"الحب كله ع الحب مش عارفة أقوله"، ما إن تستمع لهذه الكلمات ولو صدفة حتى تكمل بقيتها بشكل تلقائى "حب إيه اللى انت جاى تقول عليه، انت عارف قبله معنى الحب إيه؟ هاا ؟"، فما بالك لو جربت الاستماع لرائعة كوكب الشرق بصوت لبنانى أصيل، على طريقة الفنانة ريما خشيش، والتى خطفت قلوب جمهورها المصرى بحفلة عودتها للقاهرة بعد غياب، عبر مسرح الجنينة فى حديقة الأزهر.
اللقطة الأولى.. صمت
الحفلة كانت كومبليت حتى قبل موعدها بأكثر من أسبوعين، والصمت كان العنوان الأبرز فى الحفلة نفسها، هدوء تام فى حضرة ريما، وكأنك رجعت بالزمن لأيام الزمن الجميل وتحضر إحدى حفلات أم كلثوم - مع فرق المقارنة بالطبع - لا هتافات ولا رغى بين الحضور ولا أحد يقاطعها وهى تغني، والكل يستمع بإنصات حتى لكل صولو من صولوهات الموسيقيين الأربعة الذى رافقوها فى الحفلة، بين الكونتارباص والكلارينيت والدرامز والجيتار، واستمر الوضع لأكثر من ساعة ونصف من عمر السهرة، والأداء الغنائى نفسه لخشيش اتسم بالهدوء التام والبساطة، دون انفعال ولا اصطناع طبقات صوتية، ربما حدث بعض الملل فى نصف الحفلة، لكن سرعان ما كان تريما تلحق الوضع بأغنية أكثر حماسة.
من الحفلة
اللقطة الثانية.. الحب الحب
تنقلت ريما بين أغانى ألبوماتها القديمة والجديدة، بداية من "فلك" و"من سحر عيونك" وروائع ام كلثوم وحتى ركزت فى النصف الأخير من الحفل على أغنيات ألبومها الجديد "وشوشني" والذى ظهر للنور أكتوبر الماضي، لكن رغم اختلاف تيمة معظم تلك الأغانى وحملت كل واحدة حالة جديدة لكن ظلت جملة "الحب ياريما" تستمر طوال الحفل تقريبًا بين كل أغنيةو التانية، إذ تعتبر أغنية "الحب" أشهر أعماله خشيش وأكثرها استماعًا على الساوند كلاود، وكل مرة كانت تماطل الجمهور وتقولهم حاضر هغنيها بعد شوية، وتقوم بغناء أغنية اخرى، حتى استكانت له فى النهاية، وأصر الحضور أيضًا على سماعها فى نهاية السهرة، عندما أعلنت "دى آخر أغنية ومبسوطة جدًا بيكو"، لتفتح مناقشة لاختيار آخر تراك تلعبه، وكانت الأغلبية بالطبع "الحب" ولكنها أسكتت الجميع بجملة "هغنيلكو لفيروز".
رغم أن المود العام فى الحفلة هادئ جدًا، ومما زاد الأمر التكوينة البسيطة لفرقة الموسيقيين، الكوارتيت المعتمدة على تيمة البساطة والإكوستيك وتعتمد أكثر على صوت وأداء ريما كى تعلى الريتم شوية، لكن هذا لم يمنع خشيش من كسر تلك احالة بين كل أغنتية وأخرى بتفاعل مع الحضور أحيانًا بهزار على معانى بعض الأغانى مثل أغنيتها الجديدة "ليش رجعت"، والتى تحكى قصة فتاة مترددة بين كون حبيبها وحشها ونفسها ترجعله وتقول له فيما معناه "ماتيجى بقى انت فين" وعندما يعود تقول له "انت رجعت ليه"، ليضحك الجميع حول معنى الأغنية قبل أن تغنيها ريما بصوتها، كما زادت الحماسة مع جو أغنية "شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك.. ماتحط راسك بين الروس لا تقوللى لا خيار ولافقوس"، والتى أكلمها الحضور بصوته، كما استمر الوضع مع رائعة "أهو ده اللى صار"، والتى اكتفت فيها ريما بتأدية أول كوبليهات وأكمل الجمهور الباقي، حتى وصلت لمشهد الختام، بأدائها إحدى أغنيات ألأبوم "وشوشني" وما أن انتهت قالت للجمهرو "كده خلصنا" وفاجأ عزاف الكلارينيت الهولندى مارت الحضور بكلمة "يللا باي" ليضحك الجميع حتى قالت ريما "خلاص هنغنيلكو أغنية تانى ونمشي".