ـ أحب أحمد حلمى وأمى كانت تجمع صوره من المجلات لأنه يشبه والدى
ـ ولم أعش طفولتى مثل باقى الأطفال ولذلك تصرفاتى حاليا قد تبدو طفولية
محطات مهمة ارتبطت بأحداث فاصلة فى تاريخ السينما والفن المصرى، كما ارتبطت بأسماء بارزة فى عالم الفن، تحدثت عنها النجمة لبلبة فى ندوة واحتفال «عين» بعيد ميلادها، كما تحدثت عن طفولتها وعن أهم المخرجين الذين تعاملت معهم خلال مشوارها السينمائى، وتناولت باستفاضة حجم وشكل العلاقة الفنية بينها وبين النجم عادل إمام وأهم الأعمال التى قدمتها معه، وكشفت أيضا خلال الندوة عن أحلامها وأمنياتها خلال الفترة القادمة، وحددت قائمة الممثلين والممثلات من الجيل الحالى الذين تحبهم ومقتنعة بموهبتهم .. وإلى نص الندوة:
ما النصائح التى تلقتها لبلبة من المخرج الراحل يوسف شاهين حينما دخلت عالمه السينمائى؟
يوسف شاهين لم أكن أعرف طريقته، ولكنه كان قبل 6 أشهر يجرى بروفات ويشرح وجهة نظره للممثلين جميعا ومع أول يوم شغل طلبنى فى فيلم «الآخر» فذهبت له فقال لى «الديكور هو بيتك تأمليه وحبى بيتك»، وأدخلنى فى المشهد قبل تصويره، ثم بدأ التصوير، فهو يجهز الممثل بطريقة ذكية، وأذكر أن هناك مشهدا قدمته معه وكان صعبا جدا لكنه كان يصور أهم مشهد فى أول يوم وكان المشهد أننى أقول جملة «انت والنبى وبيحبك» الكلمة الأولى بدون دموع والثانية الدموع تظهر فى عينى والثالثة تنهمر الدموع وكان يريده «شوت» واحد، والماكيير طلب منى وضع دموع صناعية فرفضت وقدمت المشهد وصفق لى بعد تأديته.
وماذا عن مخرجين آخرين تعاملت معهم لبلبة؟
كل مخرج كان يرانى بشكل، فمثلا عاطف الطيب لم يكن يريدنى أضحك وأن أنسى المرآة تماما، فهو يبحث عن الممثل الطبيعى كما فى الواقع، وأن ينسى الممثل شكله تماما ويدخل فى الشخصية، وعاطف الطيب فى موقع التصوير يكون الهدوء هو سيد الموقف ولا يعطى انطباعا على أى مشهد أقدمه وذهبت لأمى، وقلت لها لماذا لا يعطينى انطباع فقالت لى اتصلى به، وبالفعل اتصلت وسألته فقال لى: «طالما قلت على المشهد اللى بعده يبقى عجبنى، وهذا كان ما يميز عاطف الطيب».
ومن المخرجين المتميزين مروان وحيد حامد، فقد تعاملت معه فى فيلم «الفيل الأزرق»، وهو مخرج هادئ يعطى الملاحظات للممثل فى أذنه، ومهذب جدا فى توجيه الممثلين معه، أما المخرج حسين كمال فقد علمنى تقطيع الجمل فى الأداء التمثيلى، كما الغناء وقدمت معه فيلم «مولد يا دنيا» وكان يهتم بكل تفاصيل العمل، وأذكر أنه قام بتقطيع فستان لى ليناسب الدور الذى أقدمه.
وأنا كنت محظوظة لأنى اشتغلت مع كبار المخرجين بداية من أنور وجدى ونيازى مصطفى وحسين صدقى ثم حسن الإمام وحسين كمال ويوسف شاهين، وجميعهم عظماء فى السينما، واستفدت من الجميع، وسمير سيف، الذى عملت معه منذ أن كان مساعدا للمخرج الكبير حسين الإمام، وهو مخرج استطاع أن يرانى جيدا فى عدد كبير من الأفلام شاركت معه فيها مثل «احترس من الخط»، وفى هذا الفيلم كان لى لازمة فى الكلام وهى «البتاع وبتاع البتاع»، وأيضا هناك فيلم «معالى الوزير» و«الشيطانة التى أحبتنى» و«لهيب الانتقام»، يعنى كل أدوارى مختلفة معه، وتعلمت منه عندما أقدم الكوميديا لا أقصد أن أضحك، وإذا عملت تراجيديا لا أقصد أن أبكى، وإنما أتعامل بطبيعية وتلقائية شديدة، أما المخرج حسين كمال فقد استفدت منه أن يكون كلامى بإيقاع معين.
أما حسن الإمام فأهم ما يميزه هو خفة ظله وشعرت معه بالثقة لأنى أستطيع أن أقوم بتصوير مشاهد طويلة دون خلل، ومحمد عبدالعزيز أكثر مخرج عملت معه حوالى 7 أفلام من أحلى الأعمال، ومعظم أفلامى مع عادل إمام وتعلمت منه كيف أقوم بإخراج الكلمة من فمى وتضحك الناس، وعلمنى كيف أقول الجملة على بعضها دون تقطيع، لأن فى الكوميديا طريقة إلقاء الإفيه هى التى تضحك الجمهور، وتعلمت منه البساطة فى الأداء، وألا أخاف من الكاميرا، وأن تكون صديقتى، لأن مواجهة الجمهور بالنسبة لى كانت الأسهل ورامى إمام هو مخرج متميز وعبقرى ولطيف ومهذب ويأخذ من الفنان اللى هو عايزه دون أن يتعبه، وأنا سعيدة به لأنه تربى أمامى، وبالنسبة لى مثل أولادى، والراحل أسامة فوزى عملت معه بعد فيلم «ليلة ساخنة» وعرض علىّ فيلم «جنة الشياطين» وارتحت له، وأيضا كنت أخاف منه مثل الأستاذ عاطف الطيب وأعمل له حساب وهو قام معى بتحدى وغير لى لون بشرتى وقال لى «أدائك لازم يتغير» ودور «حُبة» من أصعب الأدوار وكان يأخذ «الشوت» طويل، والممثل يكون متمكنا ومخرجا متميزا ويعمل بأدوات شديدة التميز والإحساس، أما حسن الصيفى فهو والدى الثانى الذى تعلمت منه الكثير، لأننى عملت معه وأنا طفلة وأنا شابة، وكان مؤمنا بموهبتى كما أنه رشحنى لفيلم «4 بنات وضابط» فى بداياتى للمخرج الكبير والجميل أنور وجدى عندما كان يبحث عن طفلة.
وأخيرا أنور وجدى هو كممثل ليس أنانيا بل يحب أن يخرج العمل بشكل لائق، وجميل دون أى اعتبارات لمساحة دوره، فكان دورى أكبر من دوره فى «4 بنات وضابط» وكان يقف بجانبى وأتكلم كثيرا وأخطف الكاميرا، وكان يعرف ماذا يعجب الناس ويقوم به، وكان يقوم بالتخفى من أجل مشاهدة الفيلم فى السينما ويعرف ردود الأفعال بنفسه وعلى كل مشهد، فهو كمخرج كان فنانا حقيقيا يحب الفن ويعشقه، وبالتالى يريد أن يقدم كل ما لديه.
ماذا عن ذكريات الطفولة فى حياة الفنانة لبلبة؟
من أول ما فتحت عينيا على الدنيا وأنا أحمل مسؤولية، وطفولتى لم تكن عادية، لكنها كانت كلها عمل وحفظ واجتهاد، وكان بداخلى دائما خوف، وكانت نصائح أمى عاملا مهما ومحفزا لى فى مشوارى الفنى، وأن الجمهور يجب أن نرضيه فهو ليس له ذنب إذا كنت مريضة أو مودى مش حلو، فهو يجب أن يأخذ حقه، فطفولتى كانت كلها مسؤولية ولم أعرف اللعب مثل الأطفال فى طفولتى، فأنا لم أعش طفولتى، ولذلك بعض تصرفاتى كما الأطفال حاليا، فالسن هو إحساس الإنسان وليس الرقم.
وماذا عن علاقتك بالصحافة والإعلام بشكل عام؟
علاقة جيدة جدا والحمد لله، وتذكرت سنين عمرى كلها حينما احتفلت «اليوم السابع» بعيد ميلادى ووجدت الفرحة فى عيون كل الصحفيين، وفى الحقيقة الصحافة دائما كانت مساندة لى فى مشوارى منذ طفولتى وفى كل مراحل عمرى، فهى لها فضل كبير جدا على، ولذلك أنا وجدت الفرحة فى عيون الجميع، والمؤسسة فوق الوصف، وأنا انبهرت بما شاهدته من تنظيم وجمال الشكل، وأيضا المضمون، فأنا دائما حينما أبحث عن خبر أو أرغب فى التأكد من صحة خبر أسأل هل نشر فى «اليوم السابع»، فإذا كان نشر فهنا أتيقن بأن الخبر صحيح فهى مؤسسة محل ثقة لى وللجميع.
وأنا بالمناسبة لم أحتفل بعيد ميلادى منذ عشر سنوات بالتحديد منذ وفاة أمى، ولكن مفاجأة «عين» لى كانت مفرحة جدا، ولن أنساها طوال عمرى، فهو يوم من عمرى لن أنساه مطلقا، فحبكم لى كان بدون أغراض، ولذلك كنت سعيدة للغاية.
من أجمل الثنائيات فى السينما المصرية «عادل إمام ولبلبة» فما سر نجاحكما معا؟
قدمت مع النجم عادل إمام الكثير من الأعمال، وكلها نجحت نجاحا كبيرا، والسبب من وجهة نظرى هو أننا «لايقين» على بعض، بالإضافة إلى أننا نفهم بعضنا من نظرة العين وبيننا عشرة كبيرة، وأتذكر هنا أننى كنت فى أحد المطاعم فى الإسكندرية فوجدت عائلة أمامى ومعهم طفل، وفجأة قال الطفل بصوت عالى: «ماما.. ماما.. مش دى مرات عادل إمام؟» فهذا الطفل رغم صغر سنه فإنه شعر بمدى التوافق بيننا، ولذلك أنا وعادل إمام حققنا دويتو عظيما فى أكثر من عمل منها «عصابة حمادة وتوتو، وخلى بالك من جيرانك، واحترس من الخط»، وغيرها من الأفلام التى منها أيضا «عريس من جهة أمنية»، وما بين فيلم الخط وعريس من جهة أمنية 17 سنة، والسبب هو أننى بدأت التغيير فى أدوارى، وهو أيضا بدأ يغير من أدواره، ولذلك ابتعدنا لفترة حتى العودة بفيلم «عريس من جهة أمنية».
حياتى كلها كانت فى السينما، وأنا أعتبر بدايتى فى التليفزيون مع الأستاذ عادل إمام فى «صاحب السعادة»، وحينما طلبونى فى البداية للعمل فى التليفزيون قلت لهم: «لا أنا معرفوش»، لكن إصرار الفنان عادل إمام وإقناع المخرج رامى إمام لى، وقال لى وقتها «كأنك هتصورى سينما»، وبالفعل وافقت والحمد لله كان العمل من الأعمال المهمة، وبعدها قدمت معه «مأمون وشركاه» وكان أيضا من أنجح الأعمال فأنا أعمل حساب لجمهورى دائما وأنتقى ما اأدمه ولا يهمنى المال بقدر ما يهمنى العمل نفسه وتأثيره والجديد الذى يقدمه، وأنا فرحانة جدا بنجاح رامى إمام ومحمد إمام والنجم عادل إمام هو نجم النجوم.
فى مرحلة التقليد هل هناك مَن غضب من تقليدك له؟
لم يزعل منى مطلقا إلا الفنانة نجاة، لكن الجميع كان يحبنى، فمثلا الفنان محمد عبدالمطلب، وعندما لم أقلده كان يتصل بى ويقول لى: «إيه يا لبلوبة ليه مبتقلدنيش يا لبلوبة»، فكان يحب تقليدى له، وهناك أيضا الفنانة ماجدة كانت تحبنى وأنا أقلدها، وأيضا فايزة أحمد كانت تطلب منى تقليدها، وأيضا شادية كانت تحبنى وأنا أقلدها، فالتقليد أفادنى كثيرا فى التمثيل وهو درجة صعبة من التمثيل لأنه يتطلب تقمصا.
ما هى أحلامك حاليا؟
قدمت 86 فيلما، وأشعر أن ما قدمته هو نصف ما فى أحلامى وطموحاتى، ولدى الكثير من الشخصيات التى أحلم بتقديمها، فمثلا أتمنى تقديم شخصية سيدة من ذوى الإعاقة، فأنا بشكل عام أحب الأدوار المركبة، كما أننى قدمت دور الأم كثيرا، لكن هناك شخصية أم لم أقدمها وهى الأم الشقيانة مثل الجليسة للمسنين، وأقدم أيضا الأدوار التى بها درجة من أدوار الإعاقة فهم مثل الملائكة فى البيوت.
بعد مشوارى الفنى حاليا نفسى فى عاطف الطيب من جديد و«عايزة» معجزة ودور جديد ومختلف، لأننى نضجت وأبحث عن دور لم يرنى فيه الجمهور من قبل، وأتمنى العمل مع المخرج شريف عرفة لأنه مخرج متميز.
وماذا عن مشاركتك فى الأعمال الاجتماعية والخيرية؟
مؤخرا تمت دعوتى لصندوق تحيا مصر لحضور الاحتفال بـ500 عروسة يتم تجهيزهن، وبالفعل كان المشهد مؤثرا، والاحتفال ممتاز، فالرئيس عبدالفتاح السيسى يفرح قلب «غلابة»، وهذه رسالة مهمة أشكره عليها، وأنا وبقية الفنانين المشاركين قمنا بإسعاد البنات المقبلات على الزواج وأخذت كل عروسة أجهزتها التى ستساعدها فى الزواج، وكان إحساسى رائعا، فقد كنت فى قمة سعادتى، وهذه المشاركات الاجتماعية تسعدنى جدا فربنا خلقنى لإسعاد الناس بأى شكل، وهذا ما أفكر فيه حاليا، وأكرر شكرى لسيادة الرئيس، لأنه بالفعل يعمل من أجل الوطن ومن أجل نهضته وأنا فخورة ببلدى وأدعو لها دائما فربنا بالفعل يحمى مصر.
من يعجبك من الممثلات والممثلين من الجيل الحالى؟
أحب منى زكى، ومنة شلبى مجتهدة جدا وإحساسها حلو، وياسمين عبدالعزيز دمها خفيف جدا وتضحكنى كثيرا وقدمت معها فيلم «فرحان ملازم آدم» وكنا فى كواليس العمل نضحك على الكثير من المواقف ودمها خفيف جدا، وأيضا أحب أحمد حلمى لأنه شبه والدى، الله يرحمه، وأمى كانت تحبه جدا وتقص صوره وتضعها معها، وأحب أيضا السقا وكريم عبدالعزيز ومحمد هنيدى، فنحن لدينا نجوم كثيرون وجميعهم يمتلكون مواهب متميزة، فهذا الجيل هو جيل متميز.