أقيمت اليوم، على هامش فعاليات الدورة 35 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، ندوة لتكريم الناقد الراحل أحمد رأفت بهجت فى حضور عدد من النقاد وصناع السينما وبحضور رئيس المهرجان الناقد أمير أباظة، ورامى أحمد رأفت بهجت، وأدار الندوة الناقد أشرف غريب.
فى البداية أكد الأمير أباظة رئيس المهرجان ان الناقد الراحل كان يتميز بإسهاماته النقدية وأسلوبه الخاص، وأفنى حياته فى مساندة القضية الفلسطينية والهوية العربية، مؤكداً أن أحمد رأفت صاحب فضل كبير عليه وهو أول من قدمه لسعد الدين وهبة عام 1989.
وقال الناقد أشرف غريب إن الناقد الراحل أحمد رأفت بهجت اسم كبير فى عالم الصحافة النقدية فى العالم العربي، وهو رجل لم يعرفه أحد إلا وشعر بالتقدير والامتنان ناحيته، مؤكداً أنه كان يأخذ بيد أى شخص موهوب ويساعده، فقد كان لديه قدرة كبيرة على العطاء، وكان مؤمنا جداً بتلاميذه، لذلك كان الناقد الراحل حالة انسانية راقية افتقدناها ومن المستحيل تعويضها، والجميل الذى سيبقى منه هو أعماله وكتبه، ونتمنى ان يكون فى تلامذته امتداد له.
ثم تحدث رامى ابن الناقد الكبير الراحل، وقال إنه والده لم يمانع دخوله لمعهد السينما بسبب حبه للتصوير، ولكن ما كان يهمه ان يكون رامى على قدر المسئولية لدراسة التصوير وجعله يخوض التجربة، وأضاف: كنت أظن أن دوره انتهى عند الموافقة ولكنى اكتشفت أن هذه كانت البداية بالنسبة له، فقد كنت أجد كتاباً عن التصوير وأنا أشاهد التليفزيون فى المنزل وبعدها أجد كتاب فى مكان أخر وكنت أظن أننى أجد تلك الكتب بالصدفة، ولكنى اكتشفت أنه كان يضع لى تلك الكتب فى طريقي، وبالرغم من علمه بأن شروط المعهد لا تنطبق علىّ ولكنه جعلنى أخوض التجربة، فقد كان لديه قدرة كبيرة على احتواء الانسان الذى أمامه، وتعلمت منه فن مشاهدة الأفلام، جعلنى أرى دورة الصورة فى الديكور ومعنى الرمزية، وكيف أن شخصية عابرة يمكن أن تكون من الأبطال.
وأكد أن آخر كتاب كتبه والده كان "اليهود فى السينما فى مصر والوطن العربي" صدر عام 2012، وظل يكتب فيه امدة 7 سنوات، مؤكداً أنه كان يتحدث مع والده ويقول له أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء، ولكن والده كان لديه مبادئ وإصرار على توصيل المعلومة بشكل دقيق.
وقال الناقد كمال رمزى أن أحمد رافت بهجت اتفق واختلف مع جيله فى أشياء كثيرة، فقد راهن على الثفافة السينمائية لدى الجمهور وليس مجرد مشاهدة الأفلام والكتابة عنها، موضحاً أنه كان باحثاً فى القضايا التى تهم المواطن المصري، وأضاف: ربما كان هناك بعض الخلافات التى تنشأ بينه وبين آخرين بسبب رؤيته للصهيونية واليهودية فى السينما ورفض البعض تحديد ديانة الفنان والتعامل معه على هذا الأساس، فبالرغم من أن بعض الفنانين اليهود المصريين تعاطفوا مع الصهيونية العالمية ولكن أخرين رفضوا وتمسكوا بمصر، ولكن بشكل عام هو كان من النوع الهادئ العقلانى الذى لا يحب الدخول فى خلافات.
أما المخرج على عبد الخالق فقد قال إن نقاد فترة السبعينيات كانوا محترمين جداً، وهم من فرضوا جيله من المخرجين على السينما، وبالرغم من أن عددهم، النقاد، كان قليل إلا أنهم كانوا يتمتعون باحترام كبير فى الوسط الثقافي، وقال: فى هذه الفترة تعرفت على أحمد رأفت بهجت وكان هادئ ومختلف ولديه ثقة كبيرة فى كلامه، ولكن فى بداية الثمانينيات انقسم النقاد إلى أحزاب، ولكن الناقد الراحل كان لديه ميزة وهى أنه لم يكن له جورنال ثابت يكتب فيه، وكان له رؤية مختلفة ويرى فى الأفلام ما لا يراه الآخرون.