لا يخلو مهرجان في العالم من سلبيات ولا تمر دورة في أي مهرجان إلا ولها مؤيدون ومعارضون ولكن في النهاية يشكل الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية وإيجابية والدورة المنقضية من المهرجان القومي للمسرح المصري كان بها الكثير من الإيجابيات والقليل من السلبيات التي نرصدها ..
تأتي أولي الإيجابيات في المهرجان في رفع قيمة الجوائز وزيادة ميزانية المهرجان فقد زادت قيمة الجوائز ثلاثة اضعاف الدورة السابقة وتنازل اعضاء اللجنة العليا بالمهرجان عن أجورهم لرفع قيمة الجوائز وهذه إيجابية يجب ان نشكرهم عليها لأنهم انتصروا للمسرح رغبة في إسعاد الفائزين بالجوائز .
صفاء ابو السعود
ومن إيجابيات الدورة الـ 12 ايضا وجود السجادة الحمراء في حفلي الافتتاح والختام وهي تقام للمرة الأولي وأشاد بها كل حضور المهرجان حيث انها صنعت شكلا احترافيا للمهرجان وكانت مناسبة لتوافد الكثير من النجوم الذين حضروا المهرجان ففي الدورات السابقة كان يعاني المهرجان القومي للمسرح من مقاطعة نجوم الفن والمسرح له .
جوائز في حفل الختام
اختيار اللجنة العليا للمهرجان برئاسة النجم أحمد عبد العزيز لقائمة المكرمين كانت جميعها في محلها ولا يوجد مكرم سواء من النجوم الأحياء أو الراحلين لا يستحق التكريم بل أن تكريم الفنان الكبير توفيق عبد الحميد كان أهم إيجابية في المهرجان حيث ان هذا الفنان من النجوم المنسية في التكريمات برغم عطائه وإبداعه في المسرح وبقية المكرمين جميعهم يستحقون بلا جدال مثل الفنان القدير لطفي لبيب والمخرج الكبير محسن حلمي والنجم الكبير يوسف شعبان والكاتب الكبير يسري الجندي وحتي أسماء النجوم الراحلين جميعهم افنوا عمرهم في المسرح وقدموا الكثير من الاعمال والتجارب المهمة مثل محمد نجم في مسرح القطاع الخاص ومحمود الجندي وفاروق الفيشاوي ومحسنة توفيق والراحل فؤاد السيد أحد رجالات المسرح القومي .
تقسيم مسابقات المهرجان لخمس مسابقات حدث فيها مناقشات كثيرة وجدل كبير لكنها تعد ضمن الإيجابيات لعدة أسباب اولها العدالة في التسابق فلا يعقل أن تتنافس جهات إنتاجية ضخمة ولها ميزانيات كبيرة مع عروض لمسرح الشباب ومسرح الجامعة والفرق المستقلة ومسرح الطفل فالتقسيم جزء من توفير العدالة حتي يأخذ كل مبدع حقه في التنافس ويكون التنافس متوفر فيه مبدأ التكافؤ .
حفل الختام
تخصيص مسابقة خاصة لمسرح الطفل وذوي الهمم نقطة إيجابية جدا ونواة لتخصيص مهرجان خاص بمسرح الاطفال علي غرار مهرجانات السينما الخاصة بمسرح الطفل فالاهتمام بمسرح الطفل يصنع جيلا مسرحيا فيما بعد لديه وعي وفكر ودائما تبدا نهضة المسرح من خلال مسرح الاطفال فكل الفنانين الذين يلمع نجمهم في المسرح حينما تسالهم عن بداياتهم يرجوعك لمسرح الطفل الذي شاركوا فيه او شاهدوه وهم صغار كما أن الجمهور وإقباله علي العروض المسرحية وإعادة عرض بعض الاعمال في اليوم الواحد لأكثر من مرة يعد نجاح للمهرجان في اختيارات عروضه .
تخصيص مسابقتين للتأليف المسرحي باسم الكاتب الكبير لينين الرملي وأخري للنقد المسرحي باسم الدكتور والناقد الكبير فوزي فهمي أحد اهم الإيجابيات في الدورة الـ 12 حيث ان هذه الخطوة تشجع الكاتب المصري علي التاليف والكتابة للمسرح كما تشجع الناقد علي التميز في الكتابات والدراسات النقدية وفي نفس الوقت هي تكريم لعظيمين من عظماء المسرح المصري هما الكاتب الكبير لينين الرملي والناقد الكبير الدكتور فوزي فهمي .
الفرجة علي وجوه الجميع
من ضمن إيجابيات المهرجان في دورته المنقضية ايضا الإصدارات فقد اصدر المهرجان 20 كتابا منها 16 كتابا عن المكرمين سواء الأحياء أو الراحلين و4 كتب أخري أرخت لتاريخ المسرح المصري وناقشت همومه وأزماته وجميع هذه الكتب ألفها كبار كتاب المسرح ونقاده .
أما لو تحدثنا عن السلبيات فسنجد أنها تنحصر في تغيرات في الجدول الخاص بالعروض ووجود أكثر من جدول مما شتت الجمهور في تحديد أماكن ومواعيد العروض المسرحية وأيضا إلغاء عدد من العروض المسرحية لأسباب مختلفة ربما تكون خارجة عن إدارة المهرجان ومنها مثلا مرض بطلة عرض للاطفال فاضطرت ادارة المهرجان الي استبعاد العرض وعرض آخر " البؤساء " تم الغائه بسبب عطل فني في المسرح وأعيد عرضه في يوم آخر تم تحديده .