لنجوم الزمن الجميل الكثير من المواقف مع الصحافة، وجمعت الكثيرين منهم علاقات طيبة مع الصحف والمجلات الفنية والكتاب والأدباء والصحفيين، ولكن كانت هناك بعض المواقف الغريبة والسيئة التى حدثت لبعض الفنانين؛ بسبب ما كتبته الصحافة عنهم، ومنها موقف حدث لملكة الاستعراض الفنانة نعيمة عاكف.
وكتبت نعيمة عاكف عن هذا الموقف فى مقال كتبته لمجلة الكواكب عام 1953 تحت عنوان "غلطة مطبعية": "تعاقدت مع أحد الملاهى الليلية فى دولة عربية شقيقة لإحياء عدد من الحفلات، وفى اليوم الذى وصلت فيه التقط لى الصحفيون مجموعة صور، ونشرت بالصحف ترحيبا بوصولى، وكان مدير الملهى أعد دعاية تؤكد أن الافتتاح سيكون يوم وصولى واستعد لذلك".
وأشارت نعيمة عاكف إلى أنها شعرت ببعض التعب والإعياء فى هذه الليلة، ولم تستطع مغادرة الفندق من التعب، ونصحها الطبيب بالراحة، فطلبت من مدير الملهى تأجيل الافتتاح لليوم التالى حتى تكون على أتم الاستعداد ويكون الافتتاح على المستوى المطلوب، ووافق مدير الملهى على تأجيل الافتتاح يوما، وطلب من مسئول التذاكر أن ينبه الجمهور بأنه تم تأجيل الافتتاح لليوم التالى.
وأكدت أنها استيقظت فى اليوم التالى بحالة صحية جيدة، ولكنها فوجئت باتصال من صاحب الملهى يذكر لها اسم صحيفة معينة، ويطلب منها أن تقرأ مقالا منشورا عنها فى الصفحة الثالثة.
وبالفعل اشترت نعيمة عاكف الصحيفة وفوجئت بالمقال الذى نشر بعنوان كبير ويحوى نقدا لليلة الافتتاح التى لم تتم، ويقول كاتبه إنها كانت سيئة وإن عاكف دخلت مجال الفن والرقص صدفة ودون موهبة.
وقالت عاكف: "ضحكت بعد قراءة المقال ولولا أن ليلة الافتتاح لم تتم لكنت غضبت"، مشيرة إلى أنه بعد قراءة المقال اتصل بها مدير الملهى وقال لها إن الصحفى الذى كتب المقال صديق راقصة منافسة، وكتب مقال الهجوم مجاملة لها، وأعد المقال قبل الافتتاح لينشره فى اليوم التالى، ولكن خاب ظنه، وتم تأجيل الافتتاح بسبب الوعكة الصحية لـ نعيمة.
وأكدت نعيمة عاكف أن هذه الواقعة كانت حديث المدينة كلها، وغضب صاحب الصحيفة من الصحفى الذى كتب المقال الكاذب، مؤكدة أنها حققت نجاحا كبيرا فى ليلة الافتتاح، وكتبت الصحف عنها إشادات كبيرة، مؤكدة أنها لولا هذا المقال الكاذب ما تحقق لها كل هذا النجاح والانتشار.