دونجوان السينما، فتى الشاشة الأول بلا منازع فى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضى، الفتى السورى الوسيم، الذى أوقع العديد من الفنانات المصريات فى شباك حبه، العديد من النساء كانت بطلات حياة الفنان أنور يحيى الفتال، نجل تاجر الأقمشة السورى المولود فى حلب، عام 1904 والمتوفى فى مثل هذا اليوم 14 من مايو عام 1955.
بدأ أنور وجدى حياة مرفهة فى مدينة حلب السورية إلى أن تعرض الوالد إلى خسارة كبيرة، قررت العائلة من فورها الانتقال إلى القاهرة، حتى عرف أنور شغفه ناحية التمثيل وهو الحلم الذى سعى طوال حياته له، لكن نساء عديدات كونت من وجدى شخصية صعبة المراس عنيدة وعصبية وناقمة عليهن ومنهن من اكتشفها وقدمها للجمهور فى مفارقة غريبة.
فيروز
"أنت بابا وإنت ماما" هى بيروز أرتين كالفيان والتى تعد أشهر طفلة فى تاريخ السينما المصرية، فى مارس عام 1950 قدمها الفنان إلياس؛ لأنور وجدى ليكتشفها وتصبح الطفلة فيروز. أحضر لها مدرب رقص اسمه "ايزاك ديكسون" قام بتدريبها لبضعة أسابيع، وبعدها أدخلها معهدا خاصا للباليه، أنتج لها 3 أفلام وهم ياسمين عام (1950)، وفيروز هانم عام (1951)، ودهب (1953).
إلهام حسين
لم تكن ليلى مراد هى بطلة حياته الوحيدة بل سبقتها قصة زواج من الفنانة إلهام حسين وهى زوجة أنور وجدى الأولى. دفعها أنور للتمثيل، وتوقع لها مستقبل باهر فى عالم الفن، فقدمها للمخرج محمد كريم لتظهر فى أول أفلامها أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب، وكان ذلك فى فيلم يوم سعيد.
وفى تغيير مفاجئ طلبت إلهام الطلاق من أنور بعد 6 أشهر فقط من الزواج كما طلبت من مخرج "يوم سعيد" عدم الاستعانة بأنور وجدى معها فى الفيلم.
ليلى مراد
بطلة أغلب أعماله كما كانت البطلة الرئيسية لحياته العاطفية، تزوجا عام 1945 ويقال إن أنور وجدى طلب يدها أثناء قيامهما ببطولة فيلم "ليلى بنت الفقراء" عام 1945 وتحديدا أعلن أنور وجدى نبأ الزواج بعد مشهد زفة للعروسين فى نهاية الفيلم، واستمر زواجهما حوالى السبع سنوات حتى انفصلا فنيا وواقعيا عام 1952. وقيل إن أنور كان يغار من شهرة ليلى حتى أنه كان يصر على كتابة اسمه على الأفيش قبل اسمها وطالبها عدة مرات بالاعتزال.
ليلى فوزى
يظن البعض أن ليلى مراد هى الحب الحقيقى فى حياة وجدى لكن الحقيقة أن ليلى فوزى هى من كانت، حيث التقيا سويا فى ثالث الأعمال التى جمعتهما فى فيلم "من الجانى" عام 1944 حينها بدأ أنور يشعر بانجذاب هائل ناحية ليلى فوزي، ولم يكن يستطيع أن يصارحها لأن ليلى كان والدها لا يفارقها أثناء التصوير، ولم ينتظر أنور طويلاً فلجأ إلى حيلة ليلتقى بها، حيث طلب من أحد أصدقائه أن يتصل بوالدها على تليفون الاستوديو وعندما خرج والد ليلى اندفع أنور ناحيتها ليخبرها بمشاعره وعندما تأكد أنها غير مرتبطة عاطفياً ذهب إلى منزلها ليخطبها من والدها، فى ذلك الوقت قد ظهرت ليلى فوزى فى حوالى 11 فيلما سينمائيا بينما كان أنور وجدى لايزال يتنقل بين الأدوار الثانية وعندما تقدم لطلب يدها رفضه والدها وزوجها لعزيز عثمان الذى يكبرها بحوالى 30 عاما.
ثم دارت الأيام وطلقت ليلى فوزى من عزيز عثمان كما تم الطلاق بين أنور وجدى وليلى مراد فكانت عودة الحب بينهما والزواج أخيرا بعد أن التقيا مرة أخرى عام 1954 لتصوير فيلم "خطف مراتى" مع صباح وفريد شوقى. ورغم مرض أنور وجدى الذى ظهر فى بداية عام 1954 طلب أنور من ليلى أن تسافر معه فى رحلة علاجه إلى فرنسا، وهو ما حدث بالفعل وبمجرد وصولهما إلى باريس فاجأها أنور باصطحابها إلى القنصلية المصرية حيث تم زواجهما هناك وكان هذا فى 6 سبتمبر 1954، وهو الزواج الذى كان ثمرة علاقة حب بدأت منذ سنوات طويلة، ولكن تشاء الأقدار أن يرحل أنور وجدى بعد أن اشتد عليه المرض بعد حوالى 4 أشهر فقط من الزفاف.
ليلى فوزى قالت عن زواجها بأنور فى إحدى الحوارات الصحفية "تم زواجنا فى العاصمة الفرنسية باريس، ودعوت فيه موظفى السفارة المصرية هناك، وحضر زواجنا فريد الأطرش وسليمان نجيب، اللذان جاءا من مصر خصيصاً، وعشت مع أنور أربعة أشهر من أجمل أيام عمرى".