فى مدينتنا الجاهلية
تُذبح الكلمات على أرصفة الطرقات
تُقطَّع كلمة العدل لألف قطعة
ويطفئ النور ويُحجَّب القمر
ويُعَّلق الإنسان فى المشنقة ألاف المرات
ويُوأد الفكر داخل العقول
وتطارد الحروف العربية على الصفحات
فى قوانينا الجاهلية
يحاكم فقط من يعاند الممات
ويُرفع الميت الحى لأعلى الدرجات
وتُوضع السيوف على أعناق الرغبات
وتنحر أعناق الصغيرات
إن أعلن عن رغبة
أو حلمن بنشوة
أو تكلمن بعد ألف عام من السكات
فى عاداتنا الجاهلية
يُقدس الصمت ويُنادَى بالسمع والطاعة
وتُبارك الأشاعة
ويتبارى الناس فى البلاهة
فى عاداتنا البربرية
تُقطع الألسنة إذا زلت وتصادر اللغات
وتُحرق المرأة إن نطقت دون إذن
وتعلن الأفراح إن ماتت كمدا
أو أذاب أضلعها الحزن
ويُقتلن من باب الحرص
خشية إن يصبحن قاتلات
فى عقولنا الفوضوية
لا نلقى بالا بالقادم
ونعيش لنحكى عن ما فات
وندور بفلك من مات
ونتوارث اللعنات وراء اللعنات