تحولت فى الفترة الأخيرة شوارع محافظات الصعيد إلى أستديوهات تصوير لبعض الأعمال الفنية الجديدة سواء برامج التوك شو الساخرة أو المسلسلات الدرامية التى انتشرت بشكل كبيرة على قنوات يوتيوب، يأتى ذلك بعد انتشار العديد من المسلسلات الفنية الكبرى والتى تناولت المجتمع الصعيدى من زاوية تجارة السلاح والمخدرات وقضايا الثأر والتنقيب عن الآثار من مكوناته الأساسية ليصبح الصعيد بطل الدراما من حيث الاهتمام والشغف لدى الجمهور لكثرة الصراعات القائمة طوال المسلسلات الفنية مما جعل سكان محافظات الصعيد فى حالة حزن دائمة منذ سنوات دون الاهتمام من قبل كتاب الدراما فى تسليط الضوء على إيجابيات المجتمع الصعيدى.
يقول عدد من شباب محافظة المنيا إن التصدى للأعمال الفنية التى تشوه صورة الصعيد ليس أمرا سهلا خاصة بعد ظهور جميع محافظات الصعيد بالبؤر الاجرامية المتنوعة ما بين القتل وتجارة السلاح والمخدرات لتبقى فكرة المشاهد محملة بالابتعاد عن أبناء الصعيد مهما حاولت إقناعه بأنها أعمال فنية قد يكون أغلبها من وحى الخيال ولا تستطيع إقناعه بعادات وتقاليد الصعيد الحقيقية التى فشلت الدراما فى التعبير عنها بالشكل الصحيح بقصد أو بدون لتأتى فكرة التمثيل وبرامج التوك شو بين شباب الصعيد مما ساعد فى ظهور مواهب شبابية قادرة على تقديم محتوى فنى هادف وصريح للرد على أعمال الدراما الجديدة بعدما شوهت الكثير من عادات وتقاليد الصعيد.
وفى محافظة سوهاج كان برنامج "من سيربح المليون مليم" قد حقق نجاحا كبيرا بين أبناء سوهاج خاصة بعد تقديمه بشكل محترف يساعد فى تخيف ضغوط الحياة لدى الموطنين وتحدثهم أمام الكاميرا بشكل طبيعى دون رهبة، وتعتمد فكرة البرنامج على مجموعة من الأسئلة المتنوعة من بين التاريخ والنكت المضحكة أثناء لقاء مذيع البرنامج مع المواطنين مما دفع الشباب وكبار السن بمحافظة سوهاج فى مساندة هذه البرامج الذى اعتبره البعض منهم بأنه أفضل من الدراما المصرية التى تظهر محافظة سوهاج فى ثوب إجرامى ويجب علينا تغيير هذا المفهوم وإظهار الصورة الحقيقية لمحافظات الصعيد التى لم تنج من ظلم الدراما لها.