أحدث السويسرى رينيه فايلر المدير الفنى للأهلى طفرة فى مستوى الفريق الأحمر منذ توليه المهمة ونجح فى تطوير الأداء الهجومى للفريق الأحمر، الذى تمكن من تسجيل 19 هدفا فى 6 مباريات خاضها المارد الأحمر بثلاث بطولات مختلفة تحت قيادة المدرب السويسرى.
كما ساهم فايلر في تطوير أداء الأهلي الدفاعي، حيث لم تستقبل شباك المارد الأحمر سوى 3 أهداف فقط منهم هدفان من ركلات جزاء، وتبين لغة الأرقام حجم التطور الذي أحدثه فايلر في قيادة الأهلي، وتطوير أداء عدد من اللاعبين أبرزهم الجناحين رمضان صبحى وحسين الشحات.
وفي النظر إلى طريقة تعامل فايلر مع المباريات، يبدو أنه يميل لمدرسة التحديث والابتكار المستمر وعدم الميل إلى الأداء الارتجالي والاعتماد على أسلوب محدد ونمطي في الأداء، بل يعتمد على أكثر من خطة للتعامل مع المنافسين، كل مباراة حسب ظروفها المحيطة بها، وهو ما ظهر في كل مباراة.
ويبقى أمام فايلر اختبار قوي وصعب في لقاء القمة المحدد لها يوم 19 أكتوبر الجاري ضمن منافسات الجولة الرابعة من عمر الدوري، وهي الاختبار الثاني الصعب في مشواره بعد نجاحه في الاختبار الأول بالسوبر، بفضل ذكائه التكتيكي والخططي.
عوامل كثيرة ساهمت في نجاح فايلر باختياره الأول ضد الزمالك في موقعة السوبر، بعدما درس المنافس جيدا وعلم بواطن القوة والضعف في صفوفه، وارتكز على الخطة المثلى التي تمكنه من خطف المباراة مع تجهيز لاعبيه نفسيا وذهنيا لتلك المواجهة بشكل صحيح، وهو ما ظهر في الحالة الذهنية التي كان عليها لاعبي المارد الأحمر طوال المباراة، رغم أن ظروف قهرية بعد إصابة ثنائي قلب الدفاع محمود متولي وياسر إبراهيم، إلا أن الخلطة التي أجراها المدرب السويسري أتت بثمارها وكانت نتيجتها التتويج بأولى ألقابه مع المارد الأحمر.
كما ساهم في نجاح فايلر بالاختبار الأول فكرة الدهاء التكتيكي في منع إدارة الأهلي بالاتفاق مع المدرب السويسري من إذاعة مباراة الفريق الأحمر الافتتاحية ضد كانو سبورت في ذهاب دور الـ32 لدوري أبطال إفريقيا، وما تبعها من آثار إيجابية على الأهلي وأخرى سلبية على الخصم بسبب حالة الغموض على أداء المارد الأحمر تحت قيادة فايلر، وهو ما تسبب في مفاجئة الصربي ميتشو المدير الفني للزمالك، الذي لم يتمكن من التعامل مع الفيضان الهجومي للمارد الأحمر في الشوط الاول للمباراة، ولم يتمكن من الاستفادة من ظروف الإصابات التي ضربت الخط الخلفي للأهلي خلال الشوط الثاني.
والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف سيفكر فايلر في التعامل مع القمة الثانية له بقيادة الأهلي، والتي تحتاج خطط جديدة وفلسفة مختلفة عن قمة السوبر من أجل الانقضاض على الفارس الأبيض ومواصلة مشوار الانتصارات المتتالية للأحمر تحت قيادته، وتكريس عقدة الغريم التقليدي.
يميل فايلر بشكل عام للتنويع الهجومي، والذي يعتمد على الضغط الهجومي المكثف ونقل اللعب في وسط ملعب المنافس وجره لوضعية الدفاع بدلا من الهجوم على خطوطه، ووضع الخصم تحت ضغط طوال الـ90 دقيقة، لإيمانه التام أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، كما أن الاستحواذ على الكرة والتمرير من لمسة واحدة وبحركة سريعة سيمنح الأفضلية لفريقه ويصعب من مهمة الخصم في استعادة الكرة.
كما يميل فايلر إلى تغيير مراكز اللاعبين بحيث لا يتقيدون بمحيط أو منطقة معينة داخل الملعب في تحركاتهم وهو ما ظهر في تغيير تحركات حسين الشحات ورمضان صبحي ومنحهم تكليفات بالدخول إلى عمق الملعب وصناعة جمل خططية من العمق بدلا من الاعتماد على الأطراف فقط في اختراق دفاع المنافسين.
ومن ضمن خطط فايلر مع الأهلي أنه يميل للتقدم الدفاع لأجل تضييق الخناق على المنافسين في بناء هجمات خطرة، مع ضبط مصيدة التسلل التي من شأنها تحد من انطلاقات لاعبي الخصم في خلف الدفاع وحتى لا ينفرد بمرمى الشناوي.
عقل فايلر الخططي يحمل الكثير من الخطط في التعامل مع الخصوم، وهو ما يجعل التكهن بخطة اللعب التي يعتمد عليها الأحمر في المباراة صعب، خاصة أنه لا يميل للطرق التقليدية في اللعب ويعتمد على التنوع في الخطة والتحرك وأسلوب اللعب، بما يضمن له تحقيق أهدافه المرجوة في إنجاح تجربته ومواصلة قطار الانتصارات الحمراء.