أصعب لحظة فى حياتنا هى رحيل من نحب، سواء كان بالموت أو السفر، وربما بالموت أصعب، فمجرد تخيلنا عدم وجود روح من نحب شعور سيئ لا يوصف وصدمة كبيرة تصيبنا، وهكذا كانت صدمة وفاة المطربة والفنانة المبدعة منيرة حمدى التى نعاها كل من يعرفها بمرارة وألم لما كانت تتمتع به من حب لزملائها ووفاء وإخلاص لفنها.
منيرة حمدى كانت عاشقة لمصر وترابها وفنها ولم تبعد عنها مطلقا، فدائما كانت حاضرة فى كل المناسبات والحفلات، فهى الصوت الملائكى الحنون الذى ترتاح نفسيا عندما تسمعها وكأنك سمعت صوتا جاء من الجنة.
منيرة كانت عاشقة لأم كلثوم وعبد الوهاب وكل التراث الغنائى المصرى، ودائما كانت تدندن أغانى كثيرة لعظماء الغناء عندما تقابل فنانا مصريا، ودائما فى حفلاتها كانت تنتقى اغانى مصرية لغنائها، بجانب غنائها الأغانى التونسية الجميلة التى قدمتها عبر مشوارها.
منيرة حمدى ما زال رحيلها يشكل أزمة كبيرة فى الوسط الفنى العربى، فكل نجوم الفن والطرب فجعوا برحيلها، وكتب الجميع ينعيها بأصدق العبارات التى لن توفيها حقها فهى كانت كالنسمة وكالفراشة وكباقة الزهور التى تفوح عطرا رحمها الله، فقد تركت أثرا طيبا وذهبت إلى ربها بقلبها الطيب وروحها الحلوة.
كما نعاها النجم التونسى صابر الرباعى قائلا: "منيرة حمدى جمعت اللطف والاحترام والفن الراقى، خلال مسيرتك الفنية كنت مظلومة، لكن عزاءنا الوحيد هى أغانيك التى سوف تبقى معنا، رحمك الله ورزق أهلك وذويك جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون".
يذكر أن الراحلة منيرة حمدى من مواليد محافظة "باجة" شمال غرب تونس، وبدأت حياتها الفنية من خلال برنامج "نادى المواهب"، وخلال مسيرتها حصلت على العديد من التكريمات والجوائز، حيث كرمها الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على فى العام 2003.
كما شاركت الراحلة حمدى فى حفل الافتتاح فى مهرجان قرطاج الدولى عام 2001، ونالت العديد من الجوائز، منها الجائزة الأولى فى مهرجان الأغنية العربية عام 2004.