ام كلثوم
وأشار الكاتب إلى أنه استمع إلى أحد مقرئى القرآن المعروفين وهو يغنى أغنية عبدالوهاب القديمة «فى البر لم فتكم فى البحر فتونى»، مؤكدا أنه تمنى وقتها لو كانت هناك فرقة موسيقية تصاحبه وآلة تسجيل ليسجل له ما غنى.
وتساءلت الكواكب ماذا كان سيحدث لو استمرت أم كلثوم فى محاولتها تجويد القرآن الكريم، مشيرة إلى أن كوكب الشرق قامت بهذه المحاولة فى أحد أفلامها السينمائية وسجلتها للإذاعة وأنها نالت إعجاب كل من استمع لها وهى ترتل القرآن فى هذا التسجيل، وتساءلت المجلة عن سبب منع إذاعة هذا التسجيل وهل اعتبرته حراما؟.
وأشارت المجلة إلى أن الشيخ على محمود كان يرتل القرآن ويغنى بمصاحبة الآلات الموسيقية، كما أن الشيخ محمد الفيومى يغنى بمصاحبة تخت موسيقى.
وطرح الكاتب سؤالا يقول فيه: ماذا لو أن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد خلع عمامته وجبته أو لم يخلعهما ووقف أمام ميكرفون الإذاعة بدلًا من أن يجلس على أريكة كما تعود ووقفت خلفه فرقة موسيقية وبدلًا من أن يرتل القرآن غنى؟، وماذا لو فتحنا الراديو فوجدنا المذيع يقول نستمع إلى عبدالحليم حافظ يرتل آيات بينات من القرآن الكريم؟
عبد الحليم
وأدرك كاتب التحقيق أن القراء قد يستاؤون من سؤاله، واستدرك مؤكدًا أنه سأل فى هذا الموضوع المقرئين وأهل الدين والمطربين والمطربات وأهل الفكر.
وأن الشيخ أحمد الشرباصى الأستاذ بالأزهر، أكد أن كلًا من المقرئ والمطرب يحتاج إلى تدريب، ومن الممكن لكل منهما أن يغير وجهته فيحاول المغنى أن يرتل القرآن بقواعده الموروثة ويحاول المقرئ أن يردد الأغنية، موضحًا أن هذه المحاولة تحتاج وقتا ومجهودا وتدريبا، وأن هناك علما يسمى بعلم الموسيقى القرآنية، وأنه من صميم الموسيقى، ويوجد مثل هذا العلم فى قواعد الغناء، وأن الترتيل فن أصيل من الفنون التى لها قواعدها الموسيقية.
وأشار الشيخ الأزهرى فى إجابته عما إذا كان يجوز لمرتل القرآن أن يغنى إلى أن الغناء يتوقف على موضوعه إن كان كريما نبيلا فليس هناك مانع يمنع مرتل القرآن من أن يغنى، وليس هناك مانع من أن يستمع لترتيل القرآن والغناء من شخص واحد، مشيرًا إلى أنه لا مانع من أن يغنى قراء أفاضل أمثال الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى والشيخ الحصرى ويفضل أن يغنى أى منهما نشيد «الله أكبر فوق كيد المعتدى، أو دع سمائى». وأكد الشيخ الشرباصى أنه لا يرى مبررا فى منع تسجيل أم كلثوم الذى ترتل فيه القرآن طالما يتوافر فيه قواعد الترتيل والتجويد، مشيرا إلى ان الإذاعة كانت تخصص إذاعات لسيدات يرتلن القرآن.
فريد
فيما رأى الشيخ عبدالباسط عبدالصمد أن تحول المقرئ من ترتيل القرآن إلى الغناء فيه شىء من عدم اللياقة، فضلا عن أنه يحتاج تدريبا ودراسة، مؤكدا أن هذا الأمر بعيد كل البعد عن الحرمانية ولكنه يعود للعادات والتقاليد.
وقال الشيخ عبدالباسط أنه متأكد من أن الكثير من المطربين يرتلون القرآن ولكنهم لن يجيدوه كالمقرئين، مضيفا: «إدى العيش لخبازه ولو ياكل نصه»، وأنه لو تمرن من صغره على الغناء كان سيصبح مطربا ناجحا ولكنه تعلم وحفظ القرآن ليصبح مقرئا.
وأضاف: «فى خلوتى أردد بعض الأغنيات لعبدالحليم وعبدالوهاب»، مؤكدا أنه من عشاق أم كلثوم ولكنه لن يخلع الجبة والقفطان ليقف وخلفه فرقة موسيقية ويغنى ظلموه لأنه سيفشل فشلا ذريعا».
محمود الحصرى
وهو ما أكده الشيخ مصطفى إسماعيل قائلا: «إنه لن يتحول من مقرئ إلى مطرب ولو فرشوا لى الطريق ذهبا وجواهر»، مؤكدا أنه ليس هناك حرمانية فى ذلك، ولكن الأمر يرجع إلى الذوق والاستعداد والتمرين.
فيما قال عبدالحليم حافظ إنه متأكد أن عبدالباسط عبدالصمد لن يفشل إذا تحول من مقرئ إلى مغن لأنه صاحب صوت جميل.
وأكد العندليب أنه يتمنى من كل قلبه أن تسمح له الإذاعة بترتيل القرآن وأنه تعود فى كثير من الليالى أن يجلس مع نفسه ليرتل القرآن وكثير ممن سمعوه أعجبوا به، وأكدوا صلاحيته لترتيل القرآن.
مصطفى اسماعيل
فيما قال فريد الأطرش، إن المقرئون يتميزون بالنفس الطويل والصوت الرخيم والإحساس المرهف والأذن الموسيقية، ولكن مهما كان الصوت جميلًا فإنه يحتاج لتدريب وتمرين سواء ليتحول المقرئ إلى مغن أو العكس، وأنه لا يمكنه هو أو عبدالحليم أو عبدالوهاب أن يرتلوا القرآن دون تدريب، وكذلك لا يستطيع كبار المقرئين الغناء دون تدريب.
وقال إحسان عبدالقدوس إن الفن لا يتعارض مع الدين وأن كل من يسمع الشيخ عبدالباسط يؤكد أن البحة التى يحملها صوته بحة مطرب، وأنه كثيرا ما سمع مقرئين يغنون ومطربين يرتلون، وأكد الأديب والكاتب إحسان عبدالقدوس، أنه طالب بتلحين القرآن وطالب الإذاعة بأن تسمح للمقرئين بالغناء.
مصطفى الشعشاعى