مع بدايات السينما فى مصر لم تكن الأمور كما هى الآن فيما يتعلق بالديكور والمجاميع والكومبارس وفريق عمل الفيلم، ولم تكن هناك استديوهات، وكان يتم التعامل مع هذا الوضع ببدائل مختلفة تحيطها الطرائف والمفارقات.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر بتاريخ 6 نوفمبر من عام 1956 حكى المخرج والريجيسير والمنتج قاسم وجدى، أحد أوائل من عملوا فى السينما وقدم لها العديد من الوجوه الذين أصبحوا نجوما للفن، بعض ذكرياتهم عن بدايات عمل السينما المصرية، وما كان يواجهها من عوائق، وكيف كان يتم التعامل مع كل التحديات لإنتاج وتصوير الأفلام.
وكانت الاستعانة بالكومبارس والمجاميع من العوائق التى تواجهها السينما، التى استعانت أحيانا بالطلبة أو فتيات شارع محمد على أو أعضاء النادى الروسى.
وقال قاسم وجدى، إن جميع الأجناس فى العالم عملت فى الأفلام المصرية، منهم الإيطاليون واليونانيون والفرنسيون، ماعدا الجالية الإنجليزية، وكان الجمهور يحفظ وجوههم بسبب تكرار الاستعانة بهم، وفى أحد أفلام محمد عبدالوهاب أصر المخرج محمد كريم على أن يكون الكومبارس من الوجوه الجديدة التى لم تظهر، فسمع وجدى من أحد أصدقائه أن بعض أفراد الجالية الإنجليزية يجتمعون فى حى الزمالك، فذهب ليفاوضهم فى الأمر، فأمهلوه يوما ثم عادوا وأبلغوه موافقتهم بشرط أن يدفع لكل واحد منهم خمسة جنيهات فى اليوم، وأن تكون مدة العمل 8 ساعات، ووافق المخرج على هذه الشروط، وعندما شرعوا فى العمل عرفت السفارة البريطانية، فأرسلت إليهم تطلب منهم أن يمتنعوا عن التمثيل فى الأفلام المصرية، احتراما لكرامة الجالية، ولكنهم رفضوا الانسحاب.
وفى فيلم آخر أراد قاسم وجدى أن يستغلهم فى أدوار الكومبارس، واقتضت حوادث الرواية أن تشترك بعض الفتيات المصريات مع الكومبارس الإنجليز، فاشتبكت فتاة مصرية مع فتاة إنجليزية بالأيدى، وتطور الأمر فانسحب الكومبارس الإنجليزى.
وأضاف قاسم وجدى، أن الأفلام المصرية فى بداياتها كانت تظهر فيها الشخصية الأجنبية شريرة ومكروهة ودخيلة فى الحياة المصرية، لذلك تلقت وزارة الخارجية المصرية احتجاجات من بعض الدول، ونبهت الوزارة وقتها بمنع هذه الشخصية فى الأفلام المصرية.