كأنه مبعوث من الزمن الجميل ليهدينا نفحات من جماله وإبداعه ..تحمل عينيه عمقا وحزنا وحنينا ومخزونا من الفن لم يفيض بعد بكل ما فيه، رغم أنه أبهر الجميع بأعماله وحفر اسمه مع عمالقة الفن ومبدعيه، وامتلك مخزونا من المحبة فى نفوس الملايين، ظهر عندما طل على جمهوره بعد 10 سنوات من الغياب أثناء تكريمه فى المهرجان القومى للمسرح المصرى فاستقبله الجمهور بفيضان من المحبة وعاصفة من التصفيق والهتاف.
إنه الفنان الكبير توفيق عبدالحميد الذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده حيث ولد فى 18 سبتمبر من عام 1956.
عزيز المصرى فى مسلسل حديث الصباح والمساء، والشيخ محمد عبده فى مسلسل قاسم أمين، والدكتور رياض فى أين قلبى، وكمال أبو العزم فى حضرة المتهم أبى، وحسن عوف فى كفر عسكر وغيرها عشرات الأدوار التى فاض علينا فيها من بعض إبداعه خلال فترة وهج فنى لم تتجاوز 10 سنوات، سبقها 20 عاما من المعاناة فى فترة أسماها بعنق الزجاجة ، وتلاها ما يقرب من 10 سنوات ابتعد خلالها عن الأضواء لكنه لم يبتعد عن قلوب ووجدان جماهيره التى استقبلته استقبالا يليق بفنان صادق مخلص.
وخلال أعماله شارك توفيق عبدالحميد كبار نجوم الفن وقدم معهم مباريات فنية أمتعت الجماهير وكان على قدر النجومية والإبداع الذى يوازى هذه القامات ومن هؤلاء النجوم الزعيم عادل إمام و نور الشريف وسعيد صالح وفاروق الفيشاوى، فضلا عن عدد من عمالقة الزمن الجميل ومنهم تحية كاريوكا وهدى سلطان وعماد حمدى وغيرهم.
ومنذ بداياته لفتت موهبة توفيق عبدالحميد كل أساتذته وزملائه ، فعندما شارك الفنان سعيد صالح فى مسلسل أوان الورد صالح قدم عددا من أروع المشاهد التى جمعتهما معا ، ولفتت هذه المشاهد وهذا الانسجام الذى حدث بين عبدالحميد وسعيد صالح انتباه الزعيم عادل إمام الذى شاركه بعدها فيلم " طيور الظلام".
وفى حواره مع برنامج صاحبة السعادة أشار الفنان الكبير توفيق عبدالحميد إلى تشبيه بليغ قاله له الزعيم عادل إمام.
وقال عبدالحميد :"عندما شاركت الزعيم عادل إمام فى فيلم طيور الظلام قال لى تعليقا لن أنساه ".
وتابع:" عادل إمام قال لى :انت عارف عملت إيه فى المشاهد اللى بينك وبين سعيد صالح فى أوان الورد؟، انت كنت عامل زى الزبدة اللى بتتحط على التوست علشان يتحط فوقيها الكافيار".
وضحك توفيق عبدالحميد قائلا:"أنا فعلا كنت باعمل كده ، لأنى كنت حريص أن أساعد سعيد صالح فى صنع الضحكة ، علشان ينور وأنا معاه ، فالتمثيل لعبة جماعية واذا لم يحدث هذا الهارمونى الدنيا تبوظ ، لأن الممثلين فى العمل الفنى مثل فريق الكرة والهدف يصنعه كل الفريق وليس اللاعب الذى يحرزه فقط".