فى عصرنا؛ لم تعد البندقية والصاروخ سلاح غزو الشعوب عكس ما شهدته حروب البشرية على مر الأزمنة، فالدول الغازية اتجهت إلى استثمار الأموال التى تنفق فى الأسلحة والحفاظ على أرواح جنودهم واتجهت إلى غزو العقول فهذا أكثر تأثيرًا وأوفر إنفاقًا، والمتابع لحال صناعة السينما والدراما فى العالم نجد أن أمريكا احتلت دول العالم عبر أفلامها ومسلسلاتها، وفرضت ثقافتها على أكثر الدول عداء لها دون أن تضحى بجندى أو تطلق صاروخا فى الهواء، وشرعت دول أخرى فى أن تحذو حذو الولايات المتحدة الأمريكية، أولها تركيا التى تحلم بإعادة الإمبراطورية العثمانية من جديد عبر الدراما التركية التى غزت الدول العربية فى السنوات الأخيرة عبر القوى الناعمة.
فلا نبالغ حين نقول إن مصر سبقت هوليوود فى السينما وبدأت علاقتها بالصناعة فى نفس الوقت الذى بدأت فيه فى العالم، فكان أول عرض سينمائى تجارى فى العالم فى ديسمبر 1895 وتحديدا فى باريس، وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائى فى مصر بالإسكندرية، ولهذا لن تجد تركيا بلدًا تبدأ من خلاله مخططها أفضل من مصر، فإذا غزت القاهرة ثقافيا كان أمر السيطرة على بقية العواصم العربية سهلا، لكن قد لا يدرك الأتراك أن فناناً مصرياً مثل، فريد شوقى، تصدر "أفيشات" الأفلام التركية فى ستينيات القرن الماضى، وكان الجمهور التركى يحجز مقعده فى السينما لمشاهدة وحش الشاشة وذلك فى بطولة أفلام من إنتاج تركى مصرى مشترك، وحينها، كان تُصنَع من الفيلم نسختان، إحداها مصرية، والأخرى تركية، تتم فيها دبلجة صوت "وحش الشاشة" باللغة التركية.
كان المخرج اللبنانى من أصول تركية "سيف الدين شوكت" هو صاحب فكرة الخروج إلى تركيا بعد نكسة 1967وتقديم أعمال سينمائية مشتركة تضم ممثلين من العرب والأتراك. وكانت البداية من إخراجه فيلم "غرام فى إسطنبول" من بطولة الكوميديان السورى دريد لحام، ونهاد قلعي، إضافة إلى ممثلين من تركيا مثل "سيفدا نور"، و"أورغن غوكنار"، و"لطفى أنجان".
حقق "غرام فى إسطنبول" نجاحا فى تركيا وكان "فريد شوقى" واحد من المتحمسين للمشاركة فى السينما التركية إنتاجا وتمثيلا مستغلا ثقله الفني، وسيرته السينمائية الحاشدة، وفى عام 1968، ظهر ملك الترسو فى 6 أفلام تركية دفعة واحدة، وكان مساهما فى إنتاج كثير منها، إضافة إلى اعتماده على السيناريست المصرى عبد الحى أديب فى تأليفها.
كان أول تلك الأفلام "خمس نساء مثيرات" من بطولة النجم التركى جونيت أركين، والنجمة هوليا دارجان. وظهر فيه ممثلا مساعدا. والثانى فيلم "البحث عن عريس". أما الفيلم الثالث وهو الأهم، فهو فيلم "جميلة"، والذى عرب عنوانه إلى "عثمان الجبار"، وشارك فريد شوقى فى بطولته مع النجم التركى مراد سويدان والنجمة التركية الأهم فى ذلك الوقت "هوليا كوتشيت".
حقق فيلم "عثمان الجبار" نجاحا غير مسبوق فى دور العرض التركية. وذاعت شهرة فريد شوقى تحديدا بين الأتراك بسبب ذلك الفيلم، نتيجة لإعجابهم بقدراته التمثيلية كنجم "أكشن" وبلغ نجاح وحش الشاشة بسبب "عثمان الجبار" أن حصل عن دوره فى الفيلم، على جائزة البرتقالة الذهبية كأفضل ممثل مساعد فى مهرجان أنطاليا السينمائى العام 1969. ليكون أول ممثل أجنبى يحصد الجائزة فى المهرجان الأهم بــتركيا.
وظل فريد شوقى يقدم الأفلام التركية لأكثر من 10 سنوات ونالت شهرة وانتشاراً واسعاً فى تركيا، تعادل مثيلتها فى العالم العربي.
أفلام فريد شوقى التركيّة
ومن أهم أفلام فريد شوقى التركية: فيلم "مغامرات فى إسطنبول" عام 1965، مع فريدة، رأفت طرنزاي، وتأليف عبد الحى أديب، وإخراج سانر.
فيلم "شيطان البوسفور" عام 1968، مع الممثلة التركية المشهورة، هوليا ومراد سويدان، وتأليف عبد الحى أديب، وإخراج نيازى مصطفى.
فيلم "bir damat araniyor" عام 1968 مع طروب ومعنقد إيسن، وتأليف وإخراج المخرج التركي، هولكى سانير.
فيلم "عثمان الجبار" عام 1968، مع هوليا كوتشيت، تأليف عبد الحى أديب، وإخراج عاطف يلمز.
فيلم "turist omer arabistanda" عام 1969، البطولة مع مهمت على و نصر سيف، وإخراج هولكى سانير.
فيلم "رجل لايعرف الخوف" عام 1969، البطولة مع رحا يرداكول، وتأليف عبد الحى أديب، وإخراج ماتين أركسان.
فيلم "eyvah" عام 1970، البطولة مع يوسف شعبان وإيفا بندر، وتأليف عبد الحى أديب، وإخراج ماتين أركسان.
فيلم "makber" عام 1971، البطولة مع أنجين صغلار وأيميل ساين، وإخراج ماتين أركسان.
فيلم "الصعلوك" عام 1972، البطولة مع جونل هانسى وأحمد سليمان، وتأليف عبد الحى أديب، وإخراج يلمز كوني.
فيلم "غوار لاعب كرة" عام 1973، وهو فيلم مصرى سورى تركي، البطولة مع دريد لحام، أرول وفاهى يوز، تأليف نهاد قلعي، وإخراج عاطف يلمظ.
فيلم "babalarin gunahi" عام 1973، البطولة مع سونا كسكين وسيمرا سار، وإخراج مهمت إسلان.