خروف تسبب فى تقاعده فى أخر حياته..والصهاينة شمتوا فى وفاته
رحل عن عالمنا اليوم الفنان الشعبى البسيط شعبان عبدالرحيم بعد فترة مرض قضاها بالمستشفى ليختم اليوم حياته الفنية الحافلة بالجدل.
وأعلن المتحدث الرسمى باسم نقابة المهن الموسيقية، وفاة الفنان شعبان عبد الرحيم، صباح اليوم، بعد عودته من المملكة العربية السعودية، وذلك بأحد مستشفيات منطقة المعادى، حيث ظهر قبل أيام قليلة، وهو يجلس على كرسى متحرك، أثناء احيائه حفلا فنيا ضمن فعاليات موسم الرياض.
وقال الدكتور نبيل رزق المدير الإقليمى للأمم المتحدة للفنون بالشرق الأوسط أن الفنان شعبان عبدالرحيم أصيب بعدة إصابات فى ساقه أدت إلى تقاعده وعدم قدرته على الحركة خلال الأشهرالاخيرة من حياته وظهوره فى موسم الرياض على كرسى متحرك.
وأوضح المدير الإقليمى للفنون الذى تربطه علاقة صداقة بالفنان شعبان عبدالرحيم إن الفنان الراحل ذهب قبل عيد الاضحى لشراء "عجل" من أحد أشهر الأماكن للأضحية، وأن صاحب المطعم الذى كانت تربطه علاقة طيبة بالفنان أراد مجاملته فأعطاه العجل بنصف ثمنه وحصل منه على مبلغ 15 ألف جنيه بدلا من 30 ألف جنيه، ومنحه مع العجل خروف هدية منه.
وتابع رزق أنه كان فى زيارة للفنان الراحل بعد عيد الأضحى مع عدد من أبناء فنانى الزمن الجميل بعدما علموا بإصابته بكسور فى المستشفى وحكى الفنان عن ملابسات إصابته قائلا:" أنه فى أحد المرات ذهب ليطعم الخروف وبعد أن قدم له الطعام وأعطاه ظهره جرى ورائه وأسقطه على الأرض سقطة قوية تسببت فى إصابته بكسور شديدة دخل على أثرها المستشفى وقام بإجراء جراحة لتركيب شرائح ومسامير بالساق.
وأضاف المصدر أن الفنان الراحل كان يحكى هذه القصة بطريقته الفكاهية، وكان يتصورأنه سوف يستطيع الحركة بمجرد أن يخرج من المستشفى ولكن الإصابة تسببت فى تقاعده لفترة وعدم قدرته على الحركة إلا بكرسى متحرك حتى وفاته، مؤكدا أن الفنان الراحل كان يعانى من مشكلات كبيرة فى الرئة خلال الفترة الأخيرة، لدرجة أنه كان يشترط عدم تدخين فى أى من حفلاته.
وكان شعبان عبدالرحيم بحسب تقارير صحفية نشرت عام 2008 ينوى كتابة سيرته الذاتية فى كتاب، حتى يستفاد منها المطربون الجدد، خاصة من أبناء مناطق الشرابية وشبرا وقليوب وميت حلفا.
وكان الراحل يعمل مكوجى بسيط ، ولعبت الصدفة دورها فى انتقاله لعالم الفن بعدما اكتشف الحاج "عبداللطيف سوبر" بائع الصحف بحى بولاق الدكرور، الذى استمع لشعبولا يغنى فى أحد الأفراح الشعبية فأعجب به بشدة وقرر من أجله ترك مهنته فى بيع الصحف والاتجاه لإنتاج الكاسيت، فكانت باكورة تعاونهما سويا أغنية "أحمد حلمى اتجوز عايدة"، وبعد ذلك قرر شعبولا اعتزال عمله "مكوجى" والتركيز بشكل كامل فى الغناء.
وكان شعبان عبد الرحيم مقتنع تماما بإصدار مذكراته فى كتاب ويحكى قصته التى أملاها على شاعره الخاص إسلام خليل.
وولد شعبان عبد الرحيم فى 15 مارس 1957 بحى الشرابية فى القاهرة واسمه الحقيقى "قاسم" ولكن اختار اسم "شعبان" ليكون اسمه الفنى نسبة إلى ولادته فى شهر شعبان.
وتميز شعبان عبدالرحيم منذ ظهوره الفنى بارتدائه ملابس غريبة ومظهر خاص ، وأشار فى بعض البرامج إلى أنه يشترى قماش ملابسه من" وكالة البلح" ويحرص على أن يكون متناسقا مع " الأنتريه" .
ومن أشهر أغانيه "أنا بكره إسرائيل" التي استوحاها شعبان من أحداث الانتفاضة الفلسطينية والتي أثارت ردود فعل كبيرة محليا وعربيا، وقد اتهمت شبكة سي ان ان الإخبارية الأمريكية عبد الرحيم بالتحريض على مناهضة التطبيع مع إسرائيل، في حين اعتبرها كثيرون على الجانب الآخر، تعبيرا عن نبض الشارع المصري والعربي ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن كينيث باندلر المتحدث باسم اللجنة اليهودية الأمريكية قوله إن هو "راع للكراهية".
وبعد وفاة شعبولا الذى غنى العديد من الأغانى الشعبية التى حازت شهرة واسعة ومنها "هبطل السجاير وأكون إنسان جديد" انطلقت تعليقات صهيونية شامتة فى وفاته.
وهكذا رحل الفنان البسيط الذى عبر عن ملايين البسطاء وتحدث بطريقته فوصل إلى قلوبهم حتى وإن ثار الجدل حول فنه.