- أصعب وقت هو فترة الانتظار لمعرفة نوع الورم
- وقوف نادية لطفى بجانبى أشعرنى أننى لم أفقد أمى
- أشرف زكى وهنيدى ونيللى كريم لم يتخلوا عنى فى مرضى
كعادتى أذهب لعمل بعض الأشعة والفحوصات الطبية كل عام، سواء على القلب والرئة ورسم قلب وغيرها، وفجأة اكتشفوا أن فى حاجة بالرئة على شكل ورم خفيف، ولكنهم لم يتأكدوا منه، فدخلت فى سلسلة من التحليلات والأشعة بشكل كبير، والمركز الذى أجريت فيه الأشعة أرسل نسخه منه لليونان حتى يتأكدوا هل الورم خبيث أم حميد، وهو ما استغرق شهرا ونصف الشهر تقريبا، حتى تأكدوا من وجود المرض بالفعل.
هل أثر معرفتك بالمرض عليك بالسلب؟
مرض السرطان لم يؤثر عليّ شخصيا بشكل سلبى، ولكن كل ما كان يهمنى هو الناس اللى حواليا وخاصة شقيقى أشرف بسبب خوفه عليا وزعله هو اللى كان يهمنى بشكل كبير لأنه كل أسرتى وكان داعما لى فى كل خطواتى، ولكنى لم أشعر بالقلق على نفسى لأنه قدر ومكتوب عليا ولازم أشوفه.
كانت لديك الجرأة القوية لتكشف للجميع عن إصابتك بالسرطان.. فما السبب فى ذلك؟
لازم أكشف عن مرضى، لأنه مش عيب، ولكن الحكاية كلها تتلخص فى أنى أصبت بمرض ومن حقى أقول للناس إنه عندى ومن حق الناس تعرف إن عندى المرض، ولازم أكون صريح مع نفسى وده مش ضعف أو إهانة، وكفاية لمسة الحب والدعم المعنوى من كل الناس اللى حواليا من أصدقائى وعائلتى وجيرانى وجمهورى، يبقى إيه الداعى لإخفائى للمرض وأتحرم من كل هذا الحب.
كيف بدأت رحلة العلاج من هذا المرض الخبيث حتى شفائك؟
بدأت رحلة العلاج بعد تأكدنا أن الورم الخبيث، وبعد اتصالات ووقوف الدكتور أشرف زكى ونقابة المهن التمثيلية بجانبى، فكان أفضل شىء أنى أتعالج فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، لأن قسم الأورام فيها كويس جدا، وعملنا 6 جلسات كيماوية خلال 5 أو 6 أشهر تقريبا بمعدل جلسة كل 3 أسابيع، وعملت أشعة على الرئة وتأكدنا أن الورم أصبح كامنا وليس نشطا، وقرر الأطباء وقف العلاج بالكيماوى لمدة شهرين وعملت أشعة منذ 10 أيام تقريبا حتى نطمئن أن الورم ما زال كامنا، ولا يوجد خطورة فكان خبرا سعيدا بالنسبة لى ومؤشر كويس فى انتهاء المرض.
وهل انتهت رحلة علاجك مع هذا المرض تماما؟
لا سأنتظر فقط 3 أشهر بعد وقف العلاج الكيماوى، ولن أتلقى أى علاج آخر، وسأجرى أشعة بعد ذلك للتأكد أنه ما زال كامنا وغير نشط وأنه لم ينتشر، وحاليا أقلل من التدخين وأبتعد عن المقليات والأكلات الدسمة وأطبق نصائح الأطباء فى تناول الأطعمة الصحية والأسماك والمشويات.
هل المرض منعك من ممارسة حياتك بشكل طبيعى والعمل الفنى؟
طبعا المرض أثر علىّ ولم أعمل فى التمثيل أو الإخراج طوال العام الماضى لأن ظروفى الصحية لم تسمح بذلك، لكن كنت أمارس حياتى بشكل طبيعى جدا، كنت بخرج مع أصدقائى وبقعد على القهوة، رغم أن الأطباء كانوا ينصحوننى بالجلوس فى المنزل وعدم إرهاق نفسى، ولكنى سأعود قريبا من خلال فيلم «العنكبوت» للنجمين أحمد السقا ومنى زكى، وأنا صورت يوما واحدا، ولكنى منتظر بعض التعديلات فى السيناريو لاستكمال التصوير.
من خلال هذه الرحلة والتجربة.. ما هى الفترة الأصعب التى مررت بها؟
أصعب فترة مررت بها فترة انتظار لمعرفة إذا كان الورم خبيثا أم حميد، زى ما يقال وقوع البلى ولا انتظاره، القلق وانتظار معرفة نوع المرض شتت تفكيرى، لأنى أجريت أيضا أكثر من استشارة وكان فيه آراء كثيرة مختلفة عملت لى لخبطة، لغاية لما عرفت أنه ورم خبيث فلازم أتقبله ويكون عندى أمل فى الشفاء منه وأستمد طاقة إيجابية من داخلى كى أحارب هذا المرض ودى نصيحة منى لكل مصابى مرض السرطان.
من وقف بجانبك فى وقت محنة المرض ؟
الكثير وقف بجانبى وأخاف أنسى أشخاصا منهم، ولكن أحب أشكرهم م، أولا الدكتور أشرف، ومش عارف أرد له الجميل ده إزاى، تانى شخص هى النجمة نادية لطفى اللى من غيرها مكنتش أقدر أعمل أى حاجة، حسيت بجد أنى مفقدتش أمى، وكان لديها ثقة بأنى سأشفى من هذا المرض، وكانت تتحدث معى عن كيفية مقاومتها للمرض لديها وكانت لديها إلحاح كبير فى متابعة سير الإجراءات بشكل سليم ومتابعة التحاليل ومواعيد الأطباء والجلسات، بجد مش قادر أوفى كل اللى عملته معايا ولا عارف أرد لها الجميل إزاى، وبشكر كمان محمد هنيدى ونيللى كريم ومحمد ممدوح والأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما وغيرهم كثيرا حتى لا أنسى أحدا لوقوفهم بجانبى طوال الوقت.
ما الدروس المستفادة من تجربة إصابتك بمرض السرطان؟
أول شىء شريط حياتك بيمر قدامك وبتراجع كل تفاصيلها وتشوف نفسك قبل المرض وبعد المرض، تانى انك بتوصل لنوع من التصالح مع نفسك ومع الآخرين إن الدنيا مش مستاهلة وإن الإنسان ضعيف جدا، وأى خلافات مع أشخاص آخرين انتهت تماما، لأن بيكون عندك حالة من الرضا، وآخر شىء القدرة على فعل الخير، وأنا حاليا أحب أساعد الناس اللى يكون عندها المرض لأن فعلا المساعدة حلوة ليك ولغيرك وفكرة العطاء إحساس جميل لا يوصف.
بعد شفائك بحمد الله تعالى.. رسالة أخيرة توجهها لمن تحديدا؟
أريد توجيه كل الشكر للناس اللى وقفت بجانبى سواء شقيقى أو أصدقائى من داخل الوسط الفنى وخارجه وجيرانى والأطباء المعالجين لحالتى وجمهورى، لأن كلهم ليهم الفضل فى شفائى بعد ربنا سبحانه وتعالى.