كان للأفلام التى جسدت مشاهد حربى أكتوبر والاستنزاف وبطولات الجندى المصرى دور كبير فى رفع الروح المعنوية للمواطنين، وتعريف الشباب بتاريخ النضال المصرى لاسترداد كامل أراضينا، ونقل هذه المشاهد والأحداث العظيمة إلى الأجيال المتعاقبة، وكان من أهم الأفلام التى رسخت فى أذهان أجيال متعاقبة ونقلت أحداث الحرب «أبناء الصمت، العمر لحظة، والرصاصة لا تزال فى جيبى»، وهى الأفلام التى تم تصويرها أثناء حرب أكتوبر أو بعدها مباشرة لتنقل صورًا حقيقية وواقعية لما تم على أرض المعركة.
ومن بين صناع هذه المشاهد والأفلام التى جسدت أحداث الحرب المخرج منير راضى الذى ينتمى لعائلة راضى الفنية التى ساهمت فى إنتاج أفلام «العمر لحظة، ابناء الصمت، حائط البطولات» كما عمل مساعد مخرج فى فيلم أبناء الصمت، أحد أوائل الأفلام التى تم عرضها بعد حرب أكتوبر مباشرة، وتم تصويرها من مواقع الأحداث الحقيقية.
ومنير راضى الذى نشأ فى أسرة فنية تضم عددا من صناع السينما والمسرح ومنهم المخرج محمد راضى، والفنان والمخرج السيد راضى، والمطربة الكبيرة عفاف راضى، أصبح مخرجا فيما بعد وله عدد من الأفلام الشهيرة وصاحب فيلمين ضمن قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وهما زيارة السيد الرئيس، وأيام الغضب.
يحكى المخرج منير راضى عن كواليس تصوير مشاهد الحرب فى فيلم أبناء الصمت، قائلا «طلعنا الجبهة ومعنا 12 مصورًا، وذلك بعد شهرين فقط من انتهاء حرب أكتوبر، وصورنا 90% من كل المشاهد التى تعرض للحرب حتى الآن، وكانت كل المادة الخاصة بالمعارك الحربية مشاهد حقيقية اتصورت لايف».
وتابع: «الجيش وقتها أعطانا كل التسهيلات، وصورنا كل جزء فى الجبهة، والقوات المسلحة عملت لنا العبور من جديد من أول الطيران وحتى عبور الزوارق للقناة».
وأردف المخرج الكبير: «محدش صور فى الحرب، وكنت سعيد واحنا بنصور مشاهد العبور لأنها كانت مؤثرة جدا، وكنا بنصور منذ الصباح الباكر وحتى آخر الليل، وتعرضنا لمواقف مرعبة».
يشير منير راضى إلى أن شقيقه المصور ماهر راضى ومدير التصوير عبدالعزيز فهمى أصيبا أثناء التصوير، بعدما انطلقت طلقة من أحد المدافع بالخطأ.
وشارك فى فيلم أبناء الصمت عدد كبير من عمالقة الفن ومنهم «محمود مرسى، محمد صبحى، نور الشريف، السيد راضى، مديحة كامل، مرفت أمين، أحمد زكى، سيد زيان، حمدى أحمد، وغيرهم».
«الناس كانت بتحب بعض وكان فى روح حلوة بين كل العاملين بالفيلم ومفيش مشاكل بين النجوم والأجور كانت كلام فارغ». هكذا وصف المخرج الكبير أجواء العمل فى هذه الفترة.
وتابع: «قعدنا شهر على الجبهة وصورنا كل مشاهد وأحداث الحرب واستعنا بهذه المشاهد فى 3 أفلام هى العمر لحظة، أبناء الصمت، حائط البطولات، والأخير لم يتم عرضه نهائيا على الشاشة الصغيرة».
«كان الجيش يعطينا الخطوط العريضة للحرب وكنا حريصين على تصوير مقاطع ومشاهد كتيرة واحتفظنا بهذه المقاطع التى استعان بها كل من قدموا أعمالا عن فترة الحرب فى مصر والدول العربية».
وأشار منير راضى إلى أن فيلم «الرصاصة لاتزال فى جيبى»، كان أيضا من أوائل الأفلام التى تم تصويرها بعد حرب أكتوبر مباشرة، وتم الاستعانة فيه بمخرج أجنبى صور مشاهد الحرب فى 10 أيام.
وأكد المخرج الكبير أنه تم إنجاز فيلم أبناء الصمت حتى يتم عرضه فى أول عيد لذكرى حرب أكتوبر، وبالفعل تم عرضه عام 1974، فى سينما رمسيس.