فى سنة 1901 تمكن ماركونى من صنع أول جهاز استقبال راديو لاسلكى بعد تطويره، تمثلت أهمية هذا الاختراع عام 1909 عندما غرقت السفينة فيكتوريا واستطاعت الرسائل اللاسلكية أن تنقذ عددا من ركابها فقد استخدمت فى طلب النجدة من السفن المجاورة وفى نفس العام حصل ماركونى على جائزة نوبل.
سنوات طويلة على هذا الاختراع الذى غير فى سلوك البشرية، وأخذ كل هذه السنوات يتطور بشكل مذهل حتى وصلنا إلى الإذاعات الرقمية التى اكتسحت النِّطاق الإعلامى فى عدد كبير من الدول، خاصة فى ألمانيا وبريطانيا والنرويج وسويسرا، وتنبأ بعض الخبراء بقرب أفول الإذاعة التقليدية.
بداية الإذاعة الرقمية انطلقت منذ تسعينيات القرن الماضى، لكن التجارب الأولى لم تحقّق نجاحا كبيرا، إذ انتقل الناس من الإذاعة التقليدية إلى الرقمية بعيوب كثيرة، منها محدودية نطاق التغطية وقلّة وسائل الإرسال ولهذه الأسباب فشلت التجارب الأولى .
ما هى الإذاعة الرقمية ؟
هى الإذاعة التى تعمل بتجهيزات تقنية مزودة بمنظومات رقمية متكاملة تعطى إمكانية كبيرة فى تحسين جودة الصوت وتقديم خيارات جديدة تفاعلية مع المستمعين بما تتيحه من خدمات إضافية ليس فقط سمعية بل و أيضا بصرية .
وفى خضم الجدل الدائر حول مدى قدرة الإنترنت على السيطرة على القطاع الإعلامى والتواصلى فمن المؤكد أنه لم تعد هناك من وسيلة إعلامية تستطيع الاستغناء عن الإنترنت، وعلى رغم حداثة تقنية البث الرقمى، فإنه تطوّر سريعا بشكل جعلنا نصِل إلى الجيل الثانى، الذى هو أكثر تطوّرا وأفضل جوْدة من الجيل الأول، إذ بات مُمكنا سَماع الإذاعة بعدّة صِيغ، بما فى ذلك على جِهاز الجوال.
فى عام 2008 كانت آفاق الراديو تبدو قاتمة، مع ركود أعداد المستمعين للإذاعة وتعرض ذلك الوسط للتهديد بسبب الإنترنت، بعد مرور عشر سنوات أصبحت نسبة الاستماع للإذاعة تسجل مستويات قياسية لأن التوسع فى المنصات الرقمية أحدث طفرة غير مسبوقة.
وفقا لشركة راجار التى تجمع بيانات عن المستمعين حول صناعة الإذاعة، استمع 48 مليون شخص بالغ لساعات من البث الإذاعى تقارب مليار ساعة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2016، وخلال الفترة نفسها تم إطلاق 170 محطة رقمية محلية وعلى مستوى البلد بأكمله، ما يجعل إجمالى عدد المحطات الرقمية فى المملكة المتحدة يصل إلى 339 محطة.