صور نادرة وقصص كثيرة وحكايات مثيرة فى حياة المخرج العالمى مصطفى العقاد الذى تزامن أمس مع ذكرى رحيله عام 2005 فى حادث إرهابى و"عين" يرصد قصص وحكايات فى حياته الفنية والشخصية.
المخرج العالمى مصطفى العقاد وقبل رحيله كان لديه حلم لم يستطع تحقيقه وهو تقديم فيلم عن القائد الشهير فى التاريخ العربى صلاح الدين الأيوبى وكان سيجسد الدور الممثل العالمى شون كونرى وقال عن سبب اختياره لشخصية صلاح الدين إنه يمثل الاسلام، وأن الغرب فى حاجة لمعرفة الإسلام بشكل أعمق وليس ما يمثله بعض الإرهابيين، قائلاً: "صلاح الدين يمثل الإسلام تماماً. الآن، الإسلام يصور كدين إرهابي. حصل الدين كله على هذه الصورة بسبب وجود عدة مسلمين إرهابيين، إذا كان هناك دين ممتلئ بالإرهاب، فيمكن قول ذلك عن المسيحية أيام الحملات الصليبية، لكننا فى الواقع لا يمكننا لوم المسيحية كدين بسبب مغامرات بعض أتباعها آنذاك.. هذه هى رسالتي".
لم يمهل القدر العقاد أن يحقق حلمه ورسالته الأساسية أن يحارب الإرهاب من خلال أعماله الفنية لذلك عملت القاعدة على تخلص منه فهى دائما تعمل على قطع كل من يتحدث عنهم ففى 9 من شهر نوفمبر عام 2005 هزت العاصمة الأردنية 3 انفجارات ضخمة، استهدفت 3 فنادق وسط عمّان، فى حادثة أطلق عليها اسم "الأربعاء الأسود"، وبعد يومين على الانفجارات ضجت وسائل الإعلام والتلفزة بنبأ وفاة المخرج السورى ضمن ضحايا الانفجار وكان العقاد يستقبل ابنته فى بهو الفندق، وتوفيت هى على الفور فى حين أصيب هو بجروح شديدة أدت إلى وفاته لاحقًا.
مصطفى العقاد تعرض للكثير من المتاعب لإنتاج هذا الفيلم العالمى " الرسالة " والذى ترجم إلى أكثر من 12 لغة، وبلغت تكلفة إنتاج الفيلم للنسختين العربية والأجنبية حوالى 10 ملايين دولار أمريكي، وحققت النسخة الأجنبية وحدها أرباحا تقدر بأكثر من 10 أضعاف هذا المبلغ، فتحدث العقاد، عن كواليس الفيلم قائلا: "من أشق وأصعب فترات حياتى وقت محاولتى إنتاج (الرسالة) لأن رسالة الفيلم حساسة والحصول على التمويل له كان صعبا".
المخرج مصطفى العقاد لمن لا يعرفه هو مخرج ومنتج سينمائى سورى المولد أمريكى الجنسية ولد فى حلب بسوريا ثم غادرها للدراسة إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى جامعة كاليفورنيا، وأقام فيها حتى أواخر مراحل حياته وأثناء الدراسة حصل على جائزة أفضل فيلم قصير فى الجامعة، وبعد التخرج لم يعد إلى سوريا بل أكمل حياته فى أمريكا وعمل كمساعد مخرج لألفريد هيتشكوك.
واشتهر كمخرج سورى عالمى فى هوليود ومن أشهر أفلامه - الرسالة وأسد الصحراء (عمر المختار) فالأول يحكى قصة بعث الرسالة النبوية على رسول الله محمد بن عبد الله والهجرة التى قام بها من مكة إلى المدينة ونشأة أول دولة إسلامية، تم إنتاجه عام 1976، مع عمل نسختين واحد بالعربية وواحدة بالإنجليزية.
النسخة العربية من فيلم الرسالة كان من بطولة حمدى غيث ومنى واصف وعبدالله غيث ومحمد العربى وحسن الجندى وسناء جميل، وشارك فى كتابة سيناريو هذه النسخة كبار الكتاب توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار وعبد الرحمن الشرقاوى ومحمد على ماهر، وتم إنتاجه عام 1967.
و الفيلم الثانى يحكى قصة المجاهد الليبى عمر المختار، الذى حارب الاستعمار الإيطالى لليبيا فى أوئل القرن العشرين، انتج عام 1981 تم إنتاج الفيلمين من قبل ليبيا. كما قام بدور البطولة فى كلاهما الممثل أنطونى كوين، إلى جانب ممثلين عالمين وعرب آخرين.
العقاد كان معروفا بــ "مخرج الأفلام الدينية والمرعبة"، فهو جمع فى مسيرته الإخراجية بين نوعين مختلفين تمامًا من الأعمال السينمائية، ورغم قلتها إلا أنها شكلت علامة مميزة فى العالم العربى.