز فإن ذلك يشبه (أن تتحمل وطأة) كونك أسود مرتين"، في إشارة إلى التفرقة العنصرية ضد السود.
وأضاف "في الوقت الذي كانت فيه حركة الحقوق المدنية تكافح من أجل كسب الاحترام للسود كنت أشعر أنني أكافح من أجل كسب الاحترام للبلوز.
فاز ملك البلوز بـ "جائزة جرامي" لأول مرة عام 1951 ليتوالى فوزه بالجائزة فيما بعد وحصل عليها 15 مرة خلال مسيرته الفنية، كان آخرها عام 2009 عن ألبوم "One Kind Favor".
في عام 1984 أدرج اسمه في قاعة مشاهير مؤسسة البلوز، في حين أدرج عام 1987 في قاعة مشاهير الروك آند رول، وفي عام 2011 صنفته مجلة رولينج ستونز في المركز السادس في قائمتها لأفضل 100 لاعب جيتار على مر العصور، وجرى التصديق رسميا على شهرته، عندما احتفى الرئيسان الأمريكيان، بيل كلنتون وجورج بوش، بإنجازاته في حفل تكريم خاص في مركز كينيدي.
في عام 1990، أطلق ملك البلوز سلسلة من الحانات تحمل اسمه في عدة مدن في أنحاء الولايات المتحدة، كما حمل متحف البلوز في إنديانولا، بالميسيسيبي، اسمه بهدف الحفاظ على إرثه الفني، ووثق أحد الأفلام الوثائقية مسيرة حياته الفنية عام 2012 في فيلم حمل اسم "حياة رايلي"، وعندما وصل لسن 70 عاما تقلصت أعماله وحفلاته بسبب تراجع حالته الصحية.